واشنطن - يوسف مكي
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قطر، الجمعة، بتمويل الإرهاب على "مستوى عالٍ جدًا"، معتبرًا أن حل المشكلة في هذه الدولة الخليجية الصغيرة قد يكون "بداية نهاية الإرهاب"، لأنه "لا مزيد من التمويل، بحسب قوله.
وكان ترامب، الذي أطلق ادعاءً استثنائيًا ضد شريك عسكري أميركي رئيسي، قد استنكر ما أسماه "أيديولوجية المتطرفين في قطر من حيث تمويل الجماعات الإرهابية"، وهو اتهام نفته قطر مرارًا وتكرارًا، فيما جاءت تصريحاته بتأييد قوي من قبل المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة لقطع العلاقات مع قطر.
وقال ترامب إنَّ القادة العرب الذين التقاهم في السعودية الشهر الماضي حثوه على مواجهة قطر على تصرفاتها، حيث أوضح بقوله "لقد حان الوقت لدعوة قطر لإنهاء تمويلها، عليهم إنهاء هذا التمويل"، متابعًا أن قطر"معروفة تاريخيًا بتمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جدًا"، فيما أكد مسؤولون أميركيون آخرون أن قطر اتخذت بالفعل بعض الخطوات للحد من تمويل الإرهاب ولكن هذه الخطوات غير كافية.
ولم يتضح بعد كيف يمكن لإدانة ترامب الشديدة أن تؤثر على تعاون الولايات المتحدة مع قطر التي تستضيف نحو 10 آلاف جندي أميركي وقاعدة جوية أميركية كبيرة تشكل نقطة انطلاق للعمليات في سورية والعراق وأفغانستان، بينما لم تستجب السفارة القطرية في واشنطن على الفور لطلب التعليق، بينما أصدر وزير الخارجية ريكس تيلرسون رسالة مختلفة جدًا، ودعا الدول العربية إلى تخفيف حصارها على قطر فورًا.
وأكّد تيلرسون "أن الانسداد يعرقل العمل العسكري الأميركي في المنطقة، والحملة ضد داعش"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تطلب من قطر "الاستجابة لشواغل جيرانها"، وأضاف: "إن قطر لديها تاريخ مع الجماعات الداعمة التي تمتد على نطاق واسع من التعبير السياسي، والنشاط إلى العنف"، وأعرب عن ارتياحه لقيام دولة قطر بتحقيق تقدم في الحد من الدعم المالي وطرد الإرهابيين، لكنه تابع: "يجب إن تفعل المزيد، ويجب عليها إن تفعل ذلك بسرعة أكبر".
ولفت تيلرسون في حديث لوزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستساعد في دعم الجهود للتوسط في الأزمة مع الكويت وهى دولة خليجية أخرى تكثف في محاولة للتوصل إلى قرار، وحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد".
وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، توجه ترامب إلى "تويتر" ليعرب عن تقديره للحركة التي تقودها السعودية لمعاقبة قطر، قائلًا إنها "يمكن أن تكون بداية نهاية الإرهاب في الشرق الأوسط"، وأشار إلى انه خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وافق مع القادة العرب الذين التقاهم فئ التحذير من دعم قطر للإرهاب".
ومنذ أن قطعت السعودية ودول أخرى العلاقات الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين، ما اثأر أسوأ أزمة دبلوماسية في الخليج منذ سنوات، أصر الجيش الأميركي على أن ذلك لن يؤثر على العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة، بيد ان تيلرسون قال إن الأزمة تؤثر بالفعل على الجيش الأميركي، علمًا أن قطر قد نفت منذ فترة طويلة دعم أو تمويل الجماعات الإرهابية، لكن دبلوماسيين غربيين يتهمون الحكومة بالسماح بل وحتى تشجيع تمويل بعض المتطرفين السنة، مثل فرع تنظيم القاعدة في سورية.