حضرموت ـ أيمن العطاس
بلغت الحملة الإعلامية الممولة من إيران وقطر لاستهداف دور التحالف العربي وخصوصًا المملكة العربية السعودية والإمارات، ذروتها في الجزء الجنوبي من اليمن, لاسيما بعد تزايد الهجمات الإعلامية التي قادها مؤخرا نشطاء واعلاميون مواليون لطهران من جهة, وجماعة "الإخوان" وحزب "الاصلاح" من جهة اخرى, في محاولة لزعزعة الأوضاع في المناطق اليمنية المحررة, بعد أن أصبح تواجد التحالف والقوات الموالية له يشكل عائقا امام تحقيق الطرفين اجندتهما في المنطقة.
وبحسب مصدر عسكري رفيع في التحالف, فإن الأجهزة الإعلامية التابعة لقطر وايران عاودت توحيد جهودها لاستهداف ما تم تحقيقه من انجازات للتحالف العربي في حضرموت التي تعد اليوم اكثر المحافظات اليمنية المحررة استقرارا, بعد نجاح قوات النخبة الحضرمية المدعومة من التحالف, في تغيير رقم المعادلة السياسية بقطعها اذرع إيران وقطر بالمحافظة.
وعلى الرغم من فشل هذه الهجمة الإعلامية في تحقيق نتائجها, بسبب الكم الهائل من الشائعات التي أطلقتها بشكل عشوائي سابقا, إلا ان المصدر اكد استعانة منظمي الحملة مؤخرا بمجموعة من الإعلاميين والحقوقيين, ومنظمات مدنية متواجدة داخل حضرموت, لمهاجمة التحالف العربي والنخبة الحضرمية, عن طريق رفع تقارير استندت إلى معلومات مزيفة حول وضع المعتقلين في سجون التحالف وإثارتها إعلاميا كقضايا حقوقية واقامة وقفات احتجاجية بناءً عليها, لإظهار قوات التحالف والقوات الموالية لها في حضرموت بشكل قمعي في محاولة لتضليل المجتمع الدولي والمنظمات العالمية.
واثارت هذه الحملة سخط الشارع في حضرموت, بعد أن طالت شخص قائد قوات النخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية الجنرال فرج سالمين البحسني, الذي قاد معركة تحرير المناطق الساحلية لحضرموت من سيطرة تنظيم "القاعدة" في 24 ابريل/نيسان 2016, والذي يعتبره اهالي حضرموت صانع نقطة تحول في المحافظة التي عانت سنوات من التهميش ونهب الثروات في ظل النظام السابق.
واتهم نشطاء حضارمة على شبكات التواصل الاجتماعي الناشط المقرب من جماعة الاخوان "محمد بن علي جابر" الملقب "بأبو جلال", بتنفيذ اجندة سياسية في حضرموت لصالح قطر, بعد ادعاءه التعرض لتهديد بالاعتقال من جهة عسكرية على خلفية منشور يتهم فيه الجنرال البحسني بالحصول على 80% من جيبات احد الموانئ بالمحافظة, دون ان يتضمن منشوره أي ادلة او مستندات.
وكشف الكاتب الصحفي سعد الحمومي "أن الاستخبارات العسكرية تواصلت مع بن علي جابر وطلبت منه الحضور بشكل قانوني لدعم ما نشره بالأدلة والإثباتات, باعتبارها جهة عسكرية عليا قادرة على محاسبة البحسني إذا ثبت تورطه بصفته العسكرية, إلا ان بن علي جابر تهرب من الحضور, لعدم وجود اي أدلة لديه فيما يبدو , وقام بنشر خبر حول تعرضه للتهديد ليكسب تعاطف المنظمات الحقوقية ويحظى الخبر بزوبعة اعلامية تهدف إلى اظهار النخبة الحضرمية محليا ودوليا بشكل وحشي" حسب وصفه.
وقال الحمومي بأن "بن علي جابر يعد احد النشطاء المقربين من القيادي الإخواني صلاح باتيس, الذي تربطه بشكل مباشر علاقة بالحكومة القطرية, ولديه علاقات مشبوهة مع تنظيم "القاعدة" الارهابي, واوضح الحمومي بأن باتيس دفع بن علي جابر في نهاية مايو 2016 لتنفيذ عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن مجموعة من المعتقلين لدى قوات التحالف والنخبة الحضرمية على ذمة قضايا إرهابية تحت ذريعة الاعتقال والاخفاء القسري, مشيرا بأن بن علي جابر نفذ هذه الوقفات بدعم من مباشر الدوحة, بهدف الإساءة الى التحالف والنخبة, وابتزاز المحافظ السابق لحضرموت "احمد بن بريك", الذي فضل الدفع له عوضا عن اعتقاله.
واضاف الحمومي "أن بن علي جابر عاود قريبا مهاجمة التحالف برفقة اعلامين ونشطاء آخرين محسوبين على حزب الاصلاح وآخرين موالين لإيران, من بينهم الناشط السياسي "فؤاد راشد" ومراسل قناة بلقيس الإخوانية "محمد اليزيدي", في سياق الحملة الاعلامية ذاتها التي تشنها طهران والدوحة على دور التحالف جنوب اليمن.
وتشهد المناطق التي تنتشر فيها قوات النخبة المدعومة من التحالف في حضرموت استقرارا امنيا واضحا, على عكس ما تشهده بقية المحافظات اليمنية المحررة. وعلى الرغم من ذلك فأن مناطق وادي وصحراء حضرموت مازالت تشهد حالة انفلات امني وانتشار مقلق لجماعات مسلحة, في ظل عجز القوات الحكومية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى عن فرض الأمن والاستقرار.