واشنطن ـ جورج كرم
يواجه وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطًا من أجل فرض ضوابط أكثر صرامة على تجارة المخدرات، وسط انزعاج الحكومة الصينية من إلقاء المسؤولية الكاملة عليها لدورها في مشكلة انتشار "المواد الأفيونية" في الولايات المتحدة، وذلك تزامنًا مع زيارة ترامب الى الصين الأسبوع المقبل.
وكان ترامب قال خلال إعلانه الأسبوع الماضي حالة الطوارئ العامة على "المواد الأفيونية"، إنه سيثير قضية تدفق مخدرات "الفنتانيل" الرخيصة والقاتلة المصنوعة في الصين كأولوية قصوى في اجتماعه مع الرئيس شي جين بينغ يوم الأربعاء المقبل. بيد أن المسؤول الصيني وي شياو جون، أعرب أمس الجمعة عن معارضته لاتهامات ترامب بأن الصين هي السبب إلى حد كبير في هذه المشكلة. وقال وي، وهو نائب مدير مكتب مكافحة المخدرات في وزارة الأمن العام إنه "استنادًا إلى المعلومات الاستخباراتية والأدلة المشتركة" بين الدول، لا يوجد سبب لاستنتاج أن جزءا كبيرا من مادة الفنتانيل والمواد المماثلة في أميركا تأتي من الصين". ولكن وي أشار في مؤتمر صحفي الى أن "الصين لا ترفض ولا تنكر أن هناك حقيقة مفادها أن بعض المخدرات التي يُسيء الأميركيون استخدامها وخاصة الفنتانيل، وهي مادة افيونية اصطناعية قوية جدًا، تأتي من الصين".
وقد أشار ترامب إلى الصين باعتبارها المصدر الرئيسي للمخدرات، قائلًا إنه "يتم شحنها إلى الولايات المتحدة أو تهريبها عبر الحدود الجنوبية من قبل تجار المخدرات". وفي العام الماضي في الولايات المتحدة، توفي نحو 64 ألف شخص بسبب جرعات زائدة من المخدرات. كما توصلت لجنة الكونغرس في الولايات المتحدة إلى أن هناك مسؤولية تتحملها الصين. وقالت لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الصينية الأميركية في تقرير صدر في فبراير/شباط نقلا عن محققي تنفيذ القانون والمخدرات أن "الصين هي المورد الرئيس للفنتانيل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا". وقال التقرير إن السلطات الصينية "لا تركز كثيرًا على السيطرة على إنتاجها وتصديرها".
ويقول المحللون إن صناعة المواد الكيماوية في الصين سيئة التنظيم في البلاد، مما ساعد في زيادة تجارة الفنتانيل المزدهرة. وتحت ضغوط من الولايات المتحدة حظرت بكين تصنيع وبيع 23 نوعًا من المخدرات الاصطناعية بما فيها أربعة أنواع هذا العام، وهو ما وصفه متحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بانه "من المحتمل أن يُغيِّر اللعبة" في فبراير /شباط الماضي.
وتتخذ الصين موقفًا صارمًا بشأن المخدرات محليًا، وتذكر كيف دمر إدمان "الأفيون" البلاد في القرن التاسع عشر، ما يعتبر عاملًا فعالًا في حروب الأفيون. ويقول المسؤولون الصينيون إنهم يحاولون جاهدين مكافحة مصدري الفنتانيل. وانتقد وي إعلان وزارة العدل العلني الشهر الماضي عن لوائح اتهام ضد اثنين من "تجار المخدرات الصينيين الرئيسيين - وهي قضية تشغل كلاً من بكين وواشنطن".
وفي الأسبوع الماضي سلطت الإدارة الضوء على لوائح الاتهام ضد يان شياو بينغ وجيان تشانغ اللذين يعيشان في الصين، كدليل على أن الولايات المتحدة تكافح في معركتها ضد المواد الأفيونية عالميًا. وقال وي "إن الصين تأسف لان الولايات المتحدة اختارت عقد مؤتمر صحفي من جانب واحد لإعلان مطاردة هؤلاء الفارين". وأضاف وي: أن قرار تسليم الرجلين سيعتمد على الأدلة التي يمكن أن يُقدمها الأميركيون أو يمكن للصينيين أن يكشفوا عنها.
وأشار الى أن "إساءة استعمال الفنتانيل غير موجودة فى الصين، بيد أن السلطات استجابت بقوة للأزمة فى الولايات المتحدة من خلال حظر نظائر الفنتانيل". واكد أن "الحكومة الصينية تأخذ في الاعتبار الكامل مخاوف المجتمع الدولي بما فيها الولايات المتحدة، وواصلت اتخاذ إجراءات تشريعية" للسيطرة على تدفق المخدرات غير المشروعة.