عدن ـ عبدالغني يحيى
اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أنه لولا «انقلاب ميليشيا الحوثي الإيرانية على الشرعية لكانت تحققت الكثير من طموحات الثورة الشبابية"، وجاء ذلك في خطاب له بمناسبة الذكرى السابعة لثورة التغيير التي انطلقت في 11 فبراير/ شباط 2011، ضد نظام الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الذي قُتل على يد مسلحي الحوثيين مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي في صنعاء.
وقال هادي: «رغم كل الظروف القائمة التي فرضها أعداء الحياة والتغيير، إلا أننا قلناها وسنقولها مرة أخرى إن الثورة على الظلم مغامرة محمودة، ومن يحاول بطريقة أو بأخرى تحميل هذه الثورة وزر ما نحن عليه اليوم، يتجاهل معطيات ووقائع كثيرة يطول الحديث عنها، لكن في المحصلة يكفيكم فخرًا أنكم أثبتم أن شعبًا أعزل بإمكانه أن يقول لا، وأن ينتصر، وأنه بإمكانه أن يواجه الاستبداد الفردي والحكم العائلي وينجح في هزيمته».
وأضاف هادي: «ليس خفيًا أن نقول اليوم إن خروج الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007 للمطالبة بحقوق عادلة ومحقة، ورفع الظلم والإقصاء والتهميش الذي حدث لأبناء الجنوب، وتصحيح مفهوم الوحدة من التبعية إلى الشراكة، هو من وضع اللبنات الأولى على طريق ثورة التغيير في فبراير، لرفض الحكم العائلي والفساد المستشري الذي بات عصيُا على الإصلاح والتقويم"، مشيرًا إلى أنه بين الذكرى السادسة والسابعة لثورة التغيير، حدثت تغيرات كثيرة، أبرزها «تفكك تحالف الشر الانقلابي بين ميليشيا الحوثي الإيرانية والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي أدرك ولو متأخرًا خطورة مشروعها، ودعا للانتفاضة الشعبية ضدها، لتقوم باغتياله كعهدها في الغدر والخيانة والتنصل عن المواثيق والعهود».
وأكد هادي «أن المكاسب التي تحققت للقضية الجنوبية في مخرجات مؤتمر الحوار، وبدعم إقليمي ودولي، يجعلنا نقول باطمئنان إن مظالم الماضي لن تتكرر، وإن زمن الاستحواذ على السلطة والثروة ولى إلى غير رجعة، وها أنتم يا أبطال الجنوب تصنعون البطولات وتقدمون التضحيات جنبًا إلى جنب مع الشرعية والتحالف لاستكمال إنهاء الانقلاب، ليجني الجميع ثمار هذه التضحيات في دولة اتحادية جديدة"، معتبرًا أن ما حدث في عدن "جنوب اليمن" مؤخرًا من اشتباكات دامية، جرس إنذار أمام شعبنا وأشقائنا في التحالف العربي ينبههم لمن يحاولون تحريك مسار معركة اليمن والخليج ضد المشروع الإيراني باتجاه مشاريع تدميرية صغيرة».
وتابع هادي: «لازلنا نعمل بكل جهد ومعنا أشقاءنا على رأب الصدع وتضميد الجراح، وإزالة كل الأسباب التي أدت إلى تلك الأحداث المؤلمة، وطي صفحتها إلى الأبد"، وقال: «لقد وجهت الحكومة بمضاعفة جهودها للقيام بدورها اللازم في تطبيع الأوضاع وبسط الأمن والاستقرار وتصحيح أي اختلالات، وهي تبذل جهودا كبيرة، ونحن ومعنا شعبنا نراقب ونتابع ونقيم الأداء، لكن الواجب يقتضي أيضًا الاعتراف بوجود تحديات وصعوبات كبيرة أمامها وأمامنا جميعًا، وتتطلب تضافر الجهود وتكاتفها رسميًا وشعبيًا من أجل البناء لا التدمير، والتعمير لا التخرايب، وتوفير الخدمات لا تعطيلها، وفرض هيبة الدولة والنظام والقانون، الذي يتطلب أولًا وأخيرًا عدم وجود أي تشكيلات مسلحة خارج سيطرة ومشروعية مؤسسات الدولة وهو ما لا يمكن قبوله مطلقًا».
وخاطب هادي أبناء محافظة تعز قائلًا: «إنني معكم أعيش الألم الذي تعيشونه بفقدان خيرة شباب وشابات تعز وخيرة أبطالها، ففي كل يوم نفقد الكثير ممن نعول عليهم بناء المستقبل، أيها الحالمون الصابرون المرابطون في تعز إن تغاضي العالم عن الجرائم التي ترتكب بحق أطفالكم وشبابكم ونساءكم والحصار المفروض عليكم، يزيدنا إصرارًا على مواصلة معركة التحرير وبكل الإمكانيات المتاحة ومهما كلفنا ذلك، فالنصر قادم يا منبع فبراير المجيد وعماد الدولة الاتحادية الجديدة، النصر قادم ولو كره المجرمون».
وشكر هادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، «على تلبية نداء الأخوة والجوار المتمثل في دعوتنا له، واتخاذ قراره العروبي والإسلامي الشجاع بنصرة اليمن بعاصفة الحزم والأمل، وكل دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن على أدوارهم وتضحياتهم البطولية التي لن ينساها الشعب اليمني بأجياله المتعاقبة».
ويصادف الأحد، الذكرى السابعة لثورة 11 فبراير الشبابية التي أطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. وقال: «ها نحن نلمس دعمًا آخر من أخي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، بدعم البنك المركزي بوديعة مالية، وخطة إنسانية شاملة، وهي مقدمة لخير كبير نلمسه كل يوم، وقبل ذلك وبعده دماء زكية روت أرضنا الطاهرة لتعزز هذه الرابطة الأخوية القدرية بين شعوبنا».
