القوات العراقية

تواصل القوات العراقية ضغطها على تنظيم "داعش" حول محافظة الموصل لتقترب من قطع الطريق على هروب المتطرّفين غربًا إلى سورية أو التعمق في الجزء الشرقي من المدينة، وتقدمت القوات الموالية إلى الحكومة في بلدة تلعفر والتي تحيط بالجهة الغربية من المدينة وقطعت طريق المتطرفين إلى المطار، بينما يقاتل مقاتلوا الحشد الشعبي الموالين للحكومة "داعش" ويبحثون عن المتفجّرات في مطار تلعفر.

وأكد الحشد الشعبي في بيان له أن تنظيم "داعش" زرع القنابل في أجزاء كبيرة من مطار تلعفر والعمليات جارية لتطهيرة تمامًا" و بالسيطرة على المطار الذي يبعد 30 ميلًا عن الموصل سيجعل القوات الموالية للحكومة تتقترب لتحيط بـ "داعش"  في آخر معاقلها الرئيسية في العراق، وسيتم عزل المدينة عن الأراضي التي يسيطر عليها في سورية حيث إنه بحكم الأمر الواقع فإن مدينة الرقة السورية هي محط أنظار القوات المدعومة من الولايات المتحدة.

ويستمر خروج  المدنيين الجرحى من شرق الموصل، بينما تتصدى القوات الحكومية لمقاتلي تنظيم "داعش" في الشوارع، وكانت معظم الأسابيع الأولى للقتال في المناطق الأقل سكانًا خارج المدينة، لكن القوات الآن تتقدم في مناطق أكثر كثافة ما يصعب إيصال المساعدات إليها، وبدأ صباح الخميس وصول الضحايا الأول إلى العيادة الميدانية على الأطراف الشرقية من المدينة بعد هجوم عليهم بقذائف هاون لتلطخ 9 أسرة لأطفال رضع بالدماء في غضون دقائق بينما أجبر الأخرون على الجلوس على كراسٍ بلاستيكية أو الاستلقاء على السجاد في التراب بينما ينتظرون تلفي العلاج، ووفقًا إلى أحد موظفي العيادة حسام النوري في حديثه مع وكالة أنباء "فرانس برس" فقد تسببت قذائف الهاون والقنابل في مقتل 3 أطفال وإصابة أكثر من 20 شخصًا ، ويضغط المسعفون على كيس أبيض حول أحد الذين قتلوا بينما يبكي الأقارب حوله، وقال حسن والذي أصيب هو و3 من إخوته : "كنا ننتظر في المنزل في مدينة السماح لتناول الغداء عندما أطلقت القذيفة"، مطالبًا بأن يتم تمرير أحد المسعفين لابنه الرضيع جاسم والذي كان يتلقى العلاج في مكان قريب بعد إصابته بجروح في عينيه، وتكبّد المدنيّون والقوات العراقية الكثير من الخسائر في الشهر الأول من معركة الموصل في حين لم تكشف السلطات بعد عن أعداد الضحايا

 وأعلن تنظيم "داعش" وزعيمه أبو بكر البغدادي "الخلافة" في الموصل في شهر يونيو من عام 2014 وقد استثمر الكثير في معركته بدلًا من الدفاع عن المدن العراقية الأخرى مثل تكريت أو الفلوجة، وبالإضافة إلى خسائر المعركة فقد واجه التنظيم انتكاسات أخرى وذلك حسب البيان الذي صدر بعد اجتماع في برلين لبعض أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" .

وأصدرت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" بيانًا لها، الخميٍس، تضمّن روايات عن سكان منطقة حمام العليل جنوبي الموصل أشارت فيه إلى العثور على مقبرة جماعية تضم جثث لضباط شرطة سابقين قتلهم تنظيم "داعش" ، وقد عثر على المقبرة في بلدة حمام العليل في 7 نوفمبر بعد اجتياح القوات الجهة الشمالية، وقال أحد شهود العيان إنه تم إعدام على الأقل 230 شخصًا بالإضافة إلى بعض ضباط الشرطة السابقين على مدى ليلتين الشهر الماضي، ووفقًا للأمم المتحدة فهناك ما يقرب من 60 ألف شخص تم تشريدهم منذ بداية الهجوم لاستعادة الموصل في 17 أكتوبر، وأفادت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراند: "نعمل بأسرع ما يمكننا بالتنسيق مع السلطات العراقية لمساعدة  أكثر الناس المعرضين للخطر في العالم، فمع وجود عمليات عسكرية وشيكة في مناطق مكتظة بالسكان في مدينة الموصل يزداد قلق العاملين في المنظمات الإنسانية بشأن قدرة الأسر التي تأثرت بالصراع للوصول إلى الأمان والمساعدة".