صنعاء ـ عبدالغني يحيى
توصلت جماعة "الحوثي " وحزب "المؤتمر الشعبي العام" إلى اتفاق حول إزالة أسباب الأزمة الأخيرة في العلاقات بين الجانبين المتحالفين في النزاع اليمني. وأعلنت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، مساء الاثنين، أن الطرفين عقدا في العاصمة اليمنية صنعاء، بدعوة من المجلس السياسي الأعلى في المدينة، اجتماعا ضم قيادات عليا من حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة "الحوثي" لتهدئة التوتر بينهما المستمر منذ أيام.
وجرى الاجتماع برئاسة صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى، وضم نائب رئيس حزب المؤتمر، صادق أمين أبو رأس، وأمينه العام، عارف الزوكا، والأمين العام المساعد، ياسر العواضي، وقيادات أخرى، فيما شارك في هذا اللقاء من "جماعة أنصار الله" كل من محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسمها، ومهدي المشاط، المقرب من عبد الملك الحوثي، ووزير الإعلام في حكومة صنعاء، أحمد حامد، وقيادات أخرى.
واتفق الجانبان، حسب وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، على "إزالة أسباب التوتر، التي نتجت مؤخرا في العاصمة صنعاء، وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات التي تمت الأسبوع الماضي، واستمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة، وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة". وأقر المشاركون في المفاوضات استمرار اللقاءات بين قيادة المكونين "لوضع الحلول والمقترحات الإعلامية والسياسية وتوحيد كافة الجهود لمواجهة العدوان.. وتوحيد الجبهة الداخلية وعدم السماح لشقها أو خلخلتها".
من جانبها، أكدت مصادر أمنية "مستقلة" في اليمن، لوكالة "فرانس برس"، أن الجانبين شكلا، على خلفية الحادث، لجنة خاصة بالوساطة تضم شخصيات أمنية وسياسية من الطرفين لتهدئة الوضع بين قوات صالح والحوثيين، نجحت في إزالة الحواجز، التي أثارت التوتر، من الشوارع العامة في حي المصباحي.
وقال مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه إن لجنة الوساطة "تبحث مجموعة من النقاط وضعها المؤتمر الشعبي العام والحوثيون لتنفيذها من قبل كل طرف، ولا زالت قيد التباحث". وأضاف المصدر أن حزب صالح يطالب "بتسليم قتلة العقيد خالد الرضي القيادي في حزبه".
وفي أول تعليق له على الاتفاق الذي أعلن اليوم لاحتواء التوتر بين الحوثيين وقوات صالح في العاصمة صنعاء، وصف القيادي المنشق من جماعة الحوثي علي البخيتي، الاتفاق بـ”التكتيكي” من قبل جماعة الحوثي التي أدركت كما يقول البخيتي، أن تفجير الموقف مع المؤتمر وصالح ليس في صالحها، وقال البخيتي في منشور جديد له – رصده ”بويمن” عبر صفحته في "فيسبوك"، إن الحوثيين أحسوا أن السلام -في هذه الآونة- في صالحهم؛ لكنه سلام تكتيكي حتى يستعدوا للنيل من المؤتمر وصالح؛ ويرتبوا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات.. فيما يلي يعيد “بويمن” نص منشور البخيتي كما ورد: ” أدرك الكهنة الحوثيين أن تفجير الموقف مع المؤتمر وصالح ليس في صالحهم؛ أحسوا أن السلام -في هذه الآونة- في صالحهم؛ لكنه سلام تكتيكي حتى يستعدوا للنيل من المؤتمر وصالح؛ ويرتبوا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات؛ تيقنوا أن الحرب كانت ستنفجر ضدهم في كل مكان؛ في كل قرية ومديرية ومدينة وجبل وشِعب؛ حتى الحجر سيتحدث ويقول هذا حوثي يختبئ خلفي؛ وقد سمعوها واضحة؛ إنها الحرب ان أردتموها؛ سيدافع المؤتمر وحلفائه عن أنفسهم؛ فلن يقبل أحد بأن تسحقوا آخر قوة سياسية تنتمي لليمن الجمهوري؛ آخر قوة تقاوم وجودكم ومشروعكم الكهنوتي السلالي؛ فكرياً واجتماعياً وسياسياً وقبلياً.
وأفادت أنباء أولية بإيقاف محمد علي الحوثي من الإدارة والإشراف على اللجنة الثورية العليا وإحالته للتحقيق وتكليف صالح هبرة بإدارتها. وذكرت مصادر قريبة من حزب صالح إن هذه الخطوة التي يدفع إليها ولم يتسن التأكد من إقراراها، تسعى لإحتواء المخطط الدموي لمحمد علي الحوثي بالإضافة إلى قضايا الفساد وكمخرج للجماعة بعد الورطة الأخيرة التي تورطت فيها بالتصعيد في صنعاء.