حصارًا قاسيًا على تعز وسط تحذيرات من مجاعة

يعيش معظم اليمنيين، عيد الأضحى بدون أضحية أو فرحة، ضحايا مدنيين وأحزان وفقر مدقع وضع حاجزًا بين اليمنيين والعيد، هي الحرب التي تسلب أفراح المدنيين وتغتال طقوس أعيادهم، وتزامن عيد الأضحى مع الذكرى الأولى لمرور عام لمعظم موظفي القطاع الحكومي بدون رواتب، منذ سبتمبر/ أيلول من العام الماضي انقطعت الرواتب على معظم موظفي القطاع الحكومي بعد نقل الرئيس اليمني للبنك المركزي إلى عدن.

لكن تعز اليمنية أصبحت على وشك مجاعة ليست ببعيدة فالمحافظة التي تعد من أكبر المحافظات اليمنية كثافة سكانية تعاني من ويلات الحرب منذ ثلاثة سنوات وادت الحرب إلى مقتل وإصابة الكثير من المدنيين ونزوح مئات الالاف وتدمير الكثير من المنازل وانقطاع الخدمات الأساسية وتدهور إنساني حاد وزاد انقطاع الرواتب من معاناتها وسط تجاهل حكومي لهذا الوضع.

وتقوم الحكومة باعلان توجيهات عليا من رئيس الجمهورية وأكبر قيادات الدولة لصرف رواتب موظفي تعز لكن تلك التوجيهات لم تنفذ ولم تستطع إيقاف قرقرة بطون الموظفين وأسرهم . على الرغم من أن معظم محافظة تعز تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً وتجد الحكومة تأييد كبير في المحافظة التي عانت من جرائم الحوثيين وحصارهم للمدنيين وقصفهم للاحياء،خذلت الحكومة تعز بشكل واضح وفرضت حصار إنساني عليها من خلال قطع رواتب الموظفين لمدة عام حيث تمثل الرواتب مصدر دخل وعيش لمئات الالاف من سكان تعز المتواجدين فيها والنازحين فالاعمال الخاصة لم تعد متوفره بسبب الحرب وتضررت الشريحة التي تعتمد على الأعمال القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير.

واحتشد المئات من موظفي تعز في شارع جمال وسط المدينة في أولى أيام العيد لمطالبة الحكومة بدفع رواتبهم المنقطعة منذ عام ،وعبر المحتجين عن وضعهم المتدهور وفقدانهم لفرحة وطقوس العيد بسبب الفقر المدقع وانقطاع رواتبهم لعام كامل ،ولازال الاعتصام مفتوح حتى اليوم وقد شارك عادل العقيبي أمين سر التنظيم الوحدوي الناصري بتعز بالاحتجاجات وأعلن الأضراب عن الطعام تضامناً مع الموظفين في خطوة هي الأولى من نوعها بتعز فلم يسبق أن أضرب سياسي عن الطعام للمطالبة برواتب الموظفين .

وذكر المحامي عبدالحليم المجعشي رئيس اللجنة الإشرافية في مسيرة البطون الخاوية، أن الوضع الإنساني بتعز انزلق لادنى مستوى وبلغ حد لايمكن تصوره حيث أن معدل سوء التغذية تجاوز الـ30 %في بعض مديريات تعز وهذا التدهور نتج عن تفاقم الوضع الإنساني الذي بلغ مستوى عالي بفعل انقطاع الرواتب لعام وسيتضاعف معدل سوء التغذية بسبب انهيار الطبقة المتوسطة طبقة الموظفين ودخولها مربع الفقر .

وأشار المجعشي، إلى أن الاحتجاج المفتوح وسط مدينة تعز بدءًا من أول أيام العيد وسيستمر وبحال لم تستجب الحكومة سيصعد الموظفين إلى الإضراب عن الطعام في حين أن الكثير من الموظفين وأسرهم يعانون الجوع وهذا ليس قرار إرادي بالإضراب عن الطعام بل قرار الحكومة بتجويع الموظفين وتعذيبهم.

وأكد المجعشي أن مسيرة البطون الخاوية رفعت قضية على محافظ تعز علي المعمري ورفض المحافظ الامتثال للقضاء ولكن الجلسات ستستمر بعد العيد، حيث أن المحافظ رئيس كافة موظفين المحافظة والقانون يجبره على ممارسة عمله من المحافظة لكنه منذ تعينه في 17 من يناير/كانون الثاني من العام 2016 لم يمارس عمله من داخل المحافظة الا 19 يوم فقط في حين المحافظة تشهد انهيار أمني وصحي وإنساني وغياب للسلطات وعام بدون رواتب لموظفي الحكومة وغياب المحافظ ساعد كثيراً بوصول تعز لهذا الوضع الماساوي كونه لايقوم بواجبه . 

ودعا المجعشي المنظمات الدولية والمجتمع الدولي للضغط على الحكومة لدفع رواتب موظفي تعز المنكوبة التي تدمرت وتشرد سكانها وتوقفت الخدمات فيها نتيجة الحرب وانقطاع الرواتب سيقودها لمجاعة يصعب السيطرة عليها والحكومة تقدم توجيهات وإعلانات بصرف رواتب تعز منذ أشهر لكنها تمارس بذلك الكذب على العالم وابناء تعز.
ولفت إلى أن الوضع الإنساني والاقتصادي صعب للغاية في تعز ،حيث أن الراتب الحكومي للموظفين والموظفات في مؤسسات الدولة مصدر عيش وحيد لاسر الموظفين المثقلين بالالتزامات الاسرية وتبعات الحرب واضرارها على حياتهم وانقطاع الرواتب كل هذه المده وتجاهل الحكومة لتعز خلف وضع إنساني كارثي وجوع اكتسح معظم منازل تعز التي تواجه اهمال في الجانب الإغاثي وتنصل بصرف الرواتب الحكومية وغياب السلطات والمؤسسات وتدهور بقطاعات الصحة وفقدان عشرات الالاف من سكانها لاعمالهم بالقطاعات الخاصة والاجر اليومي.
وبين أن  اهداف مسيرة البطون الخاوية تتمثل في حصول الموظف الحكومي على راتبه ليتمكن من اطعام اسرته ،وحصول الأسر الفقيرة والمتضررة من الحرب على المساعدات الإنسانية التي تكفي حاجتها للعيش إضافة إلى تفعيل مؤسسات الدولة ودعم القطاع الصحي ليحصل عامة الناس على الخدمات والأمن في ظل وجود المؤسسات.

ويعاني الآلاف من موظفي الدولة من فقر مدقع في ظل عدم حصولهم على رواتبهم منذ عشرة أشهر، بعدما نقلت الحكومة المعترف بها دوليًا البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن في سبتمبر/ أيلول 2016. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب الأهلية اليمنية المستعرة منذ أكثر من 3 سنوات، كما انتشر الجوع. وتتحدث تقارير للأمم المتحدة أن هناك نحو 20 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي إجمالي السكان، في اليمن يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وأن هناك 14.5 مليون شخص لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة وخدمات الصحة، كما ترتفع معدلات سوء التغذية إلى مستويات مُنذِرة بالخطر في ظل وجود 3.3 ملايين سيدة وطفل يعانون من سوء التغذية