الجيش السوري

تقدَّم الجيش السوري وحلفاؤه أمس الاثنين، في عمق البادية السورية وباتوا يحاصرون مركزًا لتنظيم "داعش" في إطار توغل متعدد المحاور في مناطق شرقية لطرد مسلحي التنظيم منها. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري سوري، إن الجيش وحلفاءه سيطروا على عدد من القرى القريبة من بلدة الكوم في شمال شرق محافظة حمص. وبذلك اقتصرت سيطرة تنظيم "داعش" على ثغرة لا تتجاوز مساحتها 25 كيلومترا بين الكوم وبلدة السخنة الواقعة إلى الجنوب منها والتي سيطرت عليها القوات الحكومية يوم السبت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه إذا تمكن الجيش الذي تسانده قوة جوية روسية وفصائل مدعومة من إيران من سد هذه الثغرة فإنه سيحاصر بذلك مقاتلي التنظيم في منطقة مساحتها نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين إنها ساهمت في هذا التقدم من خلال تقديم المشورة للقوات الموالية للحكومة بشأن الإنزال الجوي شمالي الكوم يوم السبت. وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أن العملية أتاحت لهم السيطرة على منطقة الكدير من مسلحي تنظيم داعش ثم المضي قدما إلى الكوم.

وفقد التنظيم الإرهابي قطاعات من الأراضي في سورية خلال حملات منفصلة تشنها قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران أو تشنها "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة والتي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وتركز هذه القوات حاليا على السيطرة على مدينة الرقة من تنظيم "داعش".

من جهة ثانية أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عشرات الحافلات التي تقل مدنيين ومقاتليين من "سرايا أهل الشام" وعوائلهم وصلت فجر اليوم الثلاثاء إلى بلدة الرحيبة بالقلمون الشرقي. وكان المرصد نشر منذ ساعات أن نحو 40 حافلة و14 سيارة تابعة للصليب الأحمر تقل على متنها 2000 شخص على الأقل من ضمنهم أكثر من 300 مقاتل من سرايا أهل الشام بالإضافة لعوائلهم دخلت بلدة فليطة بالأراضي السورية قادمة من الأراضي اللبنانية متوجهة نحو منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، حيث علم المرصد السوري أن عشرات العائلات اختارت الذهاب نحو مناطق سيطرة القوات الحكومية، فيما أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أن الشبان امتنعوا عن العودة باتجاه الأراضي السورية خوفاً من تجنيدهم ضمن قبل قوات درع القلمون الموالية للقوات الحكومية، جدير بالذكر أن العملية هذه تأتي استكمالاً لاتفاق التهجير من جرود فليطة السورية وجرود عرسال اللبنانية الذي جرى في الـ 3 من شهر آب/أغسطس الجاري من العام 2017، حيث كان المرصد السوري نشر حينها أن اتفاق التهجير من جرود فليطة السورية وجرود عرسال اللبنانية وصلت إلى خواتيمها، مع بدء التحضيرات لاستلام الأسير الخامس مع دخول الدفعة الخامسة من المهجرين، من منطقة السعن التي تتوقف فيها الحافلات وتسيطر عليها القوات الحكومية، إلى منطقة الرهجان التي تسيطر عليها الفصائل في الريف الشمالي الشرقي لحماة، حيث من المرتقب أن تنتهي عملية التبادل بين دخول الحافلات وتسليم الأسير، خلال وقت قصير، وبذلك تتحضر قافلة المهجرين للتوجه نحو محافظة إدلب، وكان المرصد السوري نشر قبل أقل من ساعة أن رابع دفعة من حافلات المهجَّرين تتحضر للتوجه من منطقة السعن التي تسيطر عليها القوات الحكومية، إلى منطقة الرهجان التي تسيطر عليها الفصائل في أقصى ريف حماة الشمالي الشرقي، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جرى حتى الآن تسليم 3 من أسرى "حزب الله" اللبناني، الموجودين لدى هيئة تحرير الشام، فيما سيجري تسليم الأسيرين المتبقيين مع وصول الدفعة الرابعة والخامسة من حافلات المهجرين التي تحمل آلاف المهجرين بينهم المئات من المقاتلين في "هيئة تحرير الشام" وعوائلهم ممن هجروا من جرود فليطة السورية وعرسال اللبنانية، نحو محافظة إدلب، ومن المرتقب أن يجري الانتهاء من العملية خلال الساعة المقبلة.

وفي محافظة الرقة، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد سيدة مع 3 من أطفالها وهم من أبناء محافظة دير الزور، وذلك جراء قصف جوي من قبل طائرات التحالف الدولي استهدف مناطق في مدينة الرقة امس الاثنين، وفي هذا السياق نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثق المرصد السوري استشهاد 12 مدنيا بينهم طفل على الأقل جراء قصف طائرات التحالف الدولي على مناطق في مدينة الرقة يوم أمس، ليرتفع إلى 611 مدني على الأقل من بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و138 طفلاً و85 مواطنة ممن وثقهم المرصد السوري استشهادهم في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 14 من آب / أغسطس الجاري، والشهداء هم 579 مدني بينهم ما لا يقل عن 133 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و80 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها، فيما تواردت معلومات عن وجود مزيد من الشهداء المدنيينن لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقهم.

في حين وثق المرصد السوري نحو 20 عنصرا من تنظيم "داعش" قتلوا يوم أمس خلال قصف طائرات التحالف الدولي والقصف الصاروخي والاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية في محاور عدة بمدينة الرقة، ليرتفع إلى 735 عنصر من تنظيم "داعش" بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات ممن قتلوا ووثق المرصد السوري مقتلهم منذ منذ بدء معركة الرقة الكبرى في الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الاثنين الـ 14 من شهر آب/أغسطس الجاري، إضافة لإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة


كذلك وثق المرصد السوري 11 عنصر من "قوات سورية الديمقراطية" ممن قضوا خلال الأيام الثلاث الفائتة جراء قصف واشتباكات مع تنظيم "داعش" بمدينة الرقة، ليرتفع إلى 324 من قوات عملية “غضب الفرات” و4 مقاتلين من الجنسيات الأميركية والجورجية والبريطانية، قضوا جميعهم في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات منذ بدء معركة الرقة في الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم.

ولا تزال مدينة الرقة تشهد انعدام الكثير من المواد الغذائية وتناقص البعض الآخر إلى حد كبير، وأكدت مصادر موثوقة أنه منذ أسابيع تغيب الخضار والفواكه عن سوق المدينة، كما تناقصت الأدوية بشكل حاد، مع قلة مياه الشرب وارتفاع أسعارها عند المبيع، بينما بات الغذاء الرئيسي المعتمد عليه من قبل المدنيين في مدينة الرقة، هو الحبوب والأرز والبقوليات، مما جرى تخزينها في وقت سابق من قبل الأهالي أو المتاجر، في حين عمد عناصر التنظيم إلى كسر محال تجارية وإخراج محتوياتها، وبخاصة محلات الألبسة، كذلك يسود استياء وسط أهالي مدينة الرقة، من المجازر اليومية التي ينفذها التحالف الدولي بحق المدنيين من قاطني المدينة والنازحين إليها، وتصاعد الاستياء مع اتهام الأهالي، التحالف الدولي باستهداف مباني بذريعة وجود قناص من تنظيم "داعش" في المبنى أو يعتليه.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الحكومية وقوات العشائر الموالية لها والمدربة من قبل روسيا من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، على محاور في بادية غانم علي بريف مدينة معدان الغربية والواقعة في الريف الشرقي لمدينة الرقة، حيث يواصل عناصر التنظيم هجومهم المعاكس على مواقع القوات الحكومية في المنطقة لإثبات قدرة التنظيم على الهجوم ولمنع تقدم القوات الحكومية والتي تحاول بدورها الوصول إلى معدان وقرية واقعة إلى شرقها، لينهي النظام في حال السيطرة عليهما وجود تنظيم "داعش" في ريف الرقة، ولم يتبق للتنظيم بذلك من محافظة الرقة سوى نحو 45 % من المساحة المتبقية له من مدينة الرقة، حيث أسفرت المعارك المتواصلة عن قتلى وجرحى بين طرفي القتال.

وتواصل هدنة الجنوب السوري منذ بدء تطبيقها في الـ 9 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، باتفاق روسي أميركي أردني، حيث يسود الهدوء الحذر منذ عدة أيام تخلله استهداف القوات الحكومية بقذيفتين على الأقل منطقتين في حي المنشية في درعا البلد في مدينة درعا، بالإضافة لاستهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بين القوات الحكومية والفصائل في محور مسحرة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، ولا معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية. وفي هذا السياق نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 9 من شهر آب/أغسطس الجاري، أنه أنهت هدنة الجنوب السوري شهرها الأول، منذ بدء تطبيقها عند ظهر يوم الـ 9 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، باتفاق روسي أميركي أردني، نصَّ على وقف العمليات القتالية والعسكرية في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وساهمت هذه الهدنة في تراجع كبير بالخسائر البشرية في المحافظات الثلاث، وبخاصة من المدنيين الذين قتلتهم الطائرات الحربية والمروحية والقذائف وقصف القوات الحكومية على محافظات الرقة والقنيطرة والسويداء، فيما تخللت الهدنة خروقات تمثل بقصف مدفعي أو بقذائف الهاون أو بالرشاشات الثقيلة، او باشتابكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، والفصائل المقاتلة والإسلامية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الفترة الممتدة من الـ 9 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، وحتى اليوم الـ 9 من آب / أغسطس من العام ذاته، استشهاد مواطنتين اثنتين جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في مدينة درعا وفي منطقة ازرع بريف درعا الشمالي، في حين وثق المرصد السوري استشهاد 84 مواطناً مدنياً بينهم 24 طفلاً و27 مواطنة جراء قصف من قبل القوات الحكومية وقصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية على مناطق في محافظة السويداء ودرعا والقنيطرة، وسقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات الحكومية في هذه المحافظات الثلاث، خلال الشهر الذي سبق بدء تطبيق الهدنة.

وكانت أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاتفاق ينص كذلك على بند هو نشر قوات شرطة عسكرية روسية في مناطق وقف إطلاق النار في المحافظات الثلاث الموجودة في الاتفاق، للإشراف على وقف إطلاق النار وتنفيذ الهدنة، في حين كانت أبلغت الفصائل العاملة في بادية السويداء والمتداخلة مع ريف دمشق الجنوبي الشرقي، أنه لم يجرِ إبلاغها، من أية جهة سواء أكانت إقليمية أم دولية، بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، كذلك حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة تفيد أن الاتفاق ينص على انسحاب عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وانسحاب الفصائل المقاتلة والإسلامية من خطوط التماس في كافة المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة للنظام في هذه الخطوط، على أن تتكفل فصائل المعارضة الداخلة في الاتفاق، بحماية المنشآت العامة والخاصة، وخروج كل من لا يرغب بالاتفاق وانسحاب كامل المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، وتجهيز البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين تباعاً من الأردن، وإجراء انتخابات مجالس محلية يكون لها صلاحيات واسعة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف إطلاق النار، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 17 من حزيران / يونيو من العام 2017، أنه بدأ تطبيق هدنة روسية أميركية أردنية في محافظة درعا، وجرى تمديدها لتنتهي في الـ 20 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري، لتنتهي نتيجة تجدد القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها والطائرات المروحية والحربية.