لندن ـ سليم كرم
حقّقت الشرطة البريطانية مع إمام مسجد منطقة مانشستر بسبب تسجيل صوتي يطالب فيه بالجهاد قبل أيام قليلة من شراء سلمان عبيدي، تذكرة لمهاجمة حفلة "أريانا غراند" في مانشستر، وقال إنه ببساطة "يقدم أداء جيّدا للمجتمع".
أكد عدم دعوته للجهاد المسلح
وقال إيمان مصطفى غراف، لصحيفة "تليغراف" إن خطبة "الجهاد" ليست دعوة لحمل السلاح، بل نداء للناس لمساعدة بعضهم البعض، وأوضح "أتفهم أن للشرطة مهمة يجب القيام بها وسأتعاون معها بشكل كامل، أنا واثق من أنها ستكون عادلة، ستنظر إلى كل شيء، ليس فقط عبيدي والأشخاص الذين ذهبوا إلى سورية، ولكن في سياق ما قلته، أنا واثق من أنه سيخلي سبيلي من أي مخالفات، وأنهم في الواقع سيجدون أنني أفعل الخير للمجتمع".
جاء إنكار الإمام عندما ظهر أنه مؤسس جماعة إسلامية شاركت في مظاهرة حضرها عبيدي، الذي أدى هجومه على الحشود في مانشستر إلى مقتل 22 شخصا في مايو/ أيار من العام الماضي، ويبدو أن تسجيل غراف الذي كان في مسجد ديدسبري، في 16 ديسمبر / كانون الأول 2016، يظهر أنه يدعو إلى الجهاد العسكري أو المسلح.
وحضرت عالة عبيدي إلى المسجد بانتظام، على الرغم من أن غراف نفى الجمعة أن عبيدي كان حضر إلى المسجد في يوم العظة، وقال إنه التقى به للمرة الأخيرة حين كان طفل صغير، ولكن بعد عشرة أيام من عظة السيد غراف، اشترى عبيدي تذكرة للحفلة، وفجر قنبلة انتحارية.
وتحقق شرطة مانشستر الكبرى الآن في ما إذا كان السيد غراف ارتكب أي مخالفة لمحتوى خطبته، بما في ذلك التحريض على العنف، وقال متحدث باسم الشرطة الجمعة "لقد تسلمنا المواد من هيئة الإذاعة البريطانية بعد إذاعتها وسنراجعها الآن لتحديد ما إذا كانت هناك أي جرائم جنائية ارتكبت".
له علاقات مع جماعات ليبية متطرفة
ويقول السيد غراف التسجيل "الجهاد في سبيل الله هو مصدر الفخر والكرامة لهذه الأمة، الآن حان الوقت للتصرف والقيام بشيء ما".
وظهرت تفاصيل أخرى الآن عن الصلات المحتملة بين عبيدي والأوساط الإسلامية الراديكالية التي يبدو أن غراف، البالغ من العمر 47 عاما، لعب فيها دورا أساسيا، وفي مايو / أيار 2015، تحدث في مسيرة نظمها في 17 فبراير / شباط منتدى في ليبيا نظمه ضد الجنرال الليبي خليفة حفتر، رئيس الجيش الليبي، الذي كان يقاتل ضد الميليشيات الإسلامية، وفي خطبته، اتهم غراف حفتر والحكومة الليبية التي حلت محل العقيد القذافي باستهداف المدنيين.
ولم يظهر عبيدي في المسيرة، لكن بعد بضعة أشهر حضر احتجاجا نظمته نفس المجموعة، هذه المرة في لندن، وأظهرت لقطات من هذا الحدث عبيدي مبتسما، ويحمل صورا للمعتقلين السياسيين الذين تحتجزهم الحكومة الليبية.
وسافر السيد غراف من مسجد ديدسبيري إلى ليبيا خلال ثورة 2011 ضد القذافي، وشوهد في اللقطات يقف على دبابة الميليشيا، وقال للكاميرا إنهم كانوا ينتظرون أوامر للهجوم، وفي إحدى المراحل، كان الإمام الذي فر من ليبيا في عام 1991 في نفس الوقت الذي كان فيه والد عبيدي رمضان، محتجزا لدى القوات الحكومية في العاصمة طرابلس.
ينفي علاقته بسلمان عبيدي
وفي حديثه إلى "تليغراف" داخل مسجد ديدسبري، الذي يحمل لافتات "نحن (قلب) مانشستر" مثبتة على جانب المبنى، دافع غراف عن خطبته قائلا "ليس لدي أي روابط على الإطلاق مع سلمان عبيدي.. التقيته عندما كان صبيا، يركض حول المسجد، وكان يبلغ من العمر ستة أعوام أو نحو ذلك، لأنني كنت أعرف والده"، مضيفا "أدين العمل البربري في ساحة مانشستر، كان مروعا، هذا ليس ما نعلمه".
ونفى غراف الدعوة إلى الجهاد المسلح أو أنه كان قد سبق له التطرق إلى التