الاتحاد الأوروبي

طالبت إيطاليا وألمانيا بنشر بعثة من الاتحاد الأوروبي على الحدود بين النيجر و ليبيا للتصدي للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وحسب رسالة إلكترونية موجهة إلى المفوضية الأوروبية والمؤرخة في الحادي عشر من الشهر الحالي، حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها، قال وزيرا الداخلية الايطالي والألماني ماركو مينيتي وتوماس دي ميزيير: "نحن مقتنعان بأن علينا جميعاً بذل جهود أكبر"، في وقت وصل فيه إلى إيطاليا بين يناير/كانون الثاني) الماضي ومنتصف أبريل/نيسان الماضي 42500 شخص معظمهم أبحروا من ليبيا.

ودعا الوزيران إلى تطوير برامج تنموية للسكان على طول الحدود بين هذين البلدين، وتقديم مساعدة تقنية ومالية للهيئات الليبية المكلفة التصدي للهجرة غير الشرعية، وتدريب ليبيين على مكافحة عمليات التهريب.

وأكد الوزيران أن "علينا بشكل ملح تحديد حاجات وجدوى مثل هذه المشاريع من خلال بعثات استكشافية. الهدف هو نشر بعثة أوروبية في أسرع وقت على الحدود بين ليبيا والنيجر". وجعل المهربون من ليبيا البلد الأول في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بسبب الفوضى التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. ويلقى آلاف الأشخاص مصرعهم سنوياً أثناء عبورهم في اتجاه أوروبا.

من جهتها، رسمت وكالة الأنباء الليبية الموالية للسلطات في شرق ليبيا، صورة قاتمة للأوضاع في طرابلس، التي قالت إنها تشهد أوضاعاً أمنية متردية بشكل غير مسبوق هذه الأيام، خصوصاً بعد إعلان الميليشيات الإرهابية بقيادة المدعو صلاح بادي إطلاق عملية "فخر ليبيا"، بهدف طرد الميليشيات الموالية داخل المدينة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج. ولفتت إلى ما وصفته باحتدام الصراع بين الميليشيات متغيرة التحالفات والآيديولوجيات الجهوية والفكرية والسياسية وصاحبة الأجندات الخارجية بهدف استمرار وجودها في العاصمة، مما أدى إلى تضييق الخناق على حياة المواطن في طرابلس.

وأعلنت جامعة طرابلس للمرة الأولى في تاريخها منذ تأسيسها عام 1957 تعليق الدراسة فيها إلى أجل غير مسمى، بعد تعرض وكيلها للشؤون الإدارية والمالية للاختطاف على يد مجهولين يوم الخميس الماضي.

وتعاني معظم البنوك في العاصمة من أزمة السيولة النقدية، خصوصاً مصرف الجمهورية فرع 11 يونيو الأكبر في العاصمة الذي يصطف المواطنون أمامه لعدة أيام. ورأت الوكالة أنه في ظل هذه الأوضاع تبقى العاصمة طرابلس أسيرة للصراعات الميليشياوية مع عجز الحكومات المتعاقبة والداعمة لهم، سواءً كانت حكومة خليفة الغويل الموالية للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، أو حكومة الوفاق السراج التي وصفته بـ«غير الدستورية» والضحية هي عاصمة الوطن والمواطن، على حد قولها.

ومع ذلك، فقد أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة له عبر موقع "تويتر" أنه عقد أمس اجتماعاً إيجابياً جداً مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في طرابلس حول التطورات الأخيرة والمضي قدماً، لافتاً إلى أن هناك ما وصفه بـ"دعم دولي قوي للعملية السياسية في ليبيا". كما أعلن عن عقد ما وصفه باجتماع ممتاز مع رئيس المجلس الأعلى للدولة السويحلي ورئيس وفد لجنة حوار المجلس موسى فرج، مضيفاً: "ناقشنا الخطوات المقبلة في المحادثات السياسية".

والتقى السراج أمس في طرابلس بعدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة، حيث تم وفقاً لبيان أصدره مكتبه استعراض الأوضاع التي تمر بها البلاد والصعوبات والعراقيل التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي وسبل تذليلها. وأوضح البيان أنه تم التأكيد في هذا الاجتماع على أن "لا سبيل للحل في ليبيا إلا من خلال الحوار بين مختلف الأطراف، وأن الاتفاق السياسي يشكل خطوة مهمة في هذا الشأن، والدعوة إلى تكاتف جهود الجميع من أجل إنقاذ الوطن من الوضع الراهن والابتعاد عن المناكفات السياسية التي من شأنها زيادة وتيرة الانقسام السياسي الذي سيؤدي إلى مزيد من التشظي يدفع ثمنه المواطن الذي يئن تحت وطأة الأزمات المعيشية".

ورحب السراج بقيام المجلس الأعلى للدولة باختياره لجنة للحوار للنظر في مختنقات الاتفاق السياسي وإمكانية إجراء التعديلات اللازمة مع لجنة مجلس النواب حسب الآلية الواردة بالاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015.

وأعلنت القوات الخاصة "الصاعقة" التابعة للجيش الوطني الليبي أنها قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة مواقع للجماعات المتطرفة بمحور وسط البلاد في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وكانت سرية الدبابير التابعة لقوات الصاعقة قد هاجمت تجمعاً للمتطرفين بمحور الصابري شمال بنغازي، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى، فضلاً عن تدمير بعض الآليات العسكرية، وفقاً لما أعلنه عضو المكتب الإعلامي بالقوات الخاصة رياض الشهيبي.

واهتزت منطقة النواقية جنوب بنغازي بسبب انفجار ضخم نجم عن ذخيرة كانت مخزنة في العراء خارج مقر الكتيبة الثانية صاعقة، لكن دون سقوط أي ضحايا. وتشن قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، هجوماً منذ بضعة أيام هو الأعنف من نوعه لتحرير منطقة الصابري ووسط البلاد آخر معاقل الجماعات الإرهابية في بنغازي بعد وصول تعزيزات عسكرية.