الرئيس الأميركي دونالد ترامب

يرى بعض المراقبين أن الجدل الخطير حول مستقبل دونالد ترامب الابن في فضيحة الاتصالات الروسية، قد يختبر الروابط العائلية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأبنائه، على الرغم من أنه معروف بالميل الشديد  إلى أبنائه. وفى يومٍ بارد على غير المعتاد، في ذلك الوقت من السنة، في نيويورك وتحديدًا في الساعة 1.50 بعد الظهر من يوم 9 يونيو/حزيران، غرّدت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون على موقع "تويتر" تقول، إن باراك أوباما يدعمها لرئاسة الولايات المتحدة. ما دفع دونالد ترامب الى التعريد بعد نصف ساعة، قائلا: " أوباما دعم المخادعة هيلاري". وردت كلينتون في الساعة 2.27 مساء، قائلة: "احذف حسابك". وأصبحت هذه التغريدة أكثر تغريدة أعيُد نشرها في حملتها".

وقبل الساعة الرابعة عصرًا من نفس اليوم،  دخل العديد من  الشخصيات الردهة المرصعة بالرخام اللامع في "برج ترامب"، واستقلوا المصعد إلى مكتب دونالد ترامب الابن في الطابق 25، أسفل طابق والده، وكان من بينهم ناتاليا فيسلنيتسكايا، المحامية الروسية، ورينات أخمتشين، الذي يعمل حاليًا مع إحدى جماعات الضغط الأميركية الروسية وهو أيضًا ضابط سوفيتي سابق.

ولا يزال ما دار بينهم في الاجتماع أمرًا غامضًا وأشبه بمؤامرة دولية. وظل الاجتماع سريًا لأكثر من عام، حتى ظهور أخبار عنه يوم السبت الماضي، وأعُطي العالم أول دليل علنى بأن مسؤولي حملة ترامب، التقوا بالروس في محاولة لاجتياز الانتخابات، مما يعُد ذلك جريمة القرن السياسية. وأظهرت أيضا الفضيحة التي قرُنت، في كثير من الأحيان، بفضيحة "ووترغيت" أنها أثرت على شركات ترامب العائلية. وقد سلّم  دونالد الابن المحققين والصحافيين الدليل الدامغ الذي أراده الجميع. وحضر الاجتماع أيًضا صهر الرئيس وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، ولم يُعلن عن ذلك. وفي نفس الوقت تواجه ابنة الرئيس ايفانكا تدقيقًا مستمرًا حول دورها فى البيت الأبيض.

ومثل أي شيء أخر لا يعمل ترامب بمحسوبية مجتزئة. و لوحُظ أن أبناءه الثلاثة وابنتيه بمثابة ثروة سياسية، وكانت كلينتون قالت خلال مناظرة رئاسية: "أحترم أبناء ترامب، فهم يتمتعون بتفانٍ وقدرات هائلة، وأعتقد أن ذلك يُفسر الكثير عن دونالد". ولكن الأحداث الأخيرة أثارت تساؤلات حول ما إذا كانوا قد  أصبحوا عبئا عليه،  ويتساءل البعض هل من المؤكد أن  يظل ترامب مخلصا لهم أم سيستغني عن ابنه إذ نُصح بذلك الأمر من الناحية السياسية؟

وقال بيل غاستون، المستشار السياسي السابق للرئيس بيل كلينتون:  "إن المبادئ الأساسية لتنظيم حياة ترامب هي المكسب والعائلة". وأضاف: "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيحدث إذا تنافس هذنن المبدآن". وبدّا أن الأمر طبيعي لدونالد الابن وايفانكا ترامب أن يشاركا والدهما حملته الانتخابية، التي فيما يبدو أنها زائفة، بعد عملهما وانخراطهما في ممتلكات والدهما والفندق، والغولف، والامبراطورية التجارية لديه. وكانا من بين أكبر المشجعين في التجمعات الحاشدة، وفي المقابلات التلفزيونية، ووسط السيرك الصاخب للمؤتمر الوطني الجمهوري.

لذلك تم إرسال رسالة بريد إلكتروني بمثابة قنبلة إلى ترامب الابن، في 3 يونيو/حزيران 2016، من أحد معارفه، روب غولدستون، وهو عالم موسيقي بريطاني، يوعده بارسال وثائق من شأنها أن "تجُرم" كلينتون وتظهر صفقاتها مع روسيا. وجاء فى نص الرسالة "أنه من الواضح أن هذه المعلومات سرية وحساسة المستوى ولكنها تعُد جزءًا من دعم روسيا وحكومتها للسيد ترامب".

وتشير عدة آراء مستقلة الى أنه كان على دونالد الابن اخطار مكتب التحقيقات الفدرالي إلى هجوم خصم أجنبي محتمل على الديمقراطية الأميركية. ورد دونالد على تلك الرسالة مرة أخرى بهدوء قائلاً: "إذا كان ما تقوله صحيحًا، فسُيسعدني ذلك كثيرًا خصوصًا إذا كان ذلك في وقت لاحق في الصيف."

ووافق ترامب الابن وغولدستون في 7 يونيو/حزيران على عقد اجتماع مع "محامية  حكومية روسية" من موسكو. واجتاح ترامب في تلك الليلة الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في ولاية كاليفورنيا ومونتانا ونيوجيرسي ونيو مكسيكو وجنوب داكوتا، وحصل على عدد كاف من المندوبين لاستكمال ترشيح الحزب رسميًا. وقال ترامب في خطاب النصر مع إيفانكا وزوجته ميلانيا التي تقف وراءه: "سألقي خطابًا كبيرًا ربما يوم الاثنين من الأسبوع المقبل، و سنناقش كل الأمور التي حدثت مع عائلة كلينتون، وأعتقد أنكم ستجدونها معلومات قيّمة للغاية ومثيرة جدا للاهتمام. "

وبعد ذلك بيومين، في 9 يونيو/حزيران، أظهر حساب غولدستون على "فيسبوك" أنه وصل إلى برج ترامب في 3.12 مساء، في الرابعة مساء، وانضم إلى الاجتماع الذي شمل ترامب الابن، وكوشنر، ومدير حملتة بول مانافورت، وفيسلنيتسكايا وأخمتشين.