دمشق ـ نور خوام
هزَّت انفجارات وقعت ليلاً مدينة حلب وضواحيها. وأفادت معلومات أمنية بأن قذيفتين على الأقل سقطتا على مناطق في حي حلب الجديدة في القسم الغربي من مدينة حلب، تبعها قصف من قبل القوات الحكومية السورية طال مناطق في ضاحية الراشدين غرب المدينة ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وكان المرصد السوري أعلن أن مدينة حلب ومحيطها وأطرافها الغربية والشمالية الغربية بالإضافة لريفها الشمالي، تصاعد عمليات الاستهدافات من قصف وسقوط قذائف ورشاشات ثقيلة منذ أيام وحتى الآن، حيث رصد المرصد قصفاً نفذته القوات الحكومية السورية بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، على أماكن في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما شهد محور كلجبرين بالريف الشمالي الحلبي، استهدافات متبادلة بين القوات الحكومية السورية والفصائل، تمثلت بسقوط قذائف متبادلة بين الطرفين بالإضافة لاستهدافات بالرشاشات الثقيلة، ولا أنباء عن إصابات.
ودارت اشتباكات في محور جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات وقصف متبادل، كما قصفت القوات الحكومية السورية مواقع تسيطر عليها الفصائل بأطراف حلب الغربية، فيما سقطت عدة قذائف على أماكن في شارع النيل ومحيطه وأطرافه بالقسم الغربي من المدينة التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية السورية، دون معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية.
القتال يتواصل في بادية ريف دمشق على الحدود مع بادية السويداء
وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، في منطقة تلول الصفا عند الحدود الإدارية لريف دمشق مع بادية السويداء، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، تزامنت مع عمليات قصف من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق سيطرة التنظيم وتواجده، وترافقت مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، تمكنت على إثرها القوات الحكومية السورية من التقدم في عدة نقاط بالمنطقة، ومعلومات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال.
حيث تأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع الاعتصامات المتواصلة لليوم الثالث على التوالي من قبل أبناء مدينة السويداء وريفها وذلك أمام مبنى المحافظة في مدينة السويداء، مشددين على تنفيذ مطالبهم للإفراج عن المختطفات والمختطفين من أبناء السويداء لدى تنظيم "داعش"، الاعتصام الذي بدأه أبناء المنطقة يوم الأربعاء الثالث من تشرين الأول الجاري، والمؤلف من عشرات المواطنين، فيما يصل في ذروته إلى مئات المدنيين، يرافقه استياء متواصل في المدينة وريفها من الاستهتار الذي تتعامل فيه سلطات النظام السوري مع قضية المختطفين، فيما أكدت المصادر أن مشايخ العقل لطائفة الموحدين الدروز يعملون بشكل حثيث، في محاولة للإفراج عن المختطفين المحتجزين لدى التنظيم..
كذلك تتزامن هذه الاعتصامات مع ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من محاولات التوصل لتوافق والتقدم في خطوات عملية الإفراج عن المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، حيث وردت معلومات عن طلب تنظيم "داعش" فدية مالية عن كل مختطف ومختطفة لديه، ومطالبته بأسرى للتنظيم موجودين في معتقلات النظام وسجونه، وجاءت هذه المطالبات بعد عرقلة عملية إعدام تنظيم “داعش”، للمواطنة ثروت فاضل أبو عمار، لعملية التفاوض التي كانت متقدمة ونجحت في الإفراج عن 27 طفلاً ومواطنة مختطفات لدى مجموعات مسلحة في السويداء، حيث يواصل أبناء المدينة وريفها اعتصامهم أمام مبنى المحافظة منذ يوم أمس الأربعاء الماضي، تنديداً واستنكاراً لما يجري في قضية المختطفين والمختطفات من أبناء المدينة وريفها، مطالبين السلطات السورية بتحمل مسؤوليتها تجاه المختطفين والسعي بجدية للإفراج عنهم، وسط استمرار الاستياء والتوتر الذي تشهده المدينة والذي تصاعد بشكل كبير بعد عملية الإعدام التي طالت إحدى مختطفات السويداء لدى تنظيم "داعش"، بعد أن كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر يوم الأربعاء، أنه محافظة السويداء تشهد تبعات عملية الإعدام التي طالت إحدى مختطفات السويداء لدى التنظيم متمثلة بانسحاب لجنة التفاوض الرئيسية، في مسألة مختطفي ومختطفات محافظة السويداء والمؤلفة من ((الدكتور سامر أبو عمار، – الدكتور سعيد العك، -الأستاذ أسامة أبو بكار، -الأستاذ عادل الهادي)). وجاء هذا الانسحاب وفق ما أكدته مصادر موثوقة للمرصد السوري على خلفية عدم تواصل الروس والنظام معهم، وعدم وجود أقنية اتصال مع تنظيم "داعش".