من ناحية أخرى، حققت قوات الجيش الوطني بإسناد جوي من مقاتلات التحالف تقدمًا كبيرًا جنوبي محافظة الحديدة، اليومين الماضيين، وتتحدث المصادر الميدانية عن مواصلة لزحف القوات صوب مركز مديرية الجراحي، الواقعة شمالي حيس، تحت غطاء جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي، وطائرات الأباتشي، فيما تدور في الأثناء معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والميليشيا الحوثية في أطراف مديرية الجراحي، حيث تفرض قوات الجيش الوطني حصارًا مطبقًا على المديرية من ثلاثة محاور.
وبالتزامن، قصفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيا الحوثية في مزارع متفرقة بالمديرية ذاتها، وفي مديرية زبيد المجاورة لها، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيا الحوثية، من بين القتلى القيادي المدعو يونس إبراهيم عامر، علاوة على تدمير أطقم وآليات قتالية.
في الوقت ذاته، ألقت قوات الجيش الوطني القبض على مسؤول التجنيد للميليشيات بمديرية حيس، المدعو ثابت محيي الدين، في حين قامت الميليشيا بتصفية المدعو عمر الانسي، بتهمة الخيانة، أحد قادتها بعد انهزامها في مديرية حيس، طبقًا لما نقله موقع الجيش اليمني "سبتمبر نت"، وفي غضون ذلك، دفعت الميليشيا الحوثية بتعزيزات كبيرة صوب الحديدة، إثر انهيار عناصرها في الجراحي، وفرار العشرات منهم باتجاه مديرية زبيد، وجبل رأس، ومدينة بيت الفقيه.
وقال رئيس مركز الدراسات العسكرية، العميد الركن علي ناجي عبيد، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية تمكنت من الوصول إلى أطراف مديرية الجراحي، معتبرًا وصولها إلى ثالث مديرية في الحديدة، يفتح الطريق إلى مديرية زبيد، التي تبعد عنها نحو 10 كيلومترات، مضيفًا أن مديرية زبيد تعتبر عقدة مهمة وخط دفاع مهماً للميليشيا الحوثية على مداخل الحديدة، مؤكدًا أن تحرير الجيش الوطني كامل مديرية الجراحي، يمكنها من قطع تعزيزات الميليشيا التي تقدم إليها عبر محورها الشرقي، من محافظتي إب، وذمار. ووفق ما تحدث عبيد عن خسائر الميليشيا الحوثية في جبهات الحديدة، فإن محاولات الميليشيا الفاشلة في هجمات متفرقة تنفذها يعني محاولات منها استثمار تغطية الضعف في أكثر من جبهة، التي يروح ضحيتها العشرات من عناصرها بين قتلى وجرحى.
وأكد عبيد، أن هدف الميليشيا بتقديم عناصرها في محرقة القتال، علاوة على تصفية قياداتها الميدانية، بتهمة التخابر مع الشرعية والتحالف العربي، هو تغطية الضعف؛ حتى لا تظهر مهزومة، كما تفعل في إعلامها بادعائها أن كل المواقع التي خسرتها ما زالت تحت قبضتها؛ حفاظًا على تماسك جبهاتها الداخلية.
إلى ذلك، نقلت قناة «العربية» عن مراسلها صد القوات السعودية، الأحد، هجومًا من الحوثيين قبالة نجران، وذلك لدى محاولة تسلل عناصر من الحوثيين إلى الحدود السعودية لتنفيذ عملية عسكرية وتوثيقها للبحث عن انتصار معنوي. وقتل 17 عنصرًا من الحوثيين حاولوا التسلل إلى الحدود السعودية، مع تدمير عدد من المركبات التي كانت تقلهم عبر طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، ونزعت الفرق الهندسية المتخصصة في نزع الألغام والمتفجرات التابعة للجيش الوطني، اليمني كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة خلال الأسبوعين الماضيين في محور صعدة.
وذكر مسؤول الفريق الهندسي، النقيب سيف السلفي: إن "الفرق الهندسية المشكّلة من كافة الوحدات والألوية العسكرية، وبالتعاون مع خبراء من قوات التحالف في محور صعدة، نزعت حتى اليوم أكثر من 4000 لغم وعبوة ناسفة، وأكد أن الفرق الهندسية تواصل نزع الألغام ومخلفات الحرب بعد تأمين المرتفعات الجبلية في البقع، وسوق البقع، والخط الإسفلتي الرابط مع الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب ما ذكر السلفي، فإن هذه المتفجرات تشمل الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع والعربات والعبوات الناسفة محلية الصنع وبأحجام مختلفة، إضافة إلى تفكيك صواريخ تحكم عن بعد، موضحًا أن «هذه المتفجرات كانت موجهة لضرب أفراد وتجمعات الجيش الوطني في البقع، إضافة إلى ضرب التجمعات السكنية في الحدود السعودية»، وقال: إن عملية نزع الألغام والمتفجرات من قبل وحدة نزع الألغام من الوحدات العسكرية في البقع، تمت بأجهزة متطورة حصل عليها الفريق الهندسي في الجيش الوطني لأول مرة من قوات التحالف العربي، وبمساندة كاسحات الألغام التابعة للتحالف، منوّهًا بأن عملية نزع الألغام ما زالت مستمرة على قدم وساق حتى يتم تطهير جميع المناطق المحررة من الألغام التي تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد حياة المواطنين القاطنين في تلك المناطق.