صنعاء عبد الغني يحيى
عزت الحكومة الشرعية اليمنية فشل محاولات المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إحلال السلام إلى «تعنت الحوثيين»، وأشارت إلى دور كبير لعبه ولد الشيخ في دعم الحل السياسي وتطبيق قرارات مجلس الأمن، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في غضون ذلك، حرّر الجيش الوطني اليمني، تدعمه قوات التحالف العربي، مواقع عسكرية في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثيين.
وقدم السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر شرحًا لجوانب العملية الإنسانية الشاملة التي أطلقتها دول التحالف، وذلك أمام عدد من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين في المملكة العربية السعودية.
وإثر إعلان الأمم المتحدة رغبة المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في التنحي من منصبه بعد انتهاء ولايته في شباط (فبراير) المقبل، قال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي لـ ، إن ولد الشيخ قدم كثيرًا من الخطط والاقتراحات وقاد جولات من التفاوض في «جنيف 1» و «جنيف 2» ومشاورات الكويت التي استمرت ثلاثة أشهر، ورأى أنه «لولا تعنت الحوثيين لتم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهى الأزمة».
وأكد الرحبي أن «المبعوث الدولي بذل جهوداً طيلة الفترة الماضية، وتعرض لمحاولة اغتيال من الميليشيات في صنعاء، واستهدف من إعلامها ومن الناطق باسمها، ما جعل ولد الشيخ يصل إلى نتيجة نهائية أنه لا يمكن الحوار معها».
وقال الناطق باسم الحكومة الشرعية راجح بادي لـ «الحياة»: «نحن في الحكومة اليمنية نقدر الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها ولد الشيخ طيلة السنوات الثلاث الماضية، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة»، موضحاً أن «الشرعية اليمنية قدمت كل التسهيلات والتنازلات لإنجاح مهمته».
وأضاف بادي أن «جهود ولد الشيخ ستظل محل احترام وتقدير من الحكومة الشرعية، وخصوصاً أنه كاد أن يدفع حياته ثمناً لهذه الجهود، بعد استهدافه من ميليشيات الحوثيين في إحدى زياراته إلى صنعاء».
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني الدكتور محمد السعدي أن «تعنت الحوثيين منع ولد الشيخ من إحراز أي تقدم في حل الأزمة.
ورجحت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة أن «يخلف الديبلوماسي البريطاني السابق مارك غريفيث ولد الشيخ في منصبه اعتبارًا من نهاية الشهر المقبل، بعدما وقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فلتمان على قرار تعيينه». وتوقع ديبلوماسيون في نيويورك أن يتمكن غريفيث من الإمساك بملف اليمن «سريعاً» نظراً إلى خبرته في العمل الديبلوماسي وضمن جهاز الأمم المتحدة، إضافة إلى كونه «مرشحاً رئيسياً للمنصب منذ نحو خمسة أشهر». وكان غريفيث زار الرياض أواخر العام الماضي «والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين سعوديين»، وفق مطلعين على تحركاته في نيويورك.
وأفاد بيان نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، بتحرير مواقع جديدة في مديرية رازح في صعدة، ولم تعد تفصل قوات الجيش الوطني عن مركز المديرية سوى أربعة كيلومترات. وأوضح البيان أن قوات «الجيش تمكنت مساء الإثنين من تحرير سلسلة جبال الفلج وتبة الرخم ووادي شعيب وجبل الأزهور ومنطقة عزان ومعتق الغريب في رأس جبل الأزهر في مديرية رازح».
ونقل البيان عن القيادي في الجيش اليمني العميد حسين الغمري، قوله: «لم يتبق لوصول قوات الجيش إلى مركز مديرية رازح سوى أربعة كيلومترات». وأشار إلى أن «المعارك لا تزال مستمرة وسط تقدم كبير لقوات الجيش الوطني وهروب جماعي للميليشيات».
وحققت قوات الجيش اليمني الثلاثاء تقدمًا ميدانيًا جديدًا في محافظة صعدة، بعدما وضعت أولى أقدامها في مديرية رازح الحدودية، مضيقة بذلك الخناق على المعقل الرئيسي للميليشيات الانقلابية. وباغتت قوات الجيش الميليشيات بفتح جبهة جديدة في صعدة، وتمكنت من تحرير مواقع استراتيجية لأول مرة في رازح، مدعومة بمقاتلات التحالف العربي. وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات الحكومية استطاعت تحرير سلسلة من الجبال والمواقع في رازح، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين، في حين باتت على بعد نحو أربعة كيلومترات من مركز المديرية.
وناقش رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، خلال استقباله في عدن محافظ تعز الجديد أمين محمود الثلاثاء، الجوانب الأمنية والإدارية والإنسانية، وعملية استكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية للحكومة.
وأدان بن دغر الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أبناء تعز، من حصار وقصف وتنكيل، من قبل من وصفهم بـ«الميليشيات الانقلابية الإيرانية» التي قال إنها «تدمر من خلال حربها الظالمة البنية التحتية، وتستهدف الأطفال والنساء والمصالح العامة والخاصة»، معتبراً استكمال تحرير تعز «أولوية قصوى للقيادة السياسية».
من جهة أخرى، استبقت ميليشيات الحوثي الثلاثاء الانعقاد المرتقب لمجلس النواب اليمني، في مدينة عدن الشهر المقبل، وأعلنت أن «مجلسها» في صنعاء سيستأنف عقد جلساته السبت المقبل، برئاسة يحيى الراعي، وذلك في سياق محاولة الجماعة فرض نسخ موالية لها من مؤسسات التشريع اليمنية.