الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملكة إليزابث في قلعة ويندرسون

كشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه بإمكان الولايات المتحدة وبريطانيا التوصل لاتفاق تجاري "عظيم" بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي في تغير مفاجئ عن تصريحات أدلى بها قبل ساعات قال فيها إن استراتيجيتها ستقضي على أي فرصة لإبرام اتفاق كهذا.

ترامب زوزجته يلتقيان الملكة
وتسبب ترامب في صدمة للمؤسسة السياسية في بريطانيا عندما انتقد خطط ماي التي تتركز على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بلادها من التكتل في مارس/ آذار المقبل.

والتقى ترامب وزوجته ميلانيا، بالملكة إليزابث في قلعة ويندرسون، حيث تصافحوا وتبادلوا المجاملات، كما أعطى حرس الشرف الملكي التحية للرئيس، وعزفوا النشيد الوطني الأميركي.

وابتسمت الملكة لضيوفها طييلة الوقت، وتناولت الشاي مع ترامب وزوجته، قبل مغادرتهما إلى أسكتلندا؛ لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ولعب الغولف.

التقى ماي في مؤتمر صحافي
ووصل ترامب ورئيسة الوزراء ودفي وقت سابق، ، لحضور المؤتمر الصحافي، والإجابة على أسئلة الصحافيين، وحينها أكد ترامب وأعلن عن وجود صفقة تجارية رائعة مع المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وأشاد بالعلاقات الرائعة مع بريطانيا.

وقال ترامب إن العلاقات لم تكن أبدًا بتلك الخصوصية بين البلدين وإن أي انتقاد نقل عن لسانه لها هو "أخبار مزيفة"، وتابع قائلًا "أيًا كان ما تفعلونه فلا بأس به، لكن عليكم أن تضمنوا فقط إمكانية التجارة معًا، هذا كل ما يهم. الولايات المتحدة تتطلع لإبرام اتفاق تجاري ثنائي عظيم مع المملكة المتحدة. هذه فرصة مدهشة لبلدينا وسوف نستغلها بالكامل".

وتجاهلت ماي أيضًا التصريحات السلبية وقالت "اتفقنا اليوم على السعي لإبرام اتفاق تجارة حرة طموح بين الولايات المتحدة وبريطانيا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وتابعت قائلة "اتفاق تشيكرز الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي يتيح الآلية المناسبة لدونالد ولي للسعي من أجل إبرام اتفاق طموح يفيد البلدين واقتصادهما".

وتوجه ترامب بعد ذلك جوًا إلى إسكتلندا التي سيقيم فيها في مجمع (ترامب تيرنبري) للغولف حتى يوم الأحد ويتوجه منها إلى هلسنكي لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

و قال ترامب في مقابلة صحفية نُشرت قبل ساعات فقط من محادثاته مع ماي، إن استراتيجيتها "ستقتل" أي فرصة لإبرام اتفاق تجاري وقال إنها لم تستمع لنصيحته بشأن كيفية التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، ولكنه بعد ذلك تجنب نقدها.

و أوضح أن علاقته برئيسة الوزراء البريطانية "قوية جدًا"، وذلك بعد أن انتقد استراتيجيتها الخاصة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قائلًا إنها قضت على الأرجح على الأمل في إبرام اتفاق مستقبلي للتجارة بين البلدين.

وقال ترامب لصحيفة "صن"إذا أبرموا اتفاقًا كهذا فسيصبح تعاملنا مع الاتحاد الأوروبي بدلًا من المملكة المتحدة، لذا فإن ذلك سيقضي على الاتفاق على الأرجح"، وأضاف "في الحقيقة أبلغت تيريزا ماي بالطريقة التي يجب أن تقوم بها بالأمر لكنها لم تستمع لي".

ترامب يعتذر لماي
ووصل الرئيس الأميركي إلى بريطانيا، الخميس 12 يوليو/ تموز، في مستهل زيارة تستغرق أربعة أيام للبلد الذي وصفه بأنه "نقطة ساخنة" تشهد اضطرابات بسبب أزمة سياسية جراء قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وأكد ترامب في المؤتمر الصحافي أنه أخطأ في تعليقاته على تيريزا ماي، وخلال المؤتمر أكد أنه سيتحدث مع الرئيس الروسي خلال اجتماعهما بشأن العديد من القضايا من بينها الملف النووي الإيراني وكذلك الكوري الشمالي.

الآلاف يحتجون على زيارته
و تظاهر أكثر من 100 ألف شخص ضد زيارة الرئيس الأميركي وأطلقوا في الفضاء دمية تمثله أسموها "ترامب الطفل"، ورفعوا لافتات تندد بسياساته ضد المهاجرين والنساء وبعنصريته.

وأثار البالون جدلًا من جانبين، فعمدة لندن صادق خان انتقد الضيف الزائر، ودافع عن منحه ترخيصًا لتظاهرة البالون إيمانا منه بحرية التعبير عن الرأي. و جدد ترامب اتهاماته لخان بأنه لم "يفعل شيئًا تجاه التطرف"، وهذا أيضا انعكس على مستوى المشاركة في المظاهرات و تصاعد في غضب المتظاهرين وظهر ذلك على اللافتات المناهضة للزيارة، حيث تناولت هذه اللافتات قرارات لترامب أثارت جدلًا واسعًا، تتعلق بالهجرة وحظر دخول مواطنين من دول تقطنها غالبية مسلمة.

ويعد الموقف المناهض لترامب قوي بين المتظاهرين، رغم أن البعض اعتبر الاحتجاجات بالمقابل "طفولية" في حد ذاتها، لكن صوت المناهضين أعلى حتما اليوم.

 تجمعت عشرات النساء قرب مبنى "بي بي سي" قبل التحاقهن بالمظاهرة الأوسع في وسط لندن،، وكن من أعمار وأعراق وأديان مختلفة، انتقدن سياسة ترامب تقريًبا في كل شيء، الهجرة، والمناخ، وموقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضًا تعامله مع المسلمين، فترامب عندما كان مرشحا عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2016 دعا إلى منع تام وكامل من دخول المسلمين لفترة من الوقت إلى الولايات المتحدة.

وقال عمدة لندن، صادق خان، إن ربط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية والهجرة أمر مناف للعقل، بعد أن انتقد ترامب تعامل خان مع الجريمة وهجمات متشددين.

وأوضح خان "أن تلقي مسؤولية ذلك على الهجرة من أفريقيا هو في اعتقادي أمر مناف للعقل وعلينا أن ننتقده عندما يفعل ذلك".