ساحة معركة الموصل

دعت القوات العراقية مقاتلي "داعش" في الموصل للاستسلام، وذلك أثناء الهجوم الكبير الذي تقوم بها القوات لاستعادة المدينة من سيطرة التنظيم. وصرح اللواء غاري فولسكي قائد القوات الأميركية الذي ترأس بلاده التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، أن قادة التنظيم يفرون من المدينة قبل "القيام سلسلة هجمات متعددة" يوم الخميس. ويذكر أن تنظيم "داعش" أمر قادته بالانسحاب وفقا لأؤمر صادرة من قائد التنظيم أبو بكر البغدادي. وتأتى هذه العملية وسط مخاوف للأمم المتّحدة حيال حياة 1.5مليون من سكان المدينة الذين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.

وجدير بالذكر أن القوات العسكرية تمكنت من استعادة السيطرة على عشرات المدن في أكبر عملية عسكرية تشهدها البلاد، ومعظم هذه المدن واقعة في جنوب وشرق الموصل، ولكن المثير للدهشة أنه على الرغم من الرصاص الحي والسيّارات المفخّخة والانفجارات الا ان السكان لم يتوقفوا عن التقاط صور السلفي.
وأفاد الجنرال غاري فولسكي بالقول لقد قلنا  لافراد التنظيم بان زعماءهم تخلوا عنهم. وذلك لأننا نرى تحركاتهم فى الموصل. وصرح للمراسلين في فيديو يوضح المهمة التي تقوم بها القوات العسكرية في العراق أن الكثير من المقاتلين من بين 6,000 مقاتل سيتم القضاء عليهم في الموصل.

وفى نفس السياق أذاعت قناة السومرية العراقية أن داعش أجلى من يسميهن بنساء الخلافة من مدينة الموصل إلى الرقة خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن هؤلاء النسا هن زوجات زعماء التنظيم. وقد نقلت نساء الخلافة بأوامر من البغدادي حتى لا تتمكن قوات الأمن أو متمردى الموصل من القبض عليهم بعد تحرّير المدينة.

وفي ما يتعلق بمدة العمليات صرح الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية أن المعركة قد تدوم لشهور. وأضاف أن المسؤولون العراقيين صرحوا بأن معركة الموصل قد تستغرق أسابيع أو أشهر، وسط تكهنات بقيام الجيش بحملة مماثلة لاستعادة الرقة في سورية. وتابع انه سعيد بالإطار الزمني للمعركة، كما قال إنه من المهم الأخذ في الاعتبار أن تنظيم داعش تنظيم له القدرة على التكييف مع الخسائر.

وأشار العقيد غاري فولسكي الى ان على العراقيين احتجاز أي شخص يغادر الموصل، وانه من الصعب على مقاتلى التنظيم الذوبان في السكان المحليين، وذلك لتعدد جنسيات المقاتلين الأجانب المتواجدين هناك. وبينما لايزال مئات الألف من المدنيين عالقين في المدينة التي تعاني من نقص الإمدادات، حيث يحتمى الكثير منهم في الأدوار السفلية للمنازل خوفا من الضربات الجوية. صرح رئيس المساعدات الإنسانية في منظّمة الأمم المتّحدة ستيفن براين أن حماية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء الحوامل غير القادرين على الانتقال بدون مساعدة تعتبر الاهتمام الرئيسي لنا.  كما اطلع مجلس الأمن يوم الأربعاء انه لم يتم الإبلاغ عن نزوح عدد كبير من السكان في ثالث يوم من العمليات التي تقودها الحكومة العراقية. بالإضافة إلى أن السيد براين صرح بأن توقعات الأمم المتحدة لموجة النزوح تصل لنحو 200,000 شخص خلال الأسابيع القادمة. وأضاف أن من بين مليون شخص ترى الأمم المتحدة أن 700,000 في حاجة إلى مأوي أمن ومساعدات  طارئة.
وفي ما يتعلق بزعيم التنظيم، تتردد  مزاعم بان البغدادي متواجد في المدينة مع خبير التفجيرات فوزى علي، حيث صرح مسؤول كردي بأن هناك تقارير استخباراتية مؤكدة تفيد بأن البغدادي لايزال في المدينة. وكذلك أفادت بعض المصادر بان مقاتلي داعش يحاولون الفرار إلى سورية.

ويأتي اقتحام الموصل لينذر بأزمة إنسانية، حيث بدا السكان بالفرار من الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ 2014. فيما وصف وزير الدفاع البريطاني جهود تحرير الموصل "باللحظة الفارقة" في الحرب على التنظيم كما أكد بأن القوات البريطانية ستستمر في لعب دور أساسي في دعم التحالف للقوات العراقية والكردية على ارض المعركة.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن بيانات سلسلة الضربات إلى شنها سلاح الجو الملكي يومي الاثنين والثلاثاء. وتتوقع قوات التحالف بان داعش ستقوم بعمل سلسة من الأكمنة المفخخة داخل وخارج الموصل كجزء من مساعيها لإعاقة تقدم القوات العراقية.