القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي

 تفاقم الصراع الداخلي في صفوف القيادات الرئيسة لجماعة "الحوثيين"، بين تيار "حكومة الإنقاذ" الذي يتزعمه رئيس "المجلس السياسي الأعلى" للجماعة صالح الصماد، وتيار "اللجنة الثورية العليا" برئاسة محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. ويسعى كل طرف إلى فرض نفوذه في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة جماعتهم، والتحكم بمفاصل الدولة العسكرية والأمنية، ونهب ثرواتها.

وفي غضون ذلك، أعلنت القوات الإماراتية، المشاركة ضمن التحالف العربي، "سيطرتها على طائرة مسيّرة" (درون) من نوع " قاصف -1 الإيرانية " محمّلة متفجرات، حاولت التسلل إلى مواقع للجيش اليمني في الساحل الغربي. وكان عبد الملك الحوثي زار صنعاء الشهر الماضي وأمضى فيها أسابيع، في محاولة لنزع فتيل الصراع بين فرقاء جماعته، بعد تقارير تلقاها من "جهاز الأمن الخاص" الذي يتبعه، ويشرف عليه "خبراء" من "حزب الله" اللبناني وإيران. لكن الحوثي عاد إلى صعدة من دون اتخاذ قرارات حاسمة في فض النزاع بين الفرقاء الذي من شأنه أن يزيد تفكك جماعته وتصدع تحالفاتها القبلية والمذهبية في مناطق سيطرتها، ويربك ميليشياتها التي تتكبد هزائم متواصلة على كل الجبهات.

وأشارت معلومات تسربت من الجماعة إلى أن زعيمها الذي التقى الموفد الدولي مارتن غريفيث في صنعاء، إنشغل خلال فترة وجوده في العاصمة بمناقشة إحتياجات ميليشياته من أسلحة وصواريخ، وإقرار خطة تحدد مواعيد اطلاقها، وتحديد أهدافها للضغط على دول التحالف وجر الحكومة الشرعية اليمنية إلى مفاوضات تبقي لجماعته مكاسبها العسكرية والسياسية.

ولم يتمكن عبد الملك الحوثي من حسم الصراع في صفوف الجماعة، واكتفى بالاستماع إلى كل طرف. وبحث في ملف "إجتثاث" حزب "المؤتمر الشعبي العام" من كل مفاصل الدولة، وإنهاء إرث الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبل أن يعود إلى صعدة. وما زال صالح الصماد يتطلع إلى كسب صلاحيات تمكنه من الحد من نفوذ محمد علي الحوثي، والحاكم الفعلي لصنعاء عبد الكريم الحوثي (عم زعيم الجماعة)، والحاكم العسكري في العاصمة عبد الله أبوعلي، لأن الصماد لا ينتمي إلى السلالة التي ينتمي إليها زعيم الجماعة وأقاربه وكبار قادته ومساعديه. وهو يعتقد بأنه تابع لعبد الملك الحوثي الذي لم يبادر بمنح الصماد صلاحيات تحد من سيطرة "اللجنة الثورية"، قد تتسبب في إغضاب أقاربه، وتؤثر في سيطرتهم على مراكز القرار.

ولفتت معلومات إلى أن رئيس "حكومة الانقلاب" الحوثي عبد العزيز بن حبتور يلح على الصماد لمطالبة زعيم الجماعة بكبح "اللجنة الثورية". وأكدت أن عبد الملك الحوثي، وفي خطوة لترضية الصماد وبن حبتور، أمر باستدعاء عشرات من مشرفي الجماعة في صنعاء وصعدة ومحافظات تحت سيطرة جماعته، للتحقيق في فسادهم وتقصيرهم في أعمالهم، ومن ثم زجهم في السجن. واعتبرت أوساط معارضة للحوثيين أن محاولة توقيف الفاسدين في الجماعة لن تجدي في ضبط وتيرة الصراع بين "أقطابها".

وحررت قوات الجيش اليمني 70 في المائة من "جبال القرحاء" بين مديريتي ناطع والملاجم في محافظة البيضاء، كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثيين. وقتل قياديان في تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين، بعد عملية دهم نفذتها "قوات التدخل السريع اليمنية" في مديرية الوضيع.