العشرات من عناصر الجبهة الوطنية للتحرير يصلون غرب حلب
وفي محافظة حلب، تصاعد التوتر في القطاع الغربي من ريف حلب، بالتزامن مع استنفار تشهده المنطقة من قبل الجبهة الوطنية للتحرير، حيث أكدت مصادر متقاطعة أن 3 أرتال مؤلفة من أكثر من 40 سيارة وآلية والتي تحمل العشرات من عناصر الجبهة الوطنية للتحرير توجهت من ريف عفرين وريف حلب الشمالي الشرقي، إلى القطاع الغربي من ريف حلب، لمواجهة هيئة تحرير الشام التي هاجمت منذ الساعات الأولى من يوم أمس الجمعة على قرية كفر حلب الواقعة في القطاع الغربي من الريف الحلبي، حيث رصد المرصد السوري استمرار المناوشات والاشتباكات في مناطق تلعادة وتديل وكفر حلب ومحور كفرنوران – ميزناز.
وكان المرصد السوري ذكر قبل ساعات أنه لا يزال التوتر يسود الريف الغربي لحلب، على خلفية اشتباكات بين هيئة تحرير الشام من جهة، والجبهة الوطنية للتحرير من جهة أخرى، ترافقت مع توسع نطاق الاقتتال بين طرفي الاشتباك، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان توسع الاشتباكات لتشمل كلاً من تلعادة وكفر حلب وتديل ومحور كفر حلب – ميزناز – كفر نوران، نتيجة تصاعد حدة التوتر على خلفية الهجوم الصباحي لهيئة تحرير الشام على قرية كفر حلب، واندلاع اقتتال بينها وبين الجبهة الوطنية للتحرير.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان صدور بيان قالت مصادر متقاطعة أنه جرى التوصل إليه بين الهيئة والجهات المدنية في القرية، وجاء فيه: "بعد صدور مذكرات إحضار بحق أشخاص من قرية كفر حلب، واغلبهم من بيت عساف ومتورطين بقضايا سرقة وخطف وتحشيش ونشر مقطع فيديو من قبل الشرطة يثبت تورطهم وعدم مثولهم للقضاءن وتم تسيير رتل فجر اليوم لإلقاء القبض عليهم حيث تم إلقاء القبض على بعض منهم، وﻻذ الآخرون بالفرار، وتمترس بعضهم بالمدنيين، مما أدى لحصول اشتباك نجم عنه جرحى وقتلى، وكان من بيت الجرحى أخ من القوة تم أسره، من قبل هؤﻻء ورفضوا إسعافه، ونزولا عند رغبة أهلنا في كفر حلب تم الجلوس مع الوجهاء والمجلس المحلي في القرية وتم الاتفاق معهم على البنود التالية:: تسليمنا الأخ المصاب مقابل خروج المفسدين لمدينة الأتارب وعدم عودتهم لكفر حلب نهائياً، وإخلاء سبيل كل شخص ﻻ يثبت عليه إدعاء أو يكون مطلوب لجهة معينة، وكل من قاوم ومانع الدورية هو مطلوب ويتعهد الوجهاء والمجلس المحلي بعدم حمياتهم وتسليمهم وذلك قدر الاستطاعة، وعدم رجوع المفسدين إلى كفر حلب نهائيا وفي حال عودتهم يكونوا مطلوبين لنا وهم هدف مشروع".
