برلين ـ جورج كرم
بدأ مصطفى عمار، السياسي الألماني من أصول عراقية، التحضير للترشح للانتخابات النيابية عن الحزب الديمقراطي المسيحي المقرر تنظيمها عام 2021 ممثلا لولاية بادن فوتنبيرغ. وقبل أسبوعين، التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال حفلة عشاء للحزب، وحدثها عن طموحه، ويقول إنها قدمت له دعمها الكامل، وإذا نجح يكون عمار أول نائب من أصول عربية مسلمة يدخل البرلمان.
وفوجئ بتصريحات فيرونيكا بالمان، العضو في البرلمان عن ولاية ساكوسونيا من الحزب نفسه، عندما قالت إن المسلمين لا ينتمون للحزب المسيحي الديمقراطي. ولكن عمار لم يفكر في ترك الحزب أو التراجع عن الترشح، يقول في اتصال مع "الشرق الأوسط" إن أقوال بالمان لا تمثل وجهة نظر الحزب.
ويضيف: "إذا كانت تنظر بهذه النظرة العنصرية فهي ليست في البلد الصحيح".
يعبر عمار عن قلقه من تأثير تصريحاته على حملته الانتخابية المقبلة، ويقول إنه يجب "التباحث في هذه التصريحات على مستوى الحزب وأخذ موقف صارم منها". ويضيف: "كيف سأقنع الألمان من أصول مهاجرة والمسلمين منهم بالتصويت للحزب ولي إذا كان في الحزب نفس عنصري؟".
وتنتمي بالمان إلى ولاية ساكسونيا التي شهدت في الأسابيع الماضية مظاهرات كبيرة ضد اللاجئين بعد قتل شابين من اللاجئين لآخر ألماني في مدينة كيمنتس. وفي تلك الولاية، أظهر استطلاع للرأي نشر قبل يومين، تقدم حزب البديل لأجل ألمانيا للمرة الأولى على الحزب المسيحي الديمقراطي، وفي تصريحاتها لصحيفة "يونجيه فرايهايت" اليمينية، قالت بالمان: "كلامي ينطبق أيضا على المسلمين الذين لا يمارسون الديانة. هم اليوم علمانيون غدا متدينون مجدداً"، وقالت إن من الضروري في مثل هذه الحالة تقديم "التزام علني وكتابي بالقانون العام".
وصدرت تصريحات رافضة لكلام بالمان من داخل الحزب وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وقالت أمين عام الحزب أنيغريت كرامب كرامبور لصحيفة "بيلد"، إنها لا ترى عائقا بين انتماء مسلمين إلى الحزب المسيحي. وتقول: "بالنسبة لي، السؤال هو؛ ما المبادئ التي تلتزم بها؟ الأصل والديانة والهوية الجنسية لا علاقة لها بالأمر". وردا على سؤال بشأن ما إذا كان المسلمون ينتمون للحزب الديمقراطي المسيحي أم لا، ردت أمينة الحزب: "بالتأكيد نعم!". وأضافت: "إن عضوية الحزب هي التزام بالمبادئ الأساسية لدولتنا وحزبنا". وانتقدت وزيرة الاندماج أنيت فيدمان ماوس تصريحات بالمان ووصفتها بـ"الخاطئة ولا تتماشى مع سياسة الحزب والتزامه مع المسلمين المنضوين فيه".
ورغم الانتقادات، رفضت بالمان الاعتذار، بل عادت وأكدت تمسكها بتصريحاتها، وقالت إنها لا ترى التراجع عنها.
وأثار وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر جدلا كبيرا قبل أشهر عندما قال إن الإسلام لا ينتمي لألمانيا، وهو أيضاً رفض التراجع عن تصريحاته. حينها رفضت ميركل تصريحاته وقالت إن الإسلام بات جزءاً من ألمانيا.
ولكن زيهوفر لا ينتمي لحزب ميركل، بل للحزب الشقيق الذي يعرف بالمسيحي الاجتماعي البافاري، وهو موجود في ولاية بافاريا فقط. ومنذ عقود هناك اتفاق بين الحزبين ألا يرشح المسيحي الديمقراطي نواباً في بافاريا، ويضم نواب الحزب الشقيق إلى الحكومة.
ويعيش في ألمانيا نحو مليون ألماني من أصول تركية دخلوا البلاد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وقدِموا كعمالة غير دائمة. وأخيراً تصاعد أيضاً الجدل حول مدى شعور الألمان من أصول مهاجرة بالانتماء إلى البلاد، بعد أن قال اللاعب الشهير من أصول تركية مسعود أوزيل، إنه لم يعد قادراً على اللعب مع المنتخب الألماني بسبب التمييز العنصري الذي يشعر به. وقال أيضا إن الألمان يعتبرونه منهم عندما يحقق الفوز للفريق، ويرونه مهاجرا عندما يخسر.