القاهرة - أكرم علي
توجد محاولات عربية ودولية وأممية لحل الأزمة الليبية التي تؤثر على الوضع في أوروبا ودول الجوار لها وذلك بعد 6 أعوام من الانتفاضة بها واسقاط الزعيم معمر القذافي، وسعت الجامعة العربية لاستضافة اجتماعا رباعيا لإيجاد حل للأزمة بالتنسيق مع الجانب الأوروبي والأفريقي والأمم المتحدة.
والأبرز في الاجتماع الرباعي التي استضافته الجامعة العربية، الجمعة، هو تجديد الدعم والثقة للمجلس الرئاسي الليبي بعد محاولات مجلس النواب لإلغائه والغاء اتفاق الصخيرات الذي خرج منه المجلس برئاسة فائز السراج، ولعل ما أعلنه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، عن زيارة مبعوث الأمين العام لليبيا صلاح الدين الجمالي، إلى طبرق، الأسبوع المقبل ستكون إشارة إيجابية قد تتوصل إلى نتائ مرضية بشأن التوافق بين الفرقاء الليبيين.
ورحب الجانب الأوروبي بنتائج الاجتماع الرباعي، حيث أعلنت المسؤولة الأمنية والسياسية لدى الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني استضافة الاجتماع المقبل حول ليبيا في بروكسل مما يؤكد اهتمام الاجانب الأوروبي بمحاولة السيطرة على الوضع المتأزم في ليبيا، ورحبت مصادر دبلوماسية مصرية بنتائج الاجتماع الرباعي وأنه يدعم الجهود المصرية في الملف للليبي.
وقالت المصادر في تصريحات لـ"العرب اليوم" أن نتائج الاجتماع تعزز جهود مصر في خلق التوافق بين الفرقاء الليبيين في أسرع وقت وتساهم في تعزيز الحل السياسي التي تدعمه مصر بقوة في الأزمة الليببة، وأوضح أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي رباعى مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة عقب الاجتماع بشأن ليبيا، الجمعة أن الجمالي سيجري محادثات مهمة خلال زيارته لطبرق الأسبوع المقبل بهدف الوصول لتسوية سياسية للأزمة الليبية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، "إن هدفنا هو مشاركة الأشقاء الليبيين في عملية الإنتقال الديمقراطي بالبلاد، من خلال تنسيق مواقف منظماتنا الأربع، والعمل بشكل تكاملي، واتفقنا على أهمية الوقوف مع المجلس الرئاسي الليبي والتوصل لحل سياسي للأزمة خلال الإجتماع".
ودعا إلى الإتفاق علي تصدير النفط الليبي عن طريق جهة واحدة، لافتًا إلي أن المنظمات الأربع اتفقت علي إدانه الهجمات التي شنتها ما تسمي بسرايا الدفاع عن بني غازي، علي منطقة الهلال النفطي يوم 3 مارس/آذار الماضي، ودعوة الأطراف المعنية إلي وقف العمليات العسكرية والحفاظ علي البنية والمرافق النفطية.
وأكد أبو الغيط علي أن لا مكان للمليشيات الملسحة في ليبيا التي تهدد أمس وسلامة البلاد الكيان الوطني الليبي، ضيفًا أنه تم إستعراض المشهد السياسي الليبي في أعقاب كل هذه الاحداث، وتم تجديد الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات، والذي يظل يوفر الإطار العام للتوصل إلي تسوية سياسية شاملة منشودة بين الليبيين.
وأشار الامين العام لجامعة الدول العربية علي انه تم الإتفاق علي أهمية الوقوف مع المجلس الرئاسي والإستمرار في تشجيع كافة العناصر الليبية وتحديدًا مجلس النواب والمجلس الأعلي للدولة علي الإنخراط في حوار سياسي جاد، لمعالجة النقاط الخلافية التي كانت تعترض تنفيذ هذا الإتفاق والتوصل إلي حلول توافقية من شانها إستكمال الخطوات المطلوبة لإخراج ليبيا من المأزق الراهن.
وأعرب أبو الغيط عن إستعداد المجوعة الرباعية تسهيل أي ألية لإستئناف الحوار السيسي بين الاطراف الليبةي، مادامت مفوضة وممثلة لمعالجة هذه النقاط الخلافية، سواء تم ذلك من خلال جلسات الحوار السياسي الليبي، أو اللجنة المشتركة التي كان من المقترح تشكيلها، فيما أكد رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، أن ليبيا بحاجة ماسة الآن إلى جيش موحد به تسلسل قيادي واضح، تحت سلطة مدنية كقائد أعلى.
وأضاف كوبلر أن الاجتماع الرباعي الذي شهدته الجامعة العربية اليوم السبت ودول الجوار الليبي وآخرون يسعون لمساعدة الليبيين بعملية تجمع مجلسي النواب والدولة تفضي إلى الاتفاق على تعديلات محدودة على الاتفاق السياسي، تسمح بتطبيقه بشكل فعال، وقال المبعوث الأممى لدى ليبيا مارتن كوبلر، إن الأمم المتحدة تراقب وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرًا إلى أن اللجنة الرباعية المكونة من الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقي تعمل على جمع الفرقاء الليبين على طاولة حوار.
وأشار كوبلر إلى أن المحلس الرئاسي، بقيادة فائز السراج، في ليبيا نجح فى هزيمة تنظيم داعش المتطرف، مؤكداً أن 70% من الليبيين يدعمون اتفاق الصخيرات، وأن حظر تزويد ليبيا بالسلاح مستمر حتى توحيد المرجعيات الأمنية، فيما أكدت فيديريكا موغيريني الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسية الأمنية، أن الأطراف الرباعية تعمل على توحيد ليبيا.
وقالت فيديريكا موغيريني أنه تم تخصيص 120 مليون دولار لحماية الصحة والمجتمع المدني في ليبيا، وأشارت إلى أن الليبيين عانوا لفترة طويلة بسبب الأزمة الدائرة في البلاد، ونوهت بأنه يتم تدريب عناصر ليبية في الاتحاد الأوروبي لحماية شواطئهم ليكون بذلك أثرًا إيجابيًا على المستوى التجارى، وركزت على ضرورة ترسيخ جميع الإمكانيات لصالح الليبيين، وأعلنت أن الاجتماع الرباعي المقبل سيكون في بروكسل.