كما كان رصد المرصد السوري التوقيع على البيان من قبل 3 ممثلين هم هيئة تحرير الشام وعائلة عساف والمجلس المحلي في كفر حلب، إلا أن المرصد رصد كذلك وفي وقت متزامن، قيام الجبهة الوطنية للتحرير، باستقدام تعزيزات عسكرية واسلحة ثقيلة الى منطقة كفرنوران وتقاد، وسط اشتباكات بين الهيئة والحركة في محوري كفرنوران وتديل ومنطقة تلعادة، إثر هجوم للجبهة الوطنية للتحرير على المنطقة، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه علم أن الاقتتال الذي دار في قرية كفر حلب في القطاع الغربي من ريف محافظة حلب، تسبب بسقوط خسائر بشرية من سكان القرية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الاشتباكات وإطلاق النار تسبب في استشهاد 3 مواطنين بينهم طفلتان اثنتان من العائلة ذاتها، فيما أصيب عدة أشخاص آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وعدد الشهداء مرشح
للارتفاع لوجود مصابين جراحهم بليغة، نتيجة الاقتتال الذي دار منذ الساعات الأولى من صباح اليوم في القرية بين حركة نور الدين الزنكي من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، واستمر لساعات، مخلفاً 3 صرعى، بينهم مقاتل من تحرير الشام، على خلفية محاولة هيئة تحرير الشام اعتقال شخص من القرية، أمس الجمعة، فيما يسود توتر في المنطقة القريبة من المنطقة المزمع نزع السلاح منها وفقاً للاتفاق الروسي التركي الذي جرى التوصل إليه بعد توافق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هيئة تحرير الشام تحاصر قرية كفر حلب
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من عدد من المصادر الموثوقة، أن هيئة تحرير الشام تعمدت محاصرة قرية كفر حلب، ومنع عملية التنقل منها وإليها، في محاولة لإجبار الحركة على تسليم المطلوب وعلى الرضوخ لشروط هيئة تحرير الشام، وسط معلومات أولية وردت للمرصد السوري عن التوصل لتوافق يقضي بخروج مقاتلي حركة نور الدين الزنكي من القرية، فيما أكدت مصادر أخرى أن قوات الجبهة الوطنية للتحرير المستنفرة في محيط المنطقة تحاول فتح طريق إلى القرية بعد أن حاصرتها هيئة تحرير الشام، وتأتي عملية الاشتباكات هذه في ظل التوترات الأخيرة بين الطرفين، وتعد المواجهات هذه، الخامسة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية والأعنف منذ التوتر الذي شهدته دارة عزة، ونشر المرصد السوري مساء الأربعاء الثالث، أنه رصد توتراً جديداً بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير في محافظة إدلب، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن قرية زردنا الواقعة بريف إدلب الشمالي تشهد توتراً بين هيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الأحرار المنضوي تحت الجبهة الوطنية للتحرير من جهة أخرى، حيث أبلغت مصادر المرصد السوري أن توتراً هذا سببه محاولة جيش الأحرار اعتقال أحد المطلوبين لها في القرية إلا أن عناصر من تحرير الشام منعوهم من ذلك، ليستقدم كل منهما تعزيزات، فيما جرت عملية إطلاق نار من قبل أحد الحواجز التابعة للهيئة بالقرب من زردنا على سيارة لجيش الأحرار أثناء تخطيها الحاجز، ما أسفر عن إصابة اثنين من جيش الأحرار، وأنباء عن وفاة أحدهما، فيما لا يزال التوتر قائم في المنطقة، وذلك مع تفاقم التوترات والخلافات بين الجانبين في المنطقة خلال الأيام القليلة الفائتة، إذ كان المرصد السوري نشر يوم أمس الأول الاثنين، أن توتراً يسود القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، بين هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، حيث رصد المرصد السوري استهدافات بالرشاشات الثقيلة جرت بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، بين أحد حواجز الجبهة الوطنية للتحرير وحاجز لهيئة تحرير الشام في منطقة الهبيط – كفرعين بريف إدلب الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، وشهد هذان الحاجزان عمليات تحصين واستقدام تعزيزات خلال الأيام السابقة، ويأتي التوتر هذه في ظل التوترات الأخيرة التي تشهدها المنطقة منذ يوم الأربعاء الفائت، ونشر المرصد السوري في الـ 29 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري، أنه توتراً تشهده مناطق بريف مدينة معرة النعمان الشرقي، بين فصيل صقور الشام المنخرط ضمن الجبهة الوطنية للتحرير من طرف، وهيئة تحرير الشام من طرف آخر، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الفصيلين عمدا إلى نصب حواجز لهما في كل من مناطق الغدقة والحراكي وجرجناز شرق معرة النعمان، ويأتي التوتر على خلفية قضايا عدة بين الطرفين منها اتهامات متبادلة لمضايقات لعناصر من كلا الطرفين والاعتداء الذي حدث في بلدة تلمنس الجمعة الفائتة خلال مظاهرة في البلدة، كذلك كان توتر مشابه شهدته بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي يوم الأربعاء الـ 26 من شهر أيلول الفائت من العام الجاري، حيث نشر المرصد السوري حينها، أنه علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي تشهد هدوءاً حذراً خلال الساعات الفائتة، عقب التوتر الذي شهدته مساء أمس بين هيئة تحرير الشام من طرف، والجبهة الوطنية للتحرير من طرف آخر، حيث جرت عملية مفاوضات ومشاورات عبر وجهاء ووسطاء لحل الخلاف.