طائرة أميركية من دون طيار

تواصل الطائرات الأميركية من دون طيار ملاحقتها لمسؤولي تنظيم "القاعدة" في اليمن واغتيالهم. فقد أفادت مصادر محلية مساء الجمعة، بمقتل قيادي في التنظيم وأربعة من مرافقيه، بغارة جوية لطائرة أميركية من دون طيار، في محافظة مأرب (173) كم شمال شرق صنعاء.
وقالت المصادرإن الطائرة قصفت سيارة تقل عناصر من تنظيم "القاعدة" في منطقة "جو النسيم" شرق مدينة مأرب، ما أدى إلى مقتل قيادي في التنظيم يكنى بـ"أبو خالد الصنعاني"، وأربعة من مرافقيه. وأضافت المصادر أن الغارة الجوية أدت إلى تدمير كامل للسيارة التي كانوا يستقلونها.

واستهدفت مقاتلات التحالف العربي مساء الجمعة، تجمعات مليشيات "الحوثي وصالح" في معسكر الأمن المركزي في محافظة الحديدة. كما استهدفت تجمعات للمليشيات في مديرية الغيل في محافظة الجوف، وطال القصف أيضا تجمعات الحوثيين في صنعاء.و شن طيران التحالف أيضًا غارات عنيفة على مواقع وتجمعات المليشيات الحوثية في معسكر القصير "اللواء 139 في رداع في محافظة البيضاء .

وذكر مصدر محلي قوله أن 11 غارة استهدفت بها المقاتلات مواقع الإنقلابيين في الريشية وآل مسعود ، كما دكت المعسكر بـ9 غارات مما أسفر  عن تدميره بالكامل مع عتاده الثقيل ومقتل العشرات من المليشيات الإنقلابية .

وقد مهّدت الغارات الجوية للتحالف العربي لسيطرة قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على جبال المداوير في مديرية نِهم شرقَ صنعاء ، ونجاحِهما في قطع طريق الإمداد الرئيسية للميليشيات في بني بارق. فالى جانب الخسائر التي تتلقاها في جبهات القتال على ايدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي كشف مصدر عسكري عن تلقي اتصالات من قيادات انقلابية تسعى لتسليم نفسها للجيش على ان يتم ضمان سلامتهم وخروجهم الامن من صنعاء.

وذكرت المصادر ان ضباًطا في القوات المسلحة أبلغوا القيادة العليا، تلقيهم خلال الأيام الماضية اتصالات من قياديين عسكريين موالين للانقلابيين، أبدوا عزمهم الخروج من مواقعهم باتجاه المناطق المحررة، والعمل مع الجيش، أو تسريحهم دون محاكمات عسكرية وملاحقة قانونية، وخصوًصا أن عدًدا منهم لم يتورط بشكل مباشر في عمليات القتل والهجوم المباشر على المدنيين في مناطق النزاع العسكري.

وكانت محافظة مارب قد شهدت انضمام عدد من منتسبي الوحدات العسكرية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الى صفوف قوات الجيش الوطني لمواجهة الميليشيات في جبهات المحافظة.

وفي نيويورك، اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الجمعة، "إيران بأنها تقود مخططا لتدمير اليمن، وتعرقل كل الإجراءات الهادفة للوصول إلى تسوية سياسية فيه ". وقال هادي، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن "إيران ترعى التطرف والإرهاب الطائفي في المنطقة"، مشير إلى أن "الإرهاب والتطرف الذي ترعاه إيران سيفرز إرهابا يتغذى عليه إرهاب آخر".

وشدد هادي على أن ما يشهده اليمن اليوم من "عبث وفوضى سببه ممارسات إيران في التدخل بالشؤون الداخلية لليمن من خلال ميليشيات "الحوثي وصالح" التي انقلبت على كل شيء في البلاد". وقال الرئيس اليمني إن "الانقلاب الحوثي أدخل اليمن في حرب عبثية دمرت نسيج البلاد الاجتماعي"، مضيفا أن "الحرب لم تكن خيارنا، بل فرضتها ميليشيات الحوثي وصالح التي رفضت الإجماع الوطني".

ولفت هادي: الى "أن الحرب التي تعصف باليمن، لم نكن نحن من أطلقنا رصاصتها الأولى. فقد كنا في صنعاء قبل الانقلاب.. وكنا على أعتاب الولوج في بناء اليمن الجديد إلى أن انقلبت الجماعات المسلحة على الدولة". ودعا كافة الأطراف السياسية في اليمن إلى "بناء دولة اتحادية تحترم فيها حقوق الإنسان وتصان فيها كرامة المرأة وحقوق الطفل وحقوق كافة الشرائح المهمشة في المجتمع".

وقال: "لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد ونمد يدنا للجميع. وبالرغم من الانقلاب وآثاره على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، فلا نزال ننظر الى "الحوثيين" كفئة يمنية لا بد من عودتها إلى الصواب ولا نصادر حقها في المستقبل".إلا أنه استدرك قائلا إن "السلام الذي ننشده لا يمكن أن يقبل سيطرة الميليشيات على مقدرات الدولة، ومساعينا للسلام لا يمكن أن تتجاوز تضحيات شعبنا الغالي وأهدافه النبيلة".

وسبق أن استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. ونقل الشيخ زايد، إلى الرئيس اليمني تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتم خلال اللقاء الذي عقد على هامش الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث مستجدات الوضع اليمني بما فيه الوضع الإنساني والاقتصادي والتحديات التي لا تزال تواجه العملية السياسية وسبل الدفع بها للإمام. كما تم خلال اللقاء التأكيد على المواقف المشتركة للبلدين وعلى مواصلة تنسيق المواقف الكفيلة بدعم العملية السياسية.

وجدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التزام دولة الإمارات بموقفها الثابت في دعمها للشرعية الدستورية في اليمن وللجهود الرامية إلى تأمين احترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

من جانبه، حمل الرئيس اليمني، الشيخ عبدالله بن زايد نقل تحياته إلى الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة عن تقديم حزمة جديدة من المساعدات للمتضررين من الحرب ودعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن. وبحسب وكالة الأنباء الإمارتية الرسمية (وام)، فإن الإمارات ستقدم حزمة مساعدات بقيمة 16.8 مليون دولار، منها 10.8 مليون ستوجه للخدمات الصحية، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، بينما 6 ملايين دولار ستقدم لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة للخدمات الإنسانية.

وتتضمن منحة الـ 6 ملايين دولار، التي ستقدم بموجب اتفاقية بين الإمارات وبرنامج الأغذية العالمي، دعم المساعدات الغذائية للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، كما تسهم المنحة في تقديم المساعدات الغذائية لأكثر من 107 آلاف شخص شهريا، ولمدة 4 شهور.

وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من أبريل/ نيسان 2015 إلى يوليو/ تموز 2016 مساعدات لليمن بلغت في مجملها نحو 4.34 مليار درهم إماراتي (1.20 مليار دولار أميركي).