رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي

أخفق المسؤولون البريطانيون في ترجمة الورقة البيضاء الخاصة برئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى لغات أوروبية أخرى، كجزء من استراتيجية المملكة المتحدة للفوز بتنازلات من بروكسل، إذ فشلوا في ترجمة الوثيقة إلى اللغة الأيرلندية، على الرغم من كونهم محاصرين في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المشحونة بشأن حدود أيرلندا.

إخفاقات في الترجمة إلى عدد من اللغات

تمت ترجمة الملخص التنفيذي للورقة الذي تأمل بريطانيا في استخدامه للمساعدة في حل مشكلة الحدود المتعثرة، إلى 22 لغة، وتمت ترجمة الوثيقة المكونة من 100 صفحة فقط إلى لغة أخرى، هي اللغة الويلزية التي هي على عكس الأيرلندية، ليست لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي.

بعد أن اتصلت صحيفة التلغراف بالحكومة البريطانية، نُشرت النسخة الأيرلندية بعد ظهر الخميس، بعد يومين من الترجمات، وقالت متحدثة باسم شركة "DexEU" إنه سيتم نشر الترجمات عند الانتهاء منها.

إن الأخطاء الأساسية والإهمال الهاوي لم يهدر فرصة فقط لكسب القلوب والعقول في القارة، بل إنها ستؤكد أسوأ شكوك في بروكسل بشأن الحكومة، ويكشف مرة أخرى مدى سوء فهم إدارة الخروج من الاتحاد الأوروبي وأولوياتها وثقافتها.

تاسك يتحدّث الأيرلندية ويخطف قلوب شعبها

تحدّث دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، عندما سافر إلى دبلن، للمراسلين باللغة الإيرلندية، وتم تقدير هذه اللفتة في دبلن، ودفع بعض الحضورر للبكاء، لقد أوضحت حكومات الاتحاد الأوروبي الـ27 أنها ستدعم أيرلندا إلى أقصى الحدود مع إصرار كبار الشخصيات قائلين "نحن جميعا أيرلنديون".

واعتبر البريطانيون المجاملة المشتركة للترجمة الأيرلندية فكرة لاحقة، لكن سيتم اتخاذها في بروكسل كدليل آخر على أن بريطانيا لا تفهم أو تهتم بحدود أيرلندا أو مدى جدية الاتحاد الأوروبي في ذلك.

مزيد من التعقيدات في عملية الخروج

إذا لم تستطع بريطانيا حتى الحصول على ملخص الورقة البيضاء الخاصة بها، فإن الناس يتساءلون، ما هو الأمل في أن يتمكن مسؤولوها من التنقل في مفاوضات خروج بريطانيا المعقدة بشكل كبير؟

وسُرقت على نطاق واسع ترجمات الموجز التنفيذي باللغات الألمانية والهولندية والفرنسية وكرواتيا والعديد من اللغات الأخرى، ومن بين مجموعة من الأخطاء، استخدمت النسخة الألمانية الأفعال المركبة، تم وصف النسخة الهولندية في إحدى الصحف الرائدة بالسيئة.

وفقا إلى موقع "EurActiv" فإن النسخة الإستونية والفنلندية بها أخطاء، وكذلك النسخة الفرنسية، وتعد بروكسل موطنا لمراكز الترجمة الأكثر تطورا في العالم، إذ تقوم بشكل منتظم بتحويل مساحات من التنظيم القانوني الكثيفة إلى جميع اللغات الرسمية الأربع والعشرين في الاتحاد الأوروبي.

وإذا لم تستطع بريطانيا حتى الحصول على ملخص للورقة الليضاء الخاصة بها، فإن الناس يتساءلون، ما هو الأمل في أن يتمكن مسؤولوها من التنقل في مفاوضات خروج بريطانيا المعقدة بشكل كبير؟

واعترف دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي، الذين شهدوا حرب المحافظين في ولاية ويستمنستر هذا الأسبوع، بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الورقة البيضاء لتحديد اتجاه السفر لهذه العملية، ويخشون من أن محادثات خروج بريطانيا قد تخرج عن السيطرة بسبب الاقتتال الداخلي البريطاني.

وتستفيد المفوضية الأوروبية من ما يحدث، بينما يسافر وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجديد، دومينيك راب، للقاء ميشال بارنييه للمرة الأولى، نشرت اللجنة وثيقة من 15 صفحة تحث الحكومات على تكثيف الاستعدادات من أجل عدم التوصل إلى اتفاق.

وأكد مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي أن الوثيقة ستترجم بدقة بجميع اللغات الرسمية الأربع والعشرين.