عناصر من جماعة "أران" في إسبانيا

هددت جماعة فوضوية مناهضة للسياحة الجماعية في إسبانيا ، بشن مزيد من الهجمات في البلاد، بعد استهداف مدينتي برشلونة وميوركا ، وحسبما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ، يخشى السياح البريطانيون الذين كانوا على متن حافلة لمشاهدة معالم المدينة في العاصمة الكتالونية، أن يتعرضوا لهجمات من قبل الجماعات المتطرفة ، بعد أن قام ملثمون من جماعة "أران" بشق إطارات سياراتهم وتمزيقها وتلطيخ الحافلة بشعاراتهم المتطرفة.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن الجماعة الفوضوية قد نشرت مقطع فيديو على الإنترنت، وأرفقته بشرح قالت فيه "السياحة الجماعية  تقتل الأحياء وتدمر المنطقة، وتحكم على الطبقة العاملة بالبؤس" ، وهو ما دفع الشرطة الإسبانية إلى فتح تحقيق في هذا الأمر. 

وفي وقت لاحق، خربت الجماعة الفوضوية، دراجات استأجرها السياح في برشلونة ، في حين اجتاح فصيل تابع لها مجموعة من المطاعم المجاورة للبحر في مدينة ميورقة دي بلما ، بالإضافة إلى يخوت موجودة هناك ، وكانوا يحتجون رافعين راية وقنابل الدخان.

وقالت الجماعة عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر": "إنها تريد وقف السياحة الضخمة التى تدمر مايوركا وتحكم على الطبقات العاملة فى كاتالونيا بالبؤس" ، وأضال لورا فلوريس، أحد قادة آران لصحيفة "التايمز" البريطانية "لا يمكننا استبعاد المزيد من الهجمات ،  حدثت اعتداءات في الماضى وسيكون هناك المزيد في المستقبل".

فيما أشار نويل جوزيفيدس رئيس شركة "أبتا" للسياحة إلى أنه يخشى وقوع المزيد من الهجمات باستخدام أساليب وتكتيكات خطيرة لا يجب أن تحدث ، حيث أن هذه الهجمات تحدث بسبب أن السلطات المحلية، لم تستمع أو تأخذ هذه الإجراءات على محمل الجد ، داعيًا السياح إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم الذهاب إلى أماكن بمفردهم، حيث قد يكون هناك خطر. 

وتوسعت جماعة "آران" الفوضوية، التى تأسست عام 2012، في أنحاء إسبانيا كافة ، إذ نادت بالكفاح من أجل استقلال كاتالونيا، وإنهاء النظام الرأسمالي والظلم العالمي والمساواة النسوية.

وقد اكتسبت تأييدًا من الأحزاب السياسية الإسبانية اليسارية المتطرفة في إسبانيا والسكان المحليين الساخطين على الحكومة، خاصة مع توجيه سخط كبير على الشركات بما فيهم شركة "إير بي إن بي" للإقامة ، التي يتم إلقاء اللوم عليها بسبب إعاقة السكان المحليين من دخول سوق العقارات. وينكر أنصار جماعة "آران"، المناهضة للسياحة كل ذلك، ويزعمون أنها تقاوم السوق الذي يستفيد من الأصول المشتركة مثل البيئة الطبيعية أو الاجتماعية مقابل لا شيء.

وتابع أحد مؤيديها على موقع "تويتر" : "هذه حركة عامة للمواطنين، تهدف إلى منع نموذج سياحي مطلق ويقوم على النهب وسلب الأموال" ، في حين أكدت جماعة آران في ميروقة أن للسياحة الكثير من المصالح الخاصة، ولكن ليست مصالح الأغنياء فقط. 

وازدادت الشكاوى المماثلة، في وجهات السياحة في أوروبا، حيث رأى ألاف المحتجين في مدينة البندقية الإيطالية، الأضرار التى سببها ملايين السائحين في المدينة، بالإضافة إلى اتخاذ السلطات المحلية إجراءات جذرية  للحد من الزحام والحشود الضخمة.

من جانبها أدانت عمدة برشلونة اليسارية "أدا كولا"، هجمات آران ، قائلة "ندين الهجوم على حافلة سياحية" ، وكتبت تغريدة عبر حسابها على موقع "تويتر" أدانت فيها الاحتجاج على السياحة، قائلة "لا يجب أن يعنى أبدًا تخويف الناس وترويعهم".

ووعد وزير السياحة الإسباني ألفارو نادال ، بإجراء تحقيق بشأن هجمات آران، مؤكدًا أن السلطات لن تتسامح مع هذ الوضع يومًا واحدًا ، متابعًا "لا يمكن لأقلية أن تدمر عقودًا من ازدهار صناعة السياحة لدينا، والتى تعد الأكثر تنافسية في العالم".

ووفقًا للإندبندنت ، لم تقم وزارة الخارجية البريطانية، بتحديث نصائح السفر لرعاياها، الذين يرغبون الذهاب إلى إسبانيا، عن طريق تحذيرهم بالبقاء بعيدًا عن أي تظاهرات ، ولكن قال المتحدث بإسمها "نراقب الوضع، وأجرينا اتصالات بالسلطات المحلية في إسبانيا" .

كما تشهد برشلونة إضرابًا جزئيًا وفوضى عارمة في مطارها، وذلك بعد أن دعا عاملو الأمن في مطار برشلونة إلى إضراب جزئي مدته 4 ساعات خلال أيام الجمعة والأحد والاثنين من كل أسبوع ، احتجاجًا على سوء الأحوال الوظيفية، وضعف الرواتب، ما أدى إلى تكدس الركاب لفترات طويلة وتأخر إقلاع طائراتهم ، كما يطالب العاملون بزيادة أعدادهم وارتفاع مرتباتهم، وإذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم حتى 14 أغسطس/أب الجاري، سيلجأ أفراد الأمن إلى إضراب كامل.