روما ـ ريتا مهنا
أكد مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، أن القوى الليبية المتنافسة وافقت على حضور مؤتمر وطني من المقرر عقده مطلع العام المقبل، وذلك بعد محادثات باليرمو في إيطاليا، والتي يبدو أنها لم تحرز تقدماً كبيراً، في اتجاه إنهاء الأنقسامات التي تعصف بليبيا منذ سبع سنوات، علماً بأن تحقيق الاستقرار في ليبيا يشكل أولوية قصوى للحكومات الأوروبية، خاصة وأن ليبيا دولة مصدرة للنفط.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ سبع سنوات دفعتها إلى أن تصبح نقطة مفضلة للمهاجرين غير الشرعين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، والتي في الوقت نفسه تشهد صعود الشعبوية في العديد من دولها، بعدما مكن انعدام الأمن في ليبيا المتطرفين الفارين من سورية وأماكن الصراعات الأخرى عبر البحر الأبيض المتوسط، من إقامة معاقل لهم فيها.
و تجهد الأمم المتحدة من أجل حشد السياسيين المتنافسين المتمركزين في غرب ليبيا وشرقها الى جانب خطتها، لخلق إطار سياسي جديد يهدف إلى تمهيد الطريق لإجراء انتخابات في عام 2019. وتم تصوير المؤتمر الدولي في جزيرة "صقلية" في إيطاليا، والتي تعد واجهة بعض المهاجرين، على أنه محاولة لضخ زخم جديد في تلك العملية.
وفي مؤتمر صحافي في "باليرمو"، أمس الثلاثاء، قال غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة، إنه رأى بعض المؤشرات المشجعة لعقد مؤتمر في ليبيا، مطلع العام المقبل. وأوضح في ختام الاجتماع الذي استمر يومين:"رأيت تأييدا إجماعيا من المجتمع الدولي، كما حصلت على التزام واضح من الليبيين الموجودين هنا بأنهم سيحضرون المؤتمر المقرر عقده مطلع العام المقبل، حيث إن الجهود الدولية السابقة لإنهاء الصراع لم تصل إلى شيء."
وبدَّد القائد العسكري، خليفة حفتر، الذي يسيطر على منطقة شرق ليبيا، الشكوك في حضوره الأجتماع بعدما ظهر في صقلية يوم الأثنين، ولكنه تخطى الفعاليات الرئيسية، وشارك في اجتماع غير رسمي مع رئيس الوزراء الإيطالي، جيوسيبي كونتي، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة الليبية في طرابلس وفايز السراج المدعومة من الأمم المتحدة.
ووفقا لدبلوماسي إيطالي كان حاضرا، قال حفتر للسراج، في محادثات مطولة على هامش الجلسة إنه يجب أن يظل في منصبه حتى إجراء انتخابات جديدة.
ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى منذ عام 2011، أي منذ الإطاحة بزعيمها الراحل معمر القذافي، بمساعدة من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ومنذ ذلك الحين يتم تهريب النفط الليبي إلى المتطرفين، وبيعه في السوق السوداء.
وأعرب الليبيون عن دعمهم لمقترح سلامة بعقد انتخابات في النصف الأول من عام 2019، ولكنهم أشاروا إلى صعوبة التنفيذ بسبب الأنقسام في البلاد. وأتفقت القوى في ليبيا مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مايو/ أيار الماضي، على عقد انتخابات بحلول ديسمبر/ كانون الأول، ولكن الكثير من المراقبين رأوا أن هذا التاريخ طموح للغاية، خاصة في ذلك الوقت، بسبب المصادمات في مطار طرابلس، وهجوم "داعش" على مقرات اللجنة الانتخابية ومؤسسة النفط الوطنية، مما يجعل الفكرة غير قابلة للتحقيق