لندن ـ سليم كرم
أصدر وزير الصحة البريطاني، جيريمي هانت، تحذيرا شديد اللهجة للمعارضين من حزب المحافظين بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يحدث إذا تمت إقالة تيريزا ماي من منصب رئيس الوزراء.
وأصبح وزير الصحة أول عضو في مجلس الوزراء يرفع علنا احتمال أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما لا يحدث حال رحلت ماي، وذلك حين ظهر في أحد البرامج التلفزيونية، يوم الأحد.
وتأتي تصريحاته عشية اجتماع حاسم بين السيدة ماي، وجان كلود جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية الذي يمكنه تحديد ما إذا كانت المحادثات التجارية ستبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال السيد هانت " إن الخيار الذي نواجهه الآن ليس بين البريكست هذا والبريكست ذاك، فإذا لم ندعم تيريزا ماي لن نحصل على البريكست، وهي تقوم حاليا بتحد لا يصدق ومثير للدهشة".
وتحدث السيد هانت بعد تحذير كبار حزب المحافظين للسيدة ماي بشأن التوصل لحل وسط في مسألة التجارة، وأيضا دور محكمة العدل الأوروبية في إشراف القضاة الأوروبيين على النزاعات التجارية البريطانية.
وأضاف "ستقرر المحكمة العليا ما هو قانون البلاد في هذا البلد بعد التصويت البرلماني، وهذا هو الشيء الكبير الذي حققته تيريزا ماي، والقانون الأوروبي لن يؤثر على البريطاني".
وسوف يتم تفسير تعليقات السيد هانت على أنها تحذير، إذا أجبرت السيدة ماي على الاستقالة من الحكومة، وبالتالي من الممكن أن يقود ذلك إلى انتخابات عامة جديدة قد يفوز بها جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، ويعتقد المحافظون أن السيد كوربين سيوقف عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا أصبح رئيسا للوزراء.
ويواصل مسؤولون من لندن ودبلن وبلفاست العمل على التوصل إلى اتفاق بعيد المنال حول مستقبل الحدود الأيرلنيدية والذي يهدد بتأجيل بدء المباحثات التجارية.
ومن جهة أخرى، قال سيمون كوفيني، نائب رئيس الوزراء الأيرلندى الجديد إنه لا رغبة في ايرلندا تأجيل التقدم في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن حكومته لا تريد استخدام الفيتو في المحادثات بعد أن حذر الأيرلندي، تويسيتش ليو فارادكار، من أنه مستعد للوقوف على قضية الحدود الأيرلندية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الأيرلندية مستعدة لاستخدام "حق النقض" على محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قال "نحن بالتأكيد لا نريد أن نصوت على أي شيء، يعني الحكومة الأيرلندية تماما مثل الحكومة البريطانية، تريد أن تكون قادرة على نقل عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى المرحلة الثانية، ونريد أن نكون قادرين على توفير نوع من اليقين الذي تدعو إليه العديد من الشركات في بريطانيا وأيرلندا وفي أجزاء أخرى من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف "لذلك ليس هناك رغبة يمكنني أن أقول لكم في ايرلندا لتأخير هذه العملية، ولكن في الوقت نفسه لدينا مسؤولية كحكومة لتمثيل المصالح في جزيرة ايرلندا الشمال والجنوب، ودعونا لا ننسى أنه في العام المقبل الذكرى الـ 20 لاتفاق الجمعة العظيمة الذي يعد أساسا لعملية السلام والعلاقات بين بريطانيا وايرلندا في جزيرة ايرلندا".
وأشار "نحن نعتقد كوننا جزيرة، أيرلندا عرضة بشكل فريد للنتيجة السيئة المحتملة من خروج بريطانيا من الاتحاد، ولهذا السبب نبحث عن مزيد من التقدم من حيث فهم كيفية قضية الحدود على وجه الخصوص، والتعاون الشمالي والجنوبي الذي خلق الحياة الطبيعية في جزيرة ايرلندا وهو شيء إيجابي للغاية ".
ومن المقرر أن تتوجه السيدة ماي إلى بروكسل يوم الاثنين؛ لإجراء محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية، جان كلود جونكر، على أمل الحصول على إعلان حول "تقدم كاف" في قضايا الانفصال مثل التسوية المالية والحدود الايرلندية.