دمشق _ نورا خوام
قصّفت القوات الحكومية مناطق في أحياء مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، وسط اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والتنظيم من طرف آخر في محيط حيي الصناعة والرصافة، ومعلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. واستهدفت القوات الحكومية مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وتجدّد سقوط قذائف على مناطق في حيي الحمدانية والمحافظة ونزلة الهندسة، في القسم الغربي من مدينة حلب، ما خلف عددًا من الجرحى، وقصّفت القوات الحكومية بشكل مكثف ومتواصل مناطق في المربع المتبقي للفصائل في حلب الشرقية، فيما لا تزال الاشتباكات متواصلة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في خطوط التماس بين مناطق سيطرة النظام ومربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب، وتراجعت وتيرة الاشتباكات بعد تمكن القوات الحكومية من التقدم في حي السكري، وبات يسيطر على نحو نصف الحي، وترافقت الاشتباكات مع استمرار القوات الحكومية في قصفها بوتيرة متفاوتة العنف.
وهزّ انفجار عنيف أطراف مربع سيطرة الفصائل في حلب الشرقية، ناجم عن تفجير عربة مفخخة من جهة جسر الحج الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، في حين كان قُتل 10 أشخاص على الأقل اثنان منهم في مربع سيطرة الفصائل والبقية في القسم الغربي الخاضع، لسيطرة النظام، وأصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، وذلك جراء معاودة تصعيد القصف على مدينة حلب بعد هدوء استمر منذ الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، والذي تزامن مع التحضير لتنفيذ الاتفاق الروسي التركي القاضي بخروج نحو 15 ألف شخص من القسم المتبقي تحت سيطرة الفصائل من حلب الشرقية، هم ما يقرب من 5 آلاف مقاتل من الفصائل، وأكثر من 10 آلاف مدني من عوائلهم ومن الراغبين بالخروج من حلب الشرقية، قبل أن يعرقل النظام والمسلحون الموالون له الاتفاق الروسي - التركي، القاضي بخروجهم باتجاه ريف حلب الغربي.
وعرقل النظام الاتفاق لجملة من الأسباب منها وجود نحو 250 مقاتلًا من جنسيات غير سورية، يريد النظام اعتقالهم وإخضاعهم لتحقيقاته، وأن النظام لم يحصل على أي مقابل لهذا الاتفاق، لأن عملية السيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الفصائل كان أمرًا محسومًا بالنسبة له عسكريًا، وكان سيسيطر في غضون ساعات على المنطقة هذه، إضافة لإبرام روسيا للاتفاق دون الرجوع إليه أو إبلاغه قبل عقد الاتفاق.
واستهدفت طائرات حربية تركية بعدة ضربات منطقة المشفى الوطني في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. وتواصلت المعارك بين قوات سورية الديمقراطية العاملة في عملية "غضب الفرات" والمدعومة من قبل طائرات التحالف الدولي من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر في ريف الرقة الشمالي، وسط تمكن قوات سورية الديمقراطية، من التقدم والسيطرة على قرية جديدة، وفي سياق آخر وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "داعش" أعدم شخصًا في بلدة السبخة في ريف الرقة الشمالي، وذلك بتهمة "التعامل مع التحالف الصليبي".
ومازالت المعارك متواصلة بوتيرة متفاوتة العنف في ريف حمص الشرقي بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، حيث تمكن التنظيم من التقدم والسيطرة على قرية الشريفة غرب مطار التيفور العسكري، بينما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة الممتدة إلى منطقة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وسط قصف متبادل بين الجانبين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما.
وشنّت القوات الحكومية غارات على مناطق في حي طريق السد في مدينة درعا، بالتزامن مع استهدافها بالرشاشات الثقيلة لمناطق أخرى في بلدة ابطع في ريف درعا الأوسط، دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة. وخرجت مزيد من المظاهرات في المدن والبلدات السورية، حيث شهدت مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي ومدينة مارع في ريف حلب الشمالي، تنادي بنصرة حلب وتندد بوقوف المجتمع الدولي الصامت تجاه ما يجري في حلب.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن المظاهرات ووقفات الاحتجاج تستمر في العديد من المناطق السورية، حيث خرج المئات في مدينتي عربين ودوما في غوطة دمشق الشرقية وفي بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي وبلدة كفرنبل في ريف معرة النعمان، وفي بلدة معرة حرمة وفي مدينة إدلب، وفي قرية الجانودية في ريف جسر الشغور، وفي ريف دمشق الجنوبي.
ونادى المتظاهرون بنصرة حلب وفك الحصار عن ما تبقى منها ونددت بتخاذل الفصائل وقادتها وبصمت المجتمع الدولي ومواقفه، إضافة لمظاهرات في مدينتي خان شيخون وجسر الشغور وبلدة سنجار ومنطقة آطمة في ريف إدلب وبلدة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي الغربي، وبلدتي الجيزة والحراك في ريف درعا، وبلدة الاتارب في ريف حلب الغربي، ومناطق سورية أخرى، مظاهرات ووقفات احتجاجية خرج فيها المئات من أبناء هذه المناطق، للمطالبة بنصرة حلب ووقف القتل المستمر فيها، وللعمل على تأمين حل ينقذ المحاصرين فيها من الموت والقتل، كما نددت بمواقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن حيال ما يجري في حلب وسورية، ودعت الفصائل للتوحد وإسقاط راياتها المختلفة، وفتح جبهات القتال ضد النظام، فيما نادت عدد من المظاهرات بإسقاط كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة فتح الشام.