استمرار المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في فنزويلا

أكّد خبراء فنزويليون، أنّ الرئيس نيكولاس مادورو، قد يحتفظ بالسلطة لفترة أطول، وذلك لأن الكثير من المحتجّين في البلاد، يعانون من سوء تغذية شديد للاستمرار في احتجاجاتهم التي اجتاحت البلاد في الأسابيع الثلاثة الماضية، وغضب الناخبون بسبب الانهيار الاقتصادي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقصها في البلاد.

وتوجّه الآلاف من المواطنين، إلى شوارع العاصمة كاراكاس، الخميس، مطالبين بإجراء انتخابات والقيام بتدابير لمعالجة الحرمان الاقتصادي، ويأتي ذلك بعد 24 ساعة من اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، قتل خلالها 3 أشخاص في أكبر احتجاج حتى الآن، وألقي القبض على المئات في الأسابيع الثلاثة الماضية، وأدّت أعمال الشغب إلى مقتل 7 أشخاص، ولكن الخبراء يعتقدون أنه "حتى يُصعّد الناس في الأحياء العشوائية الضخمة في البلاد، فان مادورو سيبقى في السلطة".

 وأوضح العامل ألفونزو موليرو، الذي يعيش في الأحياء الفقيرة في ماراكايبو، أنّ "كل ما لدي هو الجوع - لا يهمني إذا كان الناس يحتجون أم لا، ما هي القوة التي أحتج عليها إذا كانت معدتي فارغة منذ الأمس؟"، وجددت المعارضة الفنزويلية، الخميس، احتجاجاتها على مستوى البلاد داعية إلى إجراء انتخابات وتدابير لتحسين الاقتصاد المنهار، بعد يوم واحد من مقتل 3 أشخاص فى مظاهرات مماثلة، غير أن الحشود كانت اقل من مئات الألاف من الأشخاص الذين غمروا شوارع كراكاس والمدن الإقليمية يوم الأربعاء، وهي الأخيرة والأكبر خلال أسابيع عدة من الاحتجاجات ضد ما يدينه معارضو مادورو بأنها توجّه نحو الديكتاتورية.

ورفض المسؤولون الحكوميون الاحتجاجات التي اتسمت بالحواجز في الشوارع والاشتباكات مع قوات الأمن، كجهود عنيفة وغير قانونية للإطاحة بحكومة مادورو اليسارية بدعم من الخصوم الأيديولوجيين في واشنطن، ويرى مراقبو المعارضة أن مادورو، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الفنزويليين الذين يتصارعون مع التضخم ونقص الغذاء والسلع الاستهلاكية الأساسية، يسعى إلى البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمى من خلال منع زعماء المعارضة من منصبه وتدمير مؤسسات الدولة المستقلة.

ودعت المعارضة مؤيديها إلى التجمع فى حوالى 20 نقطة حول كاراكاس والقيام بمسيرة إلى مكتب أمين المظالم في الولاية، وهو ناشط في مجال حقوق الأنسان كما حاولوا القيام بذلك  يوم الأربعاء، وقتل طالبين ورقيب من الحرس الوطني فى مظاهرات الأربعاء، الأمر الذي رفع عدد القتلى في المظاهرات هذا الشهر إلى 8، وقالت مجموعة حقوق الإنسان أن أكثر من 500 شخص اعتقلوا في أعقاب الاحتجاج.

وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أنّه "نشعر بالقلق إزاء التطورات الأخيرة فى فنزويلا ونحث على بذل كافة الجهود لخفض التوترات ومنع وقوع اشتباكات أخرى"، ودعا مادورو، 54 عاما، مؤيديه إلى القيام بمظاهرات مضادة في كاراكاس يوم الأربعاء، ويقول مؤيدو الرئيس، الذي انتخب في عام 2013 وتولى الوشاح الاشتراكي للزعيم الراحل هوغو تشافيز، إن احتجاجات المعارضة في الشوارع هي اضطرابات عنيفة للنظام العام تتجاوز حقوق التجمع الحر، ولن يتم التسامح معها في أي بلد آخر.