الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أمرت روسيا جميع موظفيها الحكوميين بإعادة أقاربهم الذين يعيشون خارج البلاد في أسرع وقت، وسط تصاعد حدة التوتر بسبب احتمالية نشوب حرب عالمية جديدة. وطبقًا لوسائل إعلام محلية، يُقال إنّ بعض السياسيين والشخصيات رفيعة المستوى قد تلقت تحذيرًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليحضروا أحباءهم إلى الوطن الأم.

وتأتي هذه الخطوة، بعد إلغاء بوتين زيارة كانت مقررة إلى فرنسا، وسط خلافٍ شديدٍ حول دور موسكو في الصراع السوري، وبعد أيامٍ من اكتشاف أنّ الكرملين قد نقل صواريخ ذات قدرة نووية الى مناطق قريبة من الحدود البولندية.

وحذّر الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، أيضًا من أنّ العالم في مرحلة خطرة، بسبب تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة. وطبقًا لموقع Znak.com الروسي، فإنّ موظفي الإدارة، الإداريين الإقليميين، المشرعين القانونيين من جميع المستويات، والعاملين في المؤسسات العامة، قد أُمِروا بإخراج أطفالهم من المدارس الأجنبية فورًا.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية، بأنّ الفشل في التصرُّف قد يهدد فرص المسؤولين في الترقية. ولم يتم إيضاح السبب الدقيق لهذا الأمر بعد. ولكن صحيفة "ديلي ستار" نقلت كلامًا عن المحلل السياسي الروسي جاء فيه: "هذا كله جزٌ من حزمة الإجراءات لإعداد النخبة لحرب كبيرة".

معلوم أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة هي في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، وتدهورت في الأيام الاخيرة بعد أنّ أوقفت واشنطن المحادثات حول الوضع السوري، واتهمت روسيا بهجمات القرصنة. وعلّق الكرملين أيضًا سلسلة من الاتفاقيات النووية، بما في ذلك اتفاق تعاون رمزي لخفض مخزونات البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

ومنذُ عدة أيام فقط، تم الإبلاغ أنّ روسيا قد نقلت صواريخ ذات قدرة نووية، بالقرب من الحدود البولندية مع تصاعد التوتر بين أكبر دولة في العالم والغرب. صواريخ إسكندر التي تم إرسالها إلى كالينينغراد، وهي مقاطعة روسية على بحر البطليق بين دولتي بولندا وليتوانيا العضوتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قادرة الآن على الوصول إلى مدنٍ غربية كبيرة من ضمنها برلين.

وقد وصف المسؤولون البولنديون - الذين من المحتمل تهديد عاصمتهم وارسو – تلك الحركة بأنّها "الأكثر إثارة للقلق." وجاء قرار بوتين بإلغاء زيارته إلى باريس، بعد يوم واحد من قول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنّ القوات السورية قد ارتكبت جريمة حرب في مدينة حلب التي تتعرض للقصف بدعمٍ من الضربات الجوية الروسية.

وكان بوتين من المقرر أن يكون في باريس في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لافتتاح مركز روحي في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الجديدة بالقرب من برج إيفل، ولكن هولاند أصر على أن يُجري نظيره الروسي محادثات معه حول سورية.

وقال المحلل الروسي للسياسات الخارجية، فيودور لوكيانوف، إن الإلغاء غير المسبوق لزيارة قريبة جدًا من وضع اللمسات الأخيرة عليها، هو "خطوة خطيرة ...إنها  تذكيرٌ بالحرب الباردة". وأضاف الى وكالة فرانس برس: “هذا جزءٌ من تصعيد أوسع في التوترات بين روسيا والغرب، وروسيا وحلف شمال الاطلسي".

وقد غضب الكرملين أيضًا بسبب منع الفريق البارلمبي الروسي من دورة الألعاب في ريو، وسط ادّعاءات بأنّ الدولة تقدّم المنشطات للاعبيها. وفي غضون ذلك، قال مستشار بارز لمرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في دور روسيا المُحتمل في قرصنة الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به.

لكن المسؤولين الروس رفضوا بشدة الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ورفضوا المزاعم بأن موسكو تقف وراء سلسلة من هجمات القرصنة الأخيرة على مؤسسات الولايات المتحدة الأميركية.

وقال الفريق المتقاعد من الجيش الروسي، يفغيني بوجينسكي، لبي بي سي: “بالطبع هناك رد فعل. بقدر ما تراه روسيا، وبقدر ما يراه بوتين، فإنها مواجهة شاملة على جميع الجبهات. إذا كنت ترغب في المواجهة، سوف تحصل على واحدة" ولكنها لن تكون مواجهة لا تضر بمصالح الولايات المتحدة. أنت تريد المواجهة، وسوف تحصل على مواجهة في كل مكان".

وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، خطا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون داخل الصف، داعيًا مناهضي الحرب للاحتجاج خارج السفارة الروسية في لندن. وقال جونسون: إنّ "الغضب يزداد، والجماعات المناهضة للحرب لا تُعبِّر عن غضبها الكافِ حول الصراع في حلب". وأضاف خلال مناقشة برلمانية، "أين تحالف أوقفوا الحرب الآن؟ أين هم".