عمان ـ خالد الشاهين
أعلن الأردن، الأحد، إحباط مخطط إرهابي أعدت له خلية مؤيدة لتنظيم «داعش» ويستهدف مواقع حيوية في المملكة بهدف زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفوضى، وكان المخطط معدًا للتنفيذ خلال احتفالات رأس السنة، وكان أفراد الخلية جميعًا من محافظة الزرقاء شرق عمان، وأن ثمة خلايا إرهابية أخرى قيد الاعتقال وسيكشف عنها بعد التحقيق.
وأفادت دائرة المخابرات العامة في بيان مساء الأحد، أنها «بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة، أحبطت مخططًا إرهابيًا وتخريبيًا كبيرًا، وبجهد استباقي، خططت له خلية إرهابية مؤيدة لتنظيم داعش خلال تشرين الثاني/ نوفمبر 2017»، وأضاف: «خططت عناصر الخلية لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في شكل متزامن بهدف زعزعة الأمن الوطني وإثارة الفوضى والرعب لدى المواطنين».
وعلم مصدر صحافي، أن الإعلان عن «العملية النوعية» وعن اعتقال العناصر الـ١٧ المنتمين إلى الخلية، وهم من محافظة الزرقاء "50 كيلومترًا شرق عمان"، جاء في سياق عمليات تحرّ أحبطت أكثر من ٢٠ عملية إرهابية خططت لها خلايا تنتمي إلى «داعش» عام ٢٠١٧، وأضافت مصادر مطلعة أن المخطط كان يستهدف الاحتفالات بأعياد رأس السنة، موضحة أن الأيام المقبلة ستشهد كشف خلايا أخرى قيد الاعتقال والتحقيق، وكانت تخطط لعمليات إرهابية في البلاد.
وذكر مصدر أردني مطلع أن المخطط الذي كُشف أخيرًا كان يستهدف مناطق حيوية في مواقع متعددة أثناء اكتظاظها بالمارة في شكل متزامن، ووفق موقع «هلا» الإخباري التابع للقوات المسلحة الأردنية "الجيش العربي"، فإن الأجهزة الأمنية واكبت المخطط عبر معلومات استخبارية، ووضعت الخلية تحت المراقبة التامة بدءً من عمليات الاستقطاب والتجنيد التي قام بها عنصر معروف بأفكاره المتطرفة والتخريبية، مرورًا بعمليات معاينة أهداف متنوعة وحيوية من مصالح أجنبية وأماكن عبادة ومقرّات أمنية وشخصيات دينية وأسواق وبنوك ومحطات إعلامية، إضافة إلى عمليات شراء بعض الأسلحة ومحاولة تأمين أخرى ومواد شديدة الانفجار ووضع المخططات اللازمة للتنفيذ، من خلال سرقة عدد من المركبات والسطو على بنوك ومصارف لتأمين التمويل، وانتهاءً بتقسيم العناصر الإرهابية على 3 مجموعات للتنفيذ في شكل متزامن في أكثر من موقع.
وأشار الموقع إلى عمليات متابعة للمخطط الإرهابي والقائمين عليه وتحركاتهم وأماكن وجودهم وأدوار كل منهم قبل الاتفاق النهائي على موعد التنفيذ، تبعها وضع خطة الإحباط ليبدأ التنفيذ في وقت قياسي لم يتجاوز ساعات معدودة، وفي أكثر من عشرة مواقع في إحدى المحافظات الكبرى، وأسفر عن اعتقال 17 عنصرًا ممن تورطوا في هذا المخطط الإرهابي، وضبط كمية من الأسلحة الأوتوماتيكية والمتفجرات.
ووفق بيان المخابرات الأردنية الذي أعلن كشف الخلية ومخططاتها، أسفرت عمليات المتابعة الاستخبارية المبكرة عن ضبط الأسلحة والمواد التي كان مقررًا استخدامها لتنفيذ المخطط الإجرامي، وكشفت التحقيقات مع عناصر الخلية أنها أعدت خططًا متكاملة لتنفيذ عملياتها، وأجرت عمليات استطلاع ومعاينة لتلك الأهداف، ووضعت آلية للتنفيذ، وأن من أهم أهداف الخلية «مراكز أمنية وعسكرية ومراكز تجارية ومحطات إعلامية ورجال دين معتدلين».
كما خططت عناصر الخلية لتأمين الدعم المالي لتنفيذ مخططاتها وشراء الأسلحة الرشاشة، من خلال عمليات سطو على عدد من البنوك في مدينتي الرصيفة والزرقاء وسرقة عدد من المركبات بهدف بيعها للحصول على التمويل، كما خططت لتصنيع متفجرات باستخدام مواد أولية متوافرة في الأسواق.
وأفادت المخابرات الأردنية بإحالة عناصر الخلية على محكمة أمن الدولة التي باشرت التحقيق معهم، وأسندت إليهم تهم المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، والترويج لأفكار جماعة إرهابية، والتدخل للقيام بأعمال إرهابية، وبيع أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، وتقديم أموال للقيام بعمل إرهابي، وحيازة أسلحة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية. وقالت إنهم سيحالون على محكمة أمن الدولة حال انتهاء المدعي العام من إجراءات التحقيق.
وكانت المملكة تعرضت عام ٢٠١٦ لأربع عمليات إرهابية تبنتها خلايا تنتمي إلى «داعش».