الرياض ـ سعيد الغامدي
يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، صباح اليوم السبت، في زيارة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث يجريان مباحثات ثنائية تعيد إطلاق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين. ومن المنتظر أن يجري الرئيس ترامب مباحثات مع القيادة السعودية بهدف تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين، وسيتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعسكرية الكبيرة.
كما سيحضر الرئيس الأميركي قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، يتوقع أن تساهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، وتقدم خلالها مبادرات كثيرة تتعلق بموضوع التسليح والجوانب الأمنية والاقتصادية ومواجهة الإرهاب وتمويله وتعزيز التعاون في المجال التعليمي.
ويلتقي الرئيس ترمب، غداً الأحد، قادة من العالمين العربي والإسلامي، وسيجدد خلال القمة تأكيد التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة والعالم، ويبحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف الدولي. وستركز القمة على قضايا الأمن والاستقرار وتؤكد من جديد على الحاجة الماسة إلى التعاون الوثيق والاعتدال من أجل هزيمة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
ويرافق الرئيس ترامب في رحلته كل من السيدة الأولى ميلانيا ووفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، ورئيس الاستراتيجيين ستيف بانون، ورئيس طاقم الموظفين ريان بريبوس، ونائب مستشار الأمن القومي دينا حبيب باول، ومساعدا الرئيس غاري كوهن وستيفن ميللر، والمتحدث الصحافي شون سبايسر، وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب غادر مساء الجمعة، الولايات المتحدة متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول محطة خارجية له، ورافقته ميلانيا ترمب السيدة الأولى للولايات المتحدة لدى مغادرته مطار ميرلاند.ويبدأ الرئيس الأميركي السبت من السعودية زيارته الخارجية الأولى منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي، ويشهد ثلاث قمم تستضيفها الرياض "قمة سعودية أميركية، قمة خليجية أميركية، قمة عربية إسلامية أميركية". وكان ترمب أعرب عن فخره وحماسه لهذه الزيارة، مشيرا إلى أنه سيجتمع خلالها مع قادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، مساء الجمعة، أن زيارة الرئيس ترامب الأولى للشرق الأوسط "ستساهم بشكل كبير في تحديد سياسات واشنطن المستقبلية تجاه دول المنطقة". وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن تلك الزيارة بمثابه "رحلة تحديد مصير ترامب" ما يتطلب التركيز على 4 مشاهد رئيسية قد تكون أساس السياسات الأميركية المستقبلية تجاه الشرق الأوسط.
1- خطاب ليس فيه مصطلح "الإرهاب الإسلامي"
ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن ترامب لن يستخدم مصطلح "الإرهاب الإسلامي" في الخطاب الذي سيلقيه الأحد، في العاصمة السعودية الرياض. وأوضحت المجلة، أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، نصح ترامب بتفادي استخدام هذا المصطلح، الذي كرره ترامب مرارًا خلال حملته الانتخابية "لما يمثل من إساءة للمسلمين"، على حد تعبير ماكماستر. ووفق شبكة "سي إن إن"، تم صياغة نص الخطاب المنتظر بعد جلسات استشارية مكثفة داخل البيت الأبيض، مع تولي ميللر المسؤولية الكبرى في صياغته.
2- رجل لا يلتزم بنص
في تصريح أدلى به لـ"بوليتيكو"، قال تشارلز كوبشان، كبير مساعدي مجلس الأمن القومي لشؤون أوروبا في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إن "ترامب ليس رئيسًا يميل إلى اتباع النص". وأشار كوبشان إلى أنه في أي وقت قد يغيّر ترامب من مجرى حديثه "فعند لقاء دونالد ترامب بالرؤساء الأجانب، لا نعرف عادة بماذا سيتحدث". وأضاف أن "احتمال وقوع تغيير في مجرى حديث ترامب يكبر في الاجتماعات متعددة الأطراف".
3- نجاح بارز للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي
رأى موقع "سي إن بي سي" الأميركي، أن اختيار ترامب السعودية لتكون محطته الخارجية الأولى "ما هو إلا نجاح ملحوظ لولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان". ونقلت القناة التلفزيونية للموقع عن برنارد هايكل، الأكاديمي في جامعة برينستون، الجمعة، قوله إن "الأمير محمد بن سلمان، هو من دبر ورتب واتفق على كل هذا أي زيارة ترامب للسعودية وبرنامجها".
- 4 وسيط للسلام
من المقرر أن تكون المحطة الثانية في جولة ترامب بالشرق الأوسط، إسرائيل، في زيارة وصفتها الصحافة الأمريكية أنها "تعكس التباين بين إدارة ترامب وسلفه أوباما الذي لم تتضمن زيارته الأولى لدول الشرق الأوسط عام 2009 التوجه إلى تل أبيب". ووفق مجلة "بوليتيكو" سيكون التركيز خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل "على الدور الذي قد يلعبه في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". ويصر ترامب على رغبته بـ"التوصل إلى اتفاق تاريخي بين الجانبين" بحسب "بوليتيكو".