جزيرة سقطرى كبرى الجزر اليمنية

تعرضت جزيرة سقطرى، كبرى الجزر اليمنية والعربية، إلى أزمات وكوارث طبيعية عديدة في السنوات الأخيرة، أسوأها ما أنتجته أعاصير "تشابالا وميج ومكونو" المدارية، وخلالها توقفت الحياة فيها، ولم تتمكن سفن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الجزيرة بسبب قوة الأعاصير، ومعها بادرت الحكومة اليمنية لإعلانها محافظة منكوبة، نتيجة الأضرار الكبيرة في المرافق الحيوية المهمة، ودعت المجتمع الإقليمي والدولي للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لعدم قدرتها على مواجهة تلك الكوارث المختلفة لوحدها.

وتجد إمارات الخير مع كل كارثة طبيعية، وبادرت لمد يد العون والمساعدة للمواطنين، ومدت يدها أخرى لإعادة ما خربه الإعصار من دمار وخراب، ضمن خطواتها الإنسانية والإغاثية والتأهيلية في القطاعات التنموية والخدمية كافة التي تعزز من استقرار وتنمية الجزيرة، وهي جهود إنسانية تقدمها الإمارات في سقطرى، وغيرها من مناطق اليمن منذ ما قبل الانقلاب الحوثي، إلا أنها تعززت بعد الانقلاب للمساعدة في تخفيف معاناة اليمنيين، عبر المؤسسات الإغاثية المنتشرة في مختلف المناطق المحررة.

وكتأكيد على ريادتها وأسبقيتها في العمل الإغاثي والإنساني، كانت "الهلال الأحمر" الإماراتية أولى المنظمات الإنسانية الدولية في سقطرى، ولأنها صاحبة الأولوية، فقد كانت موجودة لتقديم الدعم والمساعدة والمساندة والجهد الإغاثي للأهالي عقب إعصار "مكونو" الذي ضرب الجزيرة نهاية شهر آيار /مايو الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 17 شخصاً، وفقدان نحو 40 آخرين، وأدى لانهيار شبكة الطرق في الجزيرة بسبب قوته المدارية.

ونتيجة للوضع المأساوي في الجزيرة، أعلنت قيادة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، وبالتعاون مع السلطة المحلية في الجزيرة على إنشاء مكتب لإعادة الإعمار، ورسمت خطة شاملة لإغاثة وإعادة تأهيل الجزيرة.

في سياق متصل، أكد سفير الإمارات في اليمن سالم الغفلي، مضي الإمارات قدمًا نحو تقديم كل أنواع الدعم والمساندة للأهالي في جزيرة سقطرى، مستدركًا أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية توجدان في الجزيرة منذ وقت مبكر.

وأشاد رمزي محروس محافظ أرخبيل سقطرى، بدور دولة الإمارات التي قدمت الكثير للشعب السقطري، مشيرًا إلى أن الأرخبيل عانى كثيراً في الأعوام الماضية، ولولا تدخل الإمارات لكان الشعب السقطري يتجرع المر والمعاناة، ولكن بفضل من الله سخر تلك الدولة لخدمة هذا الشعب، ونفى المحافظ محروس وجود أي تباين في وجهات النظر مع الجانب الإماراتي التي تتفّوه بها بعض وسائل الإعلام المغرضة.

ومازالت مسيرة العطاء التنموي لدولة الإمارات في سقطرى مستمرة، ولم تهزها شعرة حاقد أو تخرصات إمعة، من خلال افتتاح المشاريع وأعمال إنسانية متعددة، ويأتي تقديم هذه المساعدات المكثفة في إطار الاستجابة الإنسانية والتنموية لدولة الإمارات تجاه سقطرى لمساعدة الأهالي في محنتهم. وتوزعت فئات المساعدات الخارجية ما بين تنموية وإنسانية وخيرية.

وجاء في تقرير صحافي، أن الارتباط التاريخي بين جزيرة سقطرى والإمارات لم يكن وليد اليوم، بل إن العلاقات التاريخية قائمة منذ الأزل، والخدمات التي تقدمها الدولة لأبناء الجزيرة ليست غريبة على أبناء زايد الخير، حيث قدمت المشاريع تباعًا، ومع الأوضاع التي مرت بها البلاد مؤخرًا قامت الإمارات مع بقية دول التحالف بجهود كبيرة على مستوى الوطن ككل.

