وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية

شدّد وزير الأوقاف اليمني، أحمد عطية، على أن الحوثيين ألبسوا مذهب «الزيدية» اللباس الإيراني، وانحرفوا به عن مساره الصحيح إلى طهران. وقال في حوار صحافي إن اليمنيين تعايشوا «شافعية»، و«زيدية» أكثر من ألف عام ولم يحصل خلال تلك القرون أي خلاف بين شرائح المجتمع، متابعًا أن الميليشيات الحوثية تحتجز 150 عالم دين لأنهم يخالفون معتقداتها البعيدة عن طبيعة اليمنيين المعروفة بالتسامح وعدم الغلو. ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية عبثت بنحو 750 مسجدًا وحولتها إلى مستودعات للسلاح.

وأكد الوزير على أن ما تقوم به السعودية في خدمة الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، بما في ذلك القادمون من دول على خلاف سياسي معها ومنها إيران، وقطر، واليمن، يسكت كل من يدعي أن الحكومة السعودية تسيّس الحج. ولفت إلى أن قطر تغرّد خارج السرب بتصريحاتها بشأن تدويل أو تسييس الحج، معربًا عن أسفه على أن تسير على خطى إيران.

وكشف المبعوث الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن الثلاثاء، أن الحوثيين أفشلوا التوصل إلى حل توافقي في المفاوضات التي استضافتها الكويت عام ٢٠١٦، مشككًا في أن لديهم «إرادة فعلية لإنهاء الحرب"، وأبلغ الذي يغادر منصبه نهاية شباط/ فبراير، أن اجتماعات الكويت كانت تطرقت الى «كل تفاصيل خريطة السلام بالترتيب الزمني ومع مراعاة كل المتطلبات والتحديات»، مشيرًا إلى أنها «تضمنت اقتراحًا شاملًا وكاملًا بالتشاور مع الفرقاء، إلا أنهم رفضوا في الدقائق الأخيرة التوقيع عليه»، وأضاف أن المشاورات بيّنت أن «الحوثيين ليسوا مستعدين لتقديم تنازلات في الشق الأمني، أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، ما شكّل معضلة أساسية للتوصل الى حل توافقي».

وقال ولد الشيخ إن التقارير عن معاناة المدنيين في اليمن «يجب ألا تنسينا أن هناك سياسيين من الأطراف كافة يعتاشون من الحروب وتجارة السلاح واستغلال الأملاك العامة للأغراض الشخصية، ونسمعهم في مجالسهم الخاصة غير آبهين بمعاناة شعبهم"، مؤكدًا أن خريطة الطريق لليمن موجودة «لكن ما ينقص هو التزام الأطراف تقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية، وهذا ما يشكك في إرادتهم الفعلية لإنهاء الحرب». وأشار إلى أن النزاع جعل الوضع الإنساني في اليمن من الأسوأ في العالم، لافتًا إلى أن انكماش الاقتصاد وصل إلى ٤٠ في المئة، فيما تراجعت قيمة الريال ٥٠ في المئة العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتراجع الواردات. وتابع أن أزمة الرواتب تفاقمت مع استخدام الموارد المخصصة لها لتمويل الحرب، ورحب بتعهّد السعودية والإمارات التبرع ببليون دولار للعمل الإنساني وإعادة الإعمار في اليمن، بالإضافة إلى التزامهما استقطاب ٥٠٠ مليون دولار من جهات مانحة أخرى في المنطقة».