حي الحشيشية في شمال شرق صنعاء

حي الحشيشية في شمال شرق صنعاء، يعد من الأحياء البسيطة والمتواضعة خدماتيا وعمرانيا داخل العاصمة اليمني،. إذ لم تصله بعد، خدمات المؤسسة العامة للمياه، ولم يتم ربطه حتى الآن بشبكة الصرف الصحي العمومية، كما لم تشمله خدمة المولدات الكهربائية الاسعافية التي أصبحت حلا بديلا لانقطاع التيار الكهربائي العمومي الذي كان يغذي صنعاء وباقي المحافظات، من محطة الكهرباء الغازية في مأرب.

غير أن الشيء اللافت داخل الحي هو أن حارة المهاجرين الصغيرة بداخله والتي تحوي أقل من مائة منزل، بات يطلق عليها حارة الزعماء العرب، و ذلك لتصادف وجود عدد من أطفالها الذين يحملون أسماء قادة عرب راحلين وحاليين، بشكل لم تألفه أي منطقة سكنية أخرى سواء داخل صنعاء أو في مدن يمنية أخرى.

وفي هذا السياق يقطن الطفل خالد بن عبدالعزيز الشرعبي " 6 سنوات " في منزل لا يبعد أكثر من خمسين مترا من منزل الطفل زايد بن سلطان الكليبي البالغ من العمر سبع سنوات. وعلى مسافة تقل عن مائة متر من مسكني خالد و زايد يعيش ابن الثامنة، صدام حسين الزماني الذي يقع منزل عائلته مباشرة أمام منزل عائلة الطفل عبدربه منصور هادي الحيلة " 11 عاما ". ولا يبعد كثيرا عن الأربعة السابقين، البيت الذي يسكن فيه الطفل جمال عبدالناصر الهلالي الذي تجاوز الثالثة عشرة من عمره.

وفيما يتفق آباء أولئك الأطفال على أن هذا الأمر يعد مصادفة رائعة ومثيرة للاهتمام، فإن نقاط الاختلاف تتمثل في الدوافع التي حدت بكل واحد منهم إلى تسمية وليده باسم زعيم أو قائد عربي معين. وتحدث ل" العربية نت " والد الطفل خالد بن عبدالعزيز الشرعبي ، قائلا : كنت في التاسعة من عمري حينما سمعت أحد الأشخاص في قريتنا النائية التابعة لمحافظة تعز وهو يخبر والدي ومجموعة من رجال القرية بأنه سمع من الإذاعة إعلان وفاة الملك خالد، ولحظتها بدت ملامح الدهشة والأسى على وجوه الجميع الذين رددوا عبارات " رحمة الله عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " و ردود فعل أخرى لا أتذكرها.

وأضاف: بعد ذلك أصبح اسم المغفور له الملك خالد محفورا في ذهني ، و بدأت أتأمل كثيرا في صوره كلما صادفتها في صحف أو مجلات ، و أيضا قرأت عن طيبته وسجاياه النبيلة ومناقبه الحميدة فأصبحت معجبا بشخصيته وقررت أن أسمي أحد أولادي باسمه. أما والد الطفل زايد بن سلطان الكليبي فيؤكد حبه لشخصية المرحوم الشيخ زايد الذي يعد من القادة العرب المحنكين، حيث قام بدور عظيم في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع إخوانه حكام باقي الإمارات، كما أنه قدم لليمن إسهامات عديدة من أبرزها إعادة بناء وترميم وتوسعة سد مأرب التاريخي على نفقته رحمه الله.

بدوره اعتبر الباحث الاجتماعي محمد عبد الكريم أن " وجود مجموعة من الأطفال في حارة سكنية صغيرة ويحملون أسماء زعماء وقادة عرب لهم تاريخ وبصمات يمثل ظاهرة صحية، ودليل على عمق الانتماء العربي لدى هذه العائلات اليمنية التي أرادت من خلال تلك التسميات تجديد ذكرى وتاريخ أولئك القادة العرب خصوصا وأن أغلبهم قد رحلوا عن دنيانا ".