ويؤكد الصحافي ناصر جوهر، "الدور الإنساني الكبير والمتفرد الذي قامت به دولة الإمارات تجاه سقطرى وأهلها بعد أن ضربها الإعصار، واكتفى المتباكون على السيادة بوصفها منطقة منكوبة، وتركوها وحيدة تصارع من أجل الحياة، ووقف بجانبها ذلك الطرف الإنساني ، ويا للعجب.. قالها هكذا!!".

وقال الناشط عبد الله سعيد القروة "إن أطرافًا "إخوانية" شنت حملات تشويه لدور التحالف العربي في اليمن، في إنكار صارخ وجاحد لما قدم من جهود وتضحيات ضخمة لإنقاذ البلاد من السقوط في قبضة الميليشيات الحوثية"، فيما شدد الشاعر أحمد علي العارب، على دور الإمارات التاريخي الذي لا ينكره إلا جاحد، مؤكدًا عظمة ذلك الدور الذي لولاه لكان الجنوب "إمارة داعشية" من المكلا إلى عدن.

وأشار العارب إلى دور الإمارات البارز في تحرير أكثر مناطق الجنوب ومأرب والساحل الغربي من تعز إلى الحديدة، مؤكداً أن الإمارات هي أكثر دول التحالف تضحية بجنودها في الداخل اليمني شمالاً وجنوباً، ودعمها السخي والمنظم بالمعدات والمال في الجبهات والتأهيل والتدريب قوات النخبة والحزام الأمني.

وأشاد فهد كفاين، وزير الثروة السمكية، بسرعة استجابة الإمارات وتدخلها العاجل لتقديم كل أوجه الدعم، وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة كعادتها كانت في طليعة الداعمين لأرخبيل سقطرى، وكان لدعمهم ومساعدتهم دوماً أثر كبير وفاعل في كل المجالات. وبلغة الحقائق، فإن سقطرى فتحت ذراعيها لاستقبال عديد من المشاريع الحيوية التي نفذتها دولة الإمارات وفي مختلف القطاعات الحيوية: الصحية، التنموية، الاقتصادية، الاجتماعية والرياضية والترفيهية، ويعد مشروع الوحدات السكنية "مدينة زايد" وعلى مرحلتين، أهم المشاريع، وأول مشروع سكني يرى النور في الجزيرة، بعد أن فقد الكثير من المواطنين منازلهم تأثراً بإعصاري "تشابالا وميج"، حيث تم افتتاح مدينة الشيخ زايد "1" بمنطقة "ستورة"، وتتكون المدينة من 161 وحدة سكنية، مدرسة مع ملحقاتها، "وحدة صحية، جامع، حديقة أطفال، ملعب رياضي، مشروع كهرباء بالطاقة البديلة، وشبكة صرف صحي".

كما قامت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بتوسعة ميناء سقطرى ومد لسان بحري لكسر الأمواج بطول 110 أمتار، إلى جانب تعميق القناة الملاحية، ونال مطار سقطرى رعاية خاصة من أيادي الخير بإعادة تأهيله وترميمه ليكون على أتم الاستعداد لاستقبال الرحلات بما فيها الخارجية، إلى جانب تنفيذ مشروع أعمال الإنارة للمدرج عبر الطاقة الشمسية، واستكمال تسويره. وحظي القطاع الصحي باهتمام خاص، إذ تم تشييد وافتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، مجهز بأحدث الأجهزة، ويقدم خدماته لأكثر من 80 ألف نسمة، ويعد المستشفى الوحيد في الجزيرة.

الجانب الأمني

واشارت الإمارات لاستيعاب الآلاف من شباب سقطرى ضمن قوات النخبة السقطرية، وتم تدريبهم تدريبًا عاليًا ومتقنًا، بدأت بعدها في الانتشار في المؤسسات والأماكن الحيوية. كما قدمت مزيدًا من الدعم لأجهزة الأمن المختلفة.

وتعليقًا على ذلك يتساءل الناشط ناصر المركدة "كيف يتجرأون اليوم أن يزايدوا على أبناء سقطرى بالسيادة، من كان يستكثر عليهم أن تحظى جزيرتهم بأقل وأتفه الفرص، أو أن يحلموا بأحقر وأبسط الحقوق، كالحق في الوظيفة الأمنية أو العسكرية؟"، ومضى قائلًا "بات من الواضح، إن تلك السيادة التي لا ينفك البعض عن مضغها واجترارها فيما يشبه الكيد والمزايدة، ليست هي سوى مظهر باطل على حظ كبير من الفساد والاختلال والتشوه، الذي لا يعنى بأبناء سقطرى، أو يعبر عن مصالحهم".