الاتحاد الأوروبي و بريطانيا

انتقد قاضٍ أوروبي سابق مطالب الاتحاد الأوروبي التي وصفها بـ"الخطيرة" على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن مسعى الاتحاد للحصول على رسوم انفصال بقيمة 100 مليون يورو "85 مليون جنيه استرليني" بأنه "لا يمكن الدفاع عنه". وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن القاضي االبلجيكي فرانكلين ديهوس، وهو قاض سابق في محكمة العدل الأوروبية، انتقد مطالب الاتحاد الأوروبي بتسديد بريطانيا رسوم لانفصالها ووصفها بـ"مبالغ فيها".

وحذر الخبير القانوني الذي تقاعد من منصبه في اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بروكسل من المشاركة في المحكمة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها على نطاق واسع خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قائلا: انها "بالكاد افضل إطار للتعامل مع مثل هذا التقاضي". وسخر من مطالب تسديد بريطانيا 100 مليار يورو  مازحا: "لم يكن البريطانيون محبوبين لمساهمتهم الصافية في ميزانية الاتحاد الأوروبي".

وقال ديهوس، وهو أستاذ في جامعة "لييج" لديه خبرة سابقة في التفاوض حول المعاهدات الأوروبية، عن موقف الاتحاد: "إنه أمر خطير، لسببين مختلفين تماما. أولا، انه يزيد من التوقعات، ويولد الصراعات ويجعل الصفقة النهائية أقل احتمالا، كما أن الاتحاد الأوروبي، مثل حكومة المملكة المتحدة يحتاج إلى التكيف مع الواقع". "يجب أن نقارن الفوائد المباشرة المحدودة لهذا النهج الجذري مع الفوائد العالمية لأي صفقة جديدة".

واضاف: ثانيا، وهو سبب أكثر أهمية، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون حذرا للغاية حول المشكلات التي تخلق الآن، معظم الناس لا يرون ذلك، كما أنهم لا يعتقدون أن المادة 50  سيتم استخدامها الآن أكثر من أي وقت مضى، ولكن سيكون هناك أعضاء آخرىن سيخرجون من الاتحاد الأوروبي."وبالتالي نحن بحاجة إلى التفكير بعناية لخلق حوافز مستقبلية للصفقات العادلة، وليس اشتباكات منتظمة. وقد اخترعت المادة 50، بعد كل شيء، لإظهار أن الاتحاد الأوروبي ليس سجنا. يجب علينا تطبيقه وفقا لذلك. "

وحذّر ديهوس من الاستخدام المكثف لمحكمة العدل الأوروبية في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد بسبب "إجراءاتها الثقيلة جدا وتكاليفها العالية". وأوضح البروفسور قائلا ، أن الاتحاد الأوروبي "أصر على حق تسوية جميع العواقب القانونية والمؤسسية والمالية، لأكثر من 40 عاما من وجود المملكة المتحدة". وتابع : "لقد طالب بذلك عن طريق المشاركة المتوازنة في السوق الواحدة. ولكن يجب أيضا أن يأخذ في الاعتبار الحاجة المشتركة للجميع إلى الحفاظ على تعاون عميق، والأهم من ذلك كله ضرورة أن يظهر الاتحاد الأوروبي، في هذا الإجراء".مضيفا: "هذه ليست حربًا، بل انفصال، ويجب علينا جميعا أن نسعى جاهدين لجعلها ودية".

من جانبها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان بلادها ستناقش مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على اساس ان بريطانيا ستظل شريكا. وقالت في مدينة نورمبرغ الجنوبية "سنجري مفاوضات رحيل بريطانيا باعتبارها شريكا جيدا".

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في وقت سابق من هذا الاسبوع ان بريطانيا ستغادر الاتحاد الاوروبي دون اتفاق اذا لم تتمكن من التوصل الى اتفاق مرضٍ مع الكتلة.