عدن - عبدالغني يحيى
دمَّرت دفاعات التحالف العربي فجر اليوم الاثنين، صاروخا باليستيا أطلقه "الحوثيون" باتجاه مأرب. وأفادت مصادر عسكرية في المنطقة أنه تم تدمير الصاروخ في الجو قبل أن يصيب أهدافه. كذلك مصادر أمنية يمنية، اليوم الاثنين، أن طائرة بدون طيار أميركية استهدفت مركبة يستقلها عناصر من تنظيم "القاعدة" في مأرب، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. وأوضحت المصادر أن المركبة تم استهدافها بجوار محطة بن معيلي في المحافظة.
وأعلنت المقاومة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الأحد، عن مقتل 5 من مسلحي جماعة "الحوثي وصالح" في مدينة تعز، جنوب غرب اليمن. وقال المركز الإعلامي للمقاومة في تعز، عبر بيان إن معارك عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة وقوات الجيش من جهة أخرى، في الأحياء الشرقية من تعز.
وهاجم الحوثيون مواقع المقاومة في حي المحافظة، ودارت معارك بين الجانبين جوار مبنى البنك المركزي، وفي محيط القصر الجمهوري، استمرت لساعات دون أن يحرز أي طرف تقدماً على الأرض. وشنت مقاتلات التحالف العربي، غارتين على مواقع الحوثيين وقوات صالح في معسكر الدفاع الجوي بمنطقة القرف بالحوبان شرقي تعز، وأدى ذلك إلى تدمير آليات عسكرية، حسب البيان ذاته.
وأكد محافظ محافظة صعدة، هادي طرشان أن مليشيات "الحوثي وصالح" الانقلابية، استغلت الهدنة في تعزيز مواقعها العسكرية، بالأسلحة الثقيلة والمسلحين، وترتيب صفوفها". وأضاف طرشان، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المليشيات زودت مسلحيها بأسلحة متنوعة بينها صواريخ، ورشاشات، إضافة الى زرع المزيد من الألغام في الطرقات والأسواق ومنازل المواطنين، منذ الساعات الأولى من الهدنة.
وأشار إلى أن الوحدات الهندسية للجيش الوطني نزعت المئات من الألغام، خلال تحريرها للمناطق التي كانت تسيطر عليها المليشيات . وأوضح أن المليشيات خرقت الهدنة في جبهة البقع، ورفضت الالتزام بوقف اطلاق النار، وشنت خلال اليومين الماضيين، هجمات واسعة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة، وتم صدهم ودحرهم.
وقال الطرشان إن "المعارك التي خاضها الجيش والمقاومة ضد المتمردين، أسفرت عن تكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والارواح"، مؤكداً أنه تم تحرير مناطق جديدة بينها عرق الذياب، وتم استسلام عشرين مسلحاً منهم لقوات الجيش.
وأفادت مصادر ميدانية من صعدة، أن المقاومة الجنوبية وقوات الجيش الوطني، شنّت الاحد، قصفاً عنيفاً وكثيفاً، استهدفت خلاله عددا من المواقع العسكرية التي يتمركز فيها عناصر مليشيات الحوثي. وبحسب المصادر فقد أطلقت المقاومة الجنوبية، تحذيراً إلى المدنيين، تطلب منهم مغادرة مناطق الاشتباك في محافظة صعدة، بأسرع وقت ممكن، متوعدة بقصف عنيف، على كافة المواقع، وذلك تمهيداً لاقتحام المدينة خلال الساعات القليلة المقبلة.
ونوهت المصادر إلى أن المقاومة الجنوبية، أشارت في تحذيرها إلى عدم تحملها أي مسؤولية، في حال أن المواطنين لم يستجيبوا لتحذيرها، وسقط على إثر قصفها مدنيون عقب تحذيرها لهم بإخلاء مساكنهم من مناطق الصراع”.
وسط ذلك، أعلن مصدر في مكتب رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، مساء الأحد، أن حكومته لن تقبل بتمديد هدنة "هشة" تمنح "الانقلابيين فرصة لترتيب صفوفهم". وأضاف أن الحكومة "تحرص على إيقاف الاقتتال الدامي في البلاد، وهي مع أي هدنة تهدف لإيقاف الحرب وفتح الممرات لإغاثة الشعب اليمني جراء حرب الانقلابيين على الدولة ومخرجات الحوار الوطني".
يأتي ذلك في وقت وصل الموفد الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد، إلى العاصمة صنعاء، بعد ساعات من دعوته إلى تجديد الهدنة في البلاد لمدة 72 ساعة إضافية على الأقل. وقال مصدر مسؤول ، إن "ولد الشيخ وصل الى مطار صنعاء الدولي آتيًا من العاصمة الأردنية عمَّان"، دون ذكر المزيد من التفاصيل. ومن المرجح أن يلتقي ولد الشيخ بالوفد المفاوض لجماعة "الحوثي" وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لحثهم على ضرورة الانخراط في مفاوضات مقبلة لحل الأزمة في البلاد. وذكرت مصادر إعلامية أن المبعوث الدولي يحمل مسودة نهائية لخطة الحل الشامل في اليمن من المقرر طرحها الأسبوع المقبل أمام مجلس الأمن الدولي.
وكان ولد الشيخ، أعلن في بيان صحفي، أن "وقف إطلاق النار صمد إلى حد كبير، رغم الخروقات من الطرفين"، في إشارة إلى الجانب الحكومي من جهة و"الحوثيين" وقوات صالح من جهة أخرى.
وقد أبدى مصدر حكومي يمني رفيع تقديره ودعمه لدعوة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي أطلقها قبل انتهاء الهدنة بساعات بتمديدها لـ72 ساعة أخرى، إلا أنه أشار إلى أن هذه الهدنة لم تكن سارية فعلياً على الأرض بسبب خروقات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، إضافة إلى عدم تقديم الانقلابيين أي التزام بالتقيد بها أو بأي هدنة مقبلة.
وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، "نحن نقدر دعوة المبعوث الاممي للتمديد، لكن في الاساس لم تكن هنالك هدنة بسبب خروقات المتمردين". وأضاف "التمديد غير مجد حتى وان وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدم اي التزام، لا الينا ولا الى المبعوث الاممي، بالهدنة او بغيرها".
وفي سياق متصل، هاجم حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح صالح، اليوم الأحد، ولد الشيخ، وقال إنه أصبح "مبعوثا سعوديا" وليس محايدا. ونقل الموقع الرسمي للحزب (المؤتمرنت)، على لسان مصدر مسؤول، لم يسمه، أن ولد الشيخ " لم يعد مبعوثاً أممياً محايداً وقد اصبح اليوم مبعوثاً سعودياً وأن ممارساته ومواقفه وآلية عمله خلال الفترة الماضية كانت بعيدة عن الحيادية".
واتهم الحزب، ولد الشيخ بـ" تبنى أطروحات دول العدوان "التحالف العربي" وتبنيه للمواقف التي تدين الضحيه وتبرِّئ المعتدي بالإضافه الى ايجاد المبررات والذرائع للقرارات الأحادية المزعومة التي اتخذها هادي (الرئيس عبدربه منصور هادي).
وذكر الحزب، أن من تلك القرارات "محاولة نقل البنك المركزي وتغيير قيادته، الأمر الذي زاد من حصار وتجويع الشعب اليمني ومعاناته خاصة فيما يتعلق بصرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين"، على حد وصفه. وطالب حزب صالح، الأمين العام الأمم المتحدة بـ"تقييم أداء مبعوثه إلى اليمن حفاظاً على حيادية المنظمة الدولية بما يعجل إنهاء معاناة اليمنيين وفك الحصار وإيقاف العدوان".