ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء أن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي "جريمة شنعاء لا يمكن تبريرها"، وفي خطاب جريء في قمة مبادرة الاستثمار المستقبلية في الرياض أصرّ ولي العهد على أن السعودية تتعاون "لتقديم الجناة إلى العدالة". 

اتَّهم قوات بـ"إحداث إسفين" بين المملكة وتركيا
واتهم الأمير محمد قوات لم يكشف عن اسمها، باستخدام القضية لإحداث قلق بين بلاده وتركيا، وذلك خلال أوّل تصريح له لصحيفة "واشنطن بوست" منذ مقتل الكاتب الصحافي بالقنصلية السعودية في إسطنبول، وقال في خطاب مهم أمام مؤتمر الاستثمار المنعقد في الرياض: "لا شك أن التعاون بين الحكومة السعودية والتركية فريد من نوعه، ونحن نعلم أن الكثيرين يحاولون استخدام هذا الشيء المؤلم في توتر العلاقة بين السعودية وتركيا"، وأضاف: "أريد أن أرسل لهم رسالة لن يكونوا قادرين على القيام بذلك، ما دام هناك ملك يُدعى سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده والرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

وأضاف بعد هتافات من الجمهور: "لن يُحدِث هذا الإسفين التفرقة بين السعودية وتركيا، وسوف نثبت للعالم أننا نتعاون على جلب الجناة إلى العدالة".

وأكّد أنّها جريمة مؤلمة لجميع السعوديين
وتحدَّث الأمير محمد، على الفور عن مقتل خاشقجي بعد صعوده إلى منبر المؤتمر، وقال "كانت الجريمة مؤلمة جدا لجميع السعوديين.. أعتقد بأنها مؤلمة لكل إنسان في العالم، وفي حديث منفصل ألقى الأمير بنكتة بشأن "اختطاف" رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بعد استقالته الغريبة العام الماضي وذهابه في رحلة إلى المملكة"، وقال الأمير إن الحريري "سيبقى هنا لمدة يومين، لذلك لا أحد (من فضلكم) يقوم باختطافه"، واستجاب الجمهور للفكاهة الجمهور وضحكوا في "مبادرة الاستثمار المستقبلية".

واستقال الحريري العام الماضي من رئاسة الوزراء خلال رحلة إلى الرياض، وهو ما يعتقد الكثيرون بأنه اضطر إلى القيام بذلك بسبب الأمير محمد، وغادر الحريري المملكة لاحقا وألغى استقالته.
جاء ظهور الملك بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "ولي العهد يتحمل المسؤولية النهائية عن العملية التي أدت إلى مقتل الصحافي"، الأمر الذي أدى إلى تزايد الضغوط على حليفه، وأعلن ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه يريد أن يصدق الأمير البالغ من العمر 33 عاما عندما قال إن مسؤولين من المستوى الأدنى هم المسؤولون عن القتل في القنصلية السعودية في إسطنبول.

أردوغان يعد بنشر أيّ دليل يخصّ القضية
وتعَّهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإحضار قتلة جمال خاشقجي إلى العدالة، وقال إنه "مصمم على عدم السماح" بقتل "الصحافي السعودي"، ووعد بنشر أي دليل جديد تحصل عليه تركيا "بطريقة شفافة".

وتحدث أردوغان على الهاتف مع ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مقتل خاشقجي، وقال المصدر إن الاثنين ناقشا "قضية الجهود المشتركة والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تسليط الضوء على جريمة جمال خاشقجي من جميع جوانبها".
يأتي ذلك بعد يوم من قول الزعيم التركي إن خاشقجي البالغ من العمر 59 عاما كان ضحية "القتل الوحشي" المخطط مسبقا.
وقال أردوغان: "نحن مصممون على أن لا نسمح بالتعتيم على جريمة القتل والمسؤولين، وأن لا نسمح للشخص الذي أصدر الأمر لأولئك الذين قاموا بإعدامه أن لا يفلتوا من العدالة"، وباعتباره الحاكم الفعلي للمملكة، فتم إلقاء اللوم على ولي العهد السعودي على نطاق واسع وعلى عملية القتل التي نفذتها فرقة من كبار ضباط المخابرات السعودية، ويشك النقاد في أنه أمر بالعملية أو على الأقل علم بها