موسكو ـ حسن عمارة
نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاتهامات التي وجهتها واشنطن، إلى روسيا، بشأن وقفها وراء محاولات الاختراق التي تتعرض لها الولايات المتحدة، واصفًا إياها "خطابات تعبئة" لأهداف انتخابية.
وكان الرئيس الروسي أدلي بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي، أثناء القمة السنوية بين الهند وروسيا في ولاية جوا، الهند. وتأتي هذه التصريحات كرد فعل على توجيه الولايات المتحدة اتهامات رسمية لروسيا بالوقوف وراء سلسلة هجمات إلكترونية عالية المستوى، التي أدت إلى تسريبات كان من بينها رسائل البريد الإلكتروني لحملة انتخابات هيلاري كلنتون.
ويذكر أنه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أعلن رئيس إدارة شؤون الاستخبارات الوطنية،ووزير الأمن الداخلي أنهما على "ثقة" من ضلوع مسؤولين روس رفيعي المستوى في توجيه عدد من الاختراقات التي تأثر على مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار البيان إلى ارتباط المخترق " Guccifer 2.0"، بروسيا، وهو المتهم باختراق حسابات البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية، وكذلك حسابات مؤسسة كلينتون.
ويعزز هذا الاتهام موقف هيلاري كلينتون في الانتخابات المقبلة، وتحتج بأن هذه الاختراقات تخدم بوتين الذي يري أن فوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب برئاسة البلاد أفضل لروسيا منها. وقالت كلينتون في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، خلال المناظرة الرئاسية الثانية، "إننا لم نشهد في تاريخنا حالة بذل فيها الخصم الخارجي مثل هذه الجهود الكبيرة بغية التأثير على نتائج انتخاباتنا".
وأنكر ترامب مزاعم علاقته المقربة بروسيا، قائلًا "أنا لا أعرف بوتين، واعتقد أنه سيكون أمرًا رائعًا العمل جنبًا إلى جنب مع روسيا". وأضاف "إنهم يعتقدون أنهم سينالون مني بالربط بيني وبين روسيا. فأنا لا أعلم شيئًا عن روسيا". ونفى المخترق الروماني المعتقل " Guccifer " أي علاقة لموسكو بالأمر، ومن جانبها نفت موسكو أي علاقة لها بالمخترق.
وجاء في البيان الأميركي، أن روسيا كانت وراء محاولات تشويه سمعة مؤسسة كلينتون عن طريق تسريب بيانات حملة كلينتون إلى موقع ويكيليكس ودي سي لايكس دوت كوم. وحذّر البيان أيضا من أن منظومة الانتخابات في بعض الولايات تعرضت مؤخرًا لعمليات اختراق، والتي تم التأكد من ضلوع خوادم تديرها شركات روسية في هذه الهجمات.
وحذّر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، من أن الولايات المتحدة، تطلق هجمات قرصنة انتقامية على روسيا. وقال في لقاء لفضائية "NBC" الإخبارية، "إننا نرسل رسالة إليهم، بأن لدينا القدرة للقيام بهذه الخطوة. وستكون في الوقت المناسب الذي نختاره، وتحت الظروف التي تؤتي أكبر تأثير. وأكد فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، أن العلاقات الأميركية الروسية سيئة جدًا في هذه الأثناء، وربما تكون أسوء مما كانت عليه عام 1973، عندما كانت الدولتين تدعمان طرفين متضادين في حرب الأيام الستة في الصراع العربي الإسرائيلي.