موسكو - حسن عمارة
كشف مصدر مطلع على التحقيق الجاري في جريمة تفجير مترو "سان بطرسبرج"، ان طاهي السوشي السابق الذي يبلغ من العمر 22 عامًا تم استخدامه "كقنبلة بشرية" عن طريق حمل عبوة ناسفة الى المترو وتم تفجيره عن بعد دون موافقته. توفي اكبرزون دزاليلوف، وهو روسي متجنس ولد فى ولاية قيرغيزستان في وسط اسيا، في الانفجار الذي وقع في قطار يوم الاثنين، واسفر عن مصرع 14 شخصًا واصابة اكثر من 50 اخرين. وتم العثور على رأسه وشظايا جسده داخل العربة.
وأكد محققون حكوميون انه هو الذي نفذ الهجوم، وترك جهازا ثانيا على منصة مترو تم تعطيله فى وقت لاحق. غير أن مصدرًا مجهولا قال لوكالة "انترفاكس" الخميس، إن نظريات أخرى لا تزال قيد النظر، بمعنى أن دزاليلوف قد لا يكون انتحاريًا ولم يكن يعلم بأنه سيموت.
وقال المصدر ان "العديد من العوامل تشهد على حقيقة ان الانتحاري لم يكن يخطط على الارجح لتفجير نفسه بل كان يجب ان يزرع قنابل في مكانين في المترو ثم يهرب". "بدلا من ذلك، قرر شركاؤه استخدامه، وحفظه في الظلام. وأوضح المصدر أن سلوك دزاليلوف في الفترة الأخيرة وحقيقة أنه أصبح فقط مؤيدا للإسلام الراديكالي قبل فترة قصيرة لا يتناسب مع سيناريو انتحاري. ان هذه الفئة من الناس تعد بشكل خاص ولفترة طويلة ".وقال المصدر انه لا يمكن استبعاد ان القنبلة التي كان يحملها على ظهره قد تم اطلاقها عن بعد باستخدام مكالمة هاتفية.
وتسعى الشرطة والامن الى اقامة علاقات بين دزاليلوف والراديكاليين المسلمين. ويقال إنه ذهب إلى تركيا في عام 2015، مما أثار شكوكه بأنه ربما سافر إلى سورية. واحتجزت قوات الامن الفيدرالية ثلاثة اشخاص يشتبه فى ان لهم علاقات مع دزاليلوف فى سان بطرسبرج الخميس، ونزع فتيل عبوة ناسفة محلية الصنع فى الشقة التي يعيشون فيها. وقالت لجنة التحقيق ان المعتقلين مثل دزاليلوف جاءوا من اسيا الوسطى السوفيتية السابقة.
وطبقا للسيناريو الذى اقترحه مصدر وكالة انباء "انترفاكس" فان شركاءه خططوا لتفجير القنبلة التى كان يحملها فى القطار تليها القنبلة التى تركت فى محطة مترو "بلوششاد فوستانيا". وقال المصدر ان "الحساب هو انه بعد الانفجار في القطار سيصطدم الركاب بالذعر في جميع المحطات بما في ذلك المحطة التي ترك فيها اول جهاز ارتجالي وسيتضاعف عدد الضحايا".
وقد تكهنت وسائل الإعلام الروسية بالفعل بأن شيئًا ما قد يكون خطأ في تنفيذ الهجوم الإرهابي. وقالت صحيفة "كومرسانت" ان اجهزة الامن كانت تقترب من حلقة ارهابية تخطط لهجوم في سان بطرسبرج بعد ان أوقفت اسلاميين عادوا من القتال في سورية.
وقد ذهب الآلاف من الشبان من الدول السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، والتي تشمل قيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، للقتال مع الجماعات الجهادية في سورية. وكثير من الرجال من تلك البلدان هم عمال مهاجرون في روسيا. وفي يوم أمس، اعتقلت وكالات إنفاذ القانون ثمانية مهاجرين من آسيا الوسطى في سان بطرسبرج يشتبه في أنهم يخططون لهجمات إرهابية ويعملون كمجندين لتنظيم "داعش" و"القاعدة" في سورية، وقيل إنهم لا صلة لهم بالهجوم في المترو.