قوات "سورية الديموقراطية"

استعادت المعارضة المسلحة مساحات واسعة كانت خسرتها في وقت سابق على جبهة داريا في ريف دمشق، في حين شهدت جبهة حلب تصعيدًا عنيفًا بين الأطراف المتصارعة وسط معلومات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما واصلت القوات الحكومية السورية مدعومة بقوات من صقور الصحراء تقدمها في الريف الغربي لمدينة الرقة بالتوازي مع تراجع حدة المعارك بين قوات "سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" في ريف الرقة الشمالي.

ففي ريف دمشق اعترف مصدر أمني سوري لـ "اليمن اليوم" بأن القوات الحكومية خسرت مساحات كبيرة كانت سيطرت عليها منتصف الأسبوع الماضي على الأطراف الغربية لمدينة داريا بريف دمشق الغربي.

واضاف المصدر إن المجموعات المسلحة شنت فجر اليوم هجوما عنيفا في إطار ما سمتها معركة "صدى حلب" على مزارع عدة في الجبهة الغربية لمدينة داريا سيطرت من خلاله عقب اشتباكات عنيفة على نقاط جديدة للقوات الحكومية في محيط المدينة.

وتحدثت مصادر معارضة عن اشتباكات عنيفة في المحاور الجنوبية لمدينة داريا بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع قصف مدفعي بالإضافة لسقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطلقتها القوات الحكومية على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في المدينة بينما ألقت طائرات مروحية ما لا يقل عن 8 براميل متفجرة على مناطق في بلدة الديرخبية بالغوطة الغربية.

وفي حمص تواصلت المعارك العنيفة في محيط حقل "جزل" النفطي في الريف الشرقي بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب وتنظيم “داعش” من جانب آخر وسط قصف جوي مستمر على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في بلدة السخنة في حين قتل عدة عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها جراء استهدافهم بآلية مفخخة من قبل تنظيم “داعش” في محيط وادي الأحمر شمال شرق مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ليل أمس، فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي.

وقال مصدر ميداني إن الطيران الروسي نفذ غارات جوية على مواقع ‏تنظيم "داعش" في محيط المحطة الثالثة شرقي ‫تدمر، بينما نشبت اشتباكات في محيط ‏حقل "آراك" شرقي مدينة تدمر بحوالي 30 كلم.

وفي حلب  قال مصدر كردي لـ "العرب اليوم" إن وحدات الحماية الكردية انسحبت من مواقعها في حي الشيخ مقصود في حلب بعد معركة عنيفة دارت ظهر اليوم في الحي حيث هاجم مسلحو تنظيمي "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" مواقع لوحدات الحماية الكردية ومتطوعين.

وتحدثت وسائل إعلام كردية عن مقتل 40 شخصًا وإصابة نحو 100 بجروح جراء قصف المجموعات المسلحة لحي الشيخ مقصود مبينة أن مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" وجهوا ضربة مكثفة، باستخدام مدفعية ومنظومات مضادة للطائرات وقذائف هاون، استهدفت أحياء الشيخ مقصود، والمحافظة، والزهراء، ومطار النيرب، إضافة إلى مواقع للجيش السوري في منطقة حندرات شمال المدينة.

في هذه الأثناء أدانت الولايات المتحدة بشدة الغارة الجوية التي استهدفت، الجمعة، مبنى الجمعية الطبية الأميركية - السورية في مدينة حلب شمالي سورية، مطالبة جميع الأطراف بوقف الهجمات ضد الأهداف المدنية والإنسانية.

وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحفيين إن "المبنى الذي تم استهدافه كان يقدم الخدمات الطبية لمن في حاجة ماسة وأنه من غير المعقول أن يتعرض للاستهداف".. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال تحاول جمع الأدلة في ما يتعلق بالهجوم.

وأكدت مصادر أهلية لـ "العرب اليوم" مقتل 12 شخصًا على الأقل نتيجة سقوط قذائف أطلقتها المعارضة على أحياء الميدان والفيض والحمدانية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية إضافة إلى اصابة 80 شخصًا بجروح.

إلى ذلك أعلن قوات "سورية الديمقراطية" سيطرة قوات مجلس منبج العسكري على الطريق الواصل بين منبج والرقة، بعد دحر عناصر "داعش" منه والسيطرة على تل أم سراج الاستراتيجي في جبهة سد تشرين.

وقالت في بيان لها "تمكنت القوات المنضوية تحت سقف مجلس منبج العسكري من السيطرة على الطريق الواصل بين منبج والرقة وقطع خطوط إمداد "داعش" بين منبج ومدينة الرقة إضافة إلى السيطرة على تل أم سراج الاستراتيجي التي تقع غرب نهر الفرات 10 كم من جهة سد تشرين من تنظيم "داعش".

وذكرت مصادر ميدانية ان مسلحي الفتح سيطروا على قرية "خلصة" الاستراتيجية وعلى بلدة معراته جنوبي بلدة خان طومان وكتيبة الدفاع الجوي ومستودعات التسليح بخان طومان وعلى قريتي معراته والحميرة وتلة القراصي، ودمرت قوات المعارضة دبابتين وعربة عسكرية ومقتل وجرح العشرات من القوات الحكومية وأسر أكثر من عشرة مقاتلين من جنسيات عراقية وأفغانية وايرانية".

واعلنت فصائل المعارضة "بدء معركة الثأر لمدينتي حلب وإدلب بالهجوم على مواقع القوات الحكومية بريف حلب الجنوبي وبدء الهجوم، بتفجر مقاتل من جبهة النصرة نفسه بسيارة مفخخة على أطراف قرية خلصة "، مؤكدة ان "المعارك لا تزال متواصلة بين الجانبين وسط تقدم واضح لقوات المعارضة على عدة محاور من ريف حلب الجنوبي الذي تعرض لغارات جوية من طائرات النظام الحربية حيث طال القصف بلدات بانص والزربة والعيس وطريق دمشق – حلب الدولي"، مشيرا إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي شن عشرات الغارات على القرى الخاضعة للمعارضة بمحيط منطقة الاشتباكات.

وهدد شرعي جبهة "النصرة" السعودي عبدالله المحيسني القوات الحكومية، بالثأر للضحايا الذين سقطوا بقصف طائرات القوات الحكومية الحربية على مدينتي حلب وإدلب، وما نجم عنها من وقوع عدة "مجازر" في هاتين المدينتين، وفي ريف حلب الشرقي حققت قوات سورية الديمقراطية تقدمًا باتجاه مدينة منبح بعد سيطرتها صباح اليوم على قرية قرية قنة تحتاني التي تبعد عن مدينة منبج حوالي 8 كلم ، وكانت تلك القوات سيطرت خلال الايام الماضية على قرى تل عريش شمالي وتل عريش جنوبي، قبة حسن آغا، جب حسن آغا، جوثة، نعيمية وقبر إيمو، كما شنت طائرات التحالف الدولي 4 غارات على مقرات داعش ما أسفر عن مقتل 3 من عناصرها، وفي مدينة حلب ألقت الطائرات المروحية السورية صباح اليوم براميل متفجرة على حي مساكن هنانو وبني زيد في مدينة حلب .

وشنت طائرات الحربية غاراتها على أحياء الشيخ خضر, بعيدين, الهلك, الصاخور, بستان الباشا, الكلاسة, مناطق حلب القديمة سقط خلالها اكثر من 6 قتلى واكثر من 30 جريحا.

وفي الرقة تدور اشتباكات بين القوات الحكومية المدعمة بقوات صقور الصحراء والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة في محاولة من القوات الحكومية الوصول إلى طريق الرقة – حلب وبحيرة الفرات الواقعة في منطقة الطبقة بعد تمكنها من التقدم قادمة من أثريا بريف سلمية الشمالي الشرقي.

ودخلت القوات الحكومية السورية رسميا ريف الرقة الغربي بعد السيطرة على مفرق بلدة زكية، وقالت مصادر خاصة لـ "العرب اليوم" أن القوات الحكومية تخوض معارك شرسة منذ فجر اليوم مع تنظيم "داعش" حيث سيطرت اليوم على مساحات جديدة ليصل عمق المناطق التي سيطرت عليها خلال اقل من 48 ساعة إلى 35 كم متوقعة أن يكون طريق الجيش مفتوحا باتجاه مطار الطبقة بعد اتمام السيطرة على "زكية" خلال الساعات القليلة المقبلة ، مؤكدة أن القوات الحكومية تتمركز حاليا على بعد 47 كلم عن مطار الطبقة العسكري.

وأعلن الجيش السوري منذ يومين، بدء عملية جديدة مدعومة بضربات جوية روسية في منطقة أثريا بشرق محافظة حماة والتي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي بلدة الطبقة، ونحو 50 كيلومتراً عن حدود محافظة الرقة، وتأتي هذه التحركات من قبل الجيش السوري النظامي، تزامناً اعلان قوات سوريا الديمقراطية حملتي الريف الشمالي لمدينة الرقة وشرقي نهر الفرات للوصل إلى بلدة الطبقة الاستراتجية، بمساندة من طيران التحالف الدولي.

 

وكانت الاشتباكات منذ فجر أمس الأول أسفرت عن مقتل 26 عنصراً على الأقل من التنظيم، بالإضافة لمقتل حوالي 10 عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.

 

ورصد نشطاء قيام عناصر “الحسبة” في مدينة الرقة بالتجوال في شوارع المدينة وأحيائها، وتحذير الناس من بث “الإشاعات”، وتوعد عناصر “الحسبة” من ينشر إشاعات وأخبار عن وصول قوات النظام لمدينة الطبقة، بـ “إعدامه وسط مدينة الرقة”، كما رصد نشطاء المرصد وصول مزيد من عائلات المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم “داعش” من منطقتي منبج وجرابلس وريف حلب الشمالي الشرقي، إلى مدينة الرقة، فيما شهدت مدينة الرقة ومناطق بريفها حركة نزوح لعائلات نحو مناطق أكثر أماناً، بعد توارد الأنباء عن وصول القوات الحكومية إلى مدينة الطبقة ومطارها العسكري.

 

وفي الحسكة نظم الاكراد في منطقة اليعربية شمال الحسكة مظاهرة في السيارات تنديدا بالعزلة التي تفرضها الحكومة التركية على قائد الشعب الكردي "عبد الله اوجلان"  بمشاركة عدد من مسؤولي الادارة الذاتية الديمقراطية ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من قريرة ام عظام وصولا الى مقبرة الشهداء اعلام وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المراة  وصور عبد الله اوجلان  والقيت مجموعة من الكلمات في ختام  المظاهرة طالبت المنظمات الانسانية بالتدخل لفك العزلة المفروضة على اوجلان.

وفي دير الزور دارت ‫اشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" والقوات الحكومية في محيط البانوراما في “ديرالزور” وسط قصف بالطيران الروسي على منطقة الاشتباك بينما أكدت مصادر ميدانية لـ "اليمن اليوم" أن التنظيم المتطرف تمكن من التقدم إلى نقاط جديدة على ‫تلة التيم جنوبي مدينة دير الزور وسيطر على نقاط جديدة في محيط ‏المطار العسكري بعد هجوم نفذه على المنطقة صباح اليوم.

وفي ريف اللاذقية نفذ الطيران الحربي السوري عدة غارات جوية استهدفت محاور ‫‏كباني و‫‏الخضر وبلدة كنسبا دون ورد معلومات عن وقوع قتلى بين مجموعات المعارضة المسلحة.