كابل ـ أعظم خان
ذكر عضو بارز في حركة طالبان أنها عقدت أوّل اتصال مباشر مع مسؤول أميركي في نقاش أولي بشأن محادثات السلام المستقبلية بشأن أفغانستان، وإذا كان ذلك صحيحًا، فإنه يمثّل واحدة من أهم التطورات وسط الجهود الرامية إلى إيجاد نهاية متفاوض عليها لحرب البلاد التي طال أمدها.
وصف مصدر طالبان بأن الاتصال مفيد، جيث الاجتماع مع أليس ويلز، كبير دبلوماسيي أميركا في جنوب آسيا، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال المسؤول إن الاجتماع عقد في دولة قطر في الشرق الأوسط حيث لدى طالبان مكتب سياسي هناك منذ عام 2013.
وأكد مسؤول من طالبان طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الاعلام "البيئة كانت إيجابية وكانت المناقشة مفيدة."
ولم يؤكد المسؤولون الأميركيون أو ينفون أي حدوث اجتماع، ومع ذلك، كانت ويلز في الدوحة، عاصمة قطر، هذا الأسبوع، وفي بيان عقب عودتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ويلز كانت في الدوحة، والتقت بالأسرة الحاكمة، وأن الولايات المتحدة تستكشف جميع السبل لدفع عملية السلام بالتشاور الوثيق مع الحكومة الأفغانية.
وقال البيان إن أي محادثات بشأن إعداد سياسي مستقبلي ستكون بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وطالبت طالبان منذ فترة طويلة بإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، قائلة إنها لا تريد أن تتحدث عن السياسة مع الولايات المتحدة، ولكنها بدلًا من ذلك تجتمع وجهًا لوجه لمناقشة مخاوف واشنطن بخاصة مخاوفها الأمنية من تورط طالبان في مستقبل أفغانستان، ويقولون إنهم يريدون إطارًا زمنيًا لسحب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي البالغ قوامها 15 ألف جندي تقريبًا في افغانستان.
ولم يتضح متى سيعقد الاجتماع التالي أو مع من، لكن مسؤول طالبان الذي تحدثت كانت متأكدة من أنه سيعقد، كما أكد وزير سابق في طالبان ورئيس سابق للجنة السياسية، آجا جان موحيتيس، الذي حافظ على اتصالات وثيقة مع الجماعة المتمردة، أن اجتماعا عقد في الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقال "طالبان تريد حل مشاكلها مع الأميركيين لإنهاء الغزو."
وتعتقد طالبان أن الحكومة الأفغانية لا يمكنها التصرف بشكل مستقل عن واشنطن، ويقولون أيضًا إنه ما لم يتمكنوا من تهدئة مخاوف الولايات المتحدة تجاه المجموعة، فإن أي اتفاق مع كابول سيكون بلا معنى.
وقال الزعيم الملا محمد عمر، بغض النظر عن التنازلات التي وافقوا عليها، بما في ذلك السماح للبنات بالالتحاق بالمدارس، لن يكسبهم ذلك اعترافًا دوليًا طالما رفضت الولايات المتحدة قبولهم.
وتعتقد القيادة الحالية، ومعظمهم من معاصري الملا عمر، أن مستقبلهم في أفغانستان لا يمكن ضمانه إلا إذا تم التعامل مع مخاوف الولايات المتحدة، وحتى الآن، قال فريق الأمن القومي للرئيس الأفغاني، أشرف غاني، إنه مستعد لإجراء محادثات مع طالبان في أي وقت، وأن حلفائهم، بما في ذلك الولايات المتحدة، يجب أن يشاركوا كمراقبين فقط، وفي كابول يوم السبت، كرر شاه حسين مرتضى، نائب المتحدث باسم غاني، موقف الحكومة الذي أعلن عنه بجلاء أن محادثات السلام يجب أن تكون "مملوكة لأفغانستان وقيادة أفغانية، وأي مساعدة يقدمها الحلفاء ستكون دورا داعما".
ولم يعلق مرتضى بشكل مباشر على الاجتماع في الدوحة أو ما إذا كانت حكومة غاني على علم بأن الاجتماع قد عقد.
وكانت هناك محاولة سابقة للمحادثات المباشرة بين واشنطن وطالبان في العام 2013 في الدوحة، قد تعرضت للخيانة عندما عارض الرئيس الأفغاني حميد كرزاي آنذاك على طالبان تسمية مكتبها بإمارة أفغانستان الإسلامية.