عدن حسام الخرباش
أصبح مطار صنعاء الدولي محلَّ جدل واهتمام دوليين بعد إغلاقة لمدة عام كامل بعد قرار التحالف العربي وقف حركة الملاحة فيه. وفي التاسع من اغسطس/ آب من العام 2016 اوقف التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الملاحة الجوية في مطار صنعاء باستثناء رحلات للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بفتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أكثر من عام، واعتبر ذلك خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين. وقال ولد الشيخ أحمد -على حسابه على "تويتر"- إنه يكرر النداء العاجل بضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت، معتبرا أن هذه خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم.
وتأتي مطالبة المبعوث الأممي في الوقت الذي يجري فيه جولة مباحثات لإحياء عملية السلام في اليمن، التقى خلالها بالرئيس عبد ربه منصور هادي ومسؤولين آخرين. وكان المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماك غولدريك قد طالب التحالف العربي بفتح مطار صنعاء، وإنهاء حصار الشعب اليمني. كما دعت 15 منظمة إغاثة الأربعاء أطراف الصراع لإعادة فتح المطار، قائلة إن إغلاقه منذ عام عطل وصول المساعدات ومنع آلاف المرضى من السفر للخارج لتلقي علاج قد ينقذ حياتهم.
وأكد بيان وقعت عليه المنظمات -ومنها لجنة الإغاثة الدولية ومجلس اللاجئين النرويجي- أن الإغلاق الرسمي لمطار صنعاء لمدة عام يحاصر فعليا ملايين اليمنيين ويمنع حرية حركة السلع التجارية والإنسانية. وأشار المجلس النرويجي للاجئين إلى أن آلاف اليمنيين توفوا بسبب عدم تمكنهم من السفر للحصول على الرعاية الطبية المتخصصة إثر تعطيل المجال الجوي اليمني من قبل التحالف العربي، وبالتالي إغلاق مطار صنعاء، وأضاف أن عدد هؤلاء فاق قتلى الضربات الجوية.
من جانبه، دعا المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي الأمم المتحدة للمساهمة في استئناف تسيير الرحلات التجارية ونقل الركاب لمطار صنعاء من خلال إدارته أمنيا، وضمان مخاوف الحكومة اليمنية الشرعية من سوء استغلاله من قبل المليشيا الانقلابية. وأكد المالكي أن التحالف العربي على أتم الاستعداد لفتح حركة الملاحة الجوية أمام الطائرات التجارية في مطار صنعاء متى ما توفرت عوامل حسن إدارة المطار وضمان أمن وسلامة الطائرات التجارية وإيقاف عمليات التهريب.
وأكد العقيد المالكي أن قيادة التحالف قد قامت منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن ولا تزال بتسخير كافة الإمكانات والجهود لوصول الرحلات التجارية ورحلات نقل الركاب والرحلات الإغاثية إلى جميع مطارات الجمهورية اليمنية (صنعاء، عدن، الحديدة، سيئون، المكلا، سوقطرى) عبر إصدار التصاريح الجوية لكافة الطلبات الواردة إليها وتخصيص مطار بيشة الإقليمي لتنظيم حركة النقل الجوي وبما ينسجم مع تطبيق القرار الأممي 2216.
وبرر المالكي أسباب اغلاق مطار صنعاء، وقال بأن اقتصاره على الرحلات الإغاثية جاء بسبب المخاوف على سلامة الطائرات المدنية والرحلات التجارية المتجهة للمطار، وبسبب ممارسات المليشيا الحوثية المسلّحة من خلال عمليات تهريب الأسلحة. وأكد أنه تم تخصيص المطارات اليمنية في المناطق المحررة والآمنة كمطارات بديله وبطلب من الحكومة اليمنية الشرعية، وقال بأنه لا يمكن وصف اتخاذ إجراءات احترازية لسلامة الطائرات المدنية والركاب وكذلك الأطقم الجوية العاملة عليها والمتجهة لمطار صنعاء بالمعاناة للشعب اليمني.
وأوضح أن ماتم إصداره من تصاريح جوية لجميع مطارات الجمهورية اليمنية منذ بداية العمليات حتى الآن بلغ 5765 تصريحا جويا للرحلات التجارية ونقل الركاب ورحلات الإغاثة الإنسانية.
وعلقت الحكومة اليمنية على المطالب بفتح مطار صنعاء، فقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي إن الاشكالية الخاصة بمطار صنعاء تتعلق بوجود مليشيات تديره بعيدا عن سلطة الحكومة الشرعية. وأشار المخلافي الى أن إعادة فتح المطار ستكون بعد تسليمه للأمم المتحدة. وتساءل المخلافي هل لدى المليشيا استعداد لترك مطار صنعاء لموظفي الدولة الشرعيين، لتعلن هذا وليبدأ النقاش عبر الامم المتحدة حول ادارته اذا كانت حريصة على المواطنين حقا.
وأضاف: "وسط كل المخاوف والمخاطر الأمنية لن تقبل دولة في العالم ان تستقبل مطاراتها طائرات تنطلق من مطار تديره سلطة غير شرعية تتحكم بها المليشيا". وأوضح أن الانقلابيين يستطيعون الحصول على السلام مع كل فئات الشعب اليمني إن التزموا بالسلام وكل متطلباته ولكنهم لن يحصلوا أبدا على مكافأة لجرائمهم.
وشدد المخلافي على أن الحكومة اليمنية ستبقى منفتحة لكل مبادرات إنهاء الحرب والسلام وفقا للمرجعيات ولم تكن يوما عقبة، كما هو الحال مع المليشيا، وذكر بأنها لا ترى من يعارضها يستحق الحياة ولهذا تستهين بحياة كل المواطنين الرافضين لهيمنتها ولا يجب تشجيع هذه النظرة الفاشية. وقال إن فك حصار تعز وانهاء معاناة مئات الآلاف من المواطنين هي اولويه أساسية للحكومة اليمنية ولكل المنظمات الانسانية ولا يجب إغفالها عند الحديث عن حلول.
وعلقت العديد من شركات الطيران العربية والأجنبية منذ 25 سبتمبر2014، رحلاتها إلى مطار صنعاء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، واقتحام مسلحين حوثيين لمطار صنعاء الدولي ومحاولتهم تفتيش إحدى الطائرات، كما أظهرت بيانات رسمية، تهاوي أعداد المسافرين جوًا من وإلى اليمن خلال العام الماضي 2016 بنسبة 92.3%، مقارنة بالعام 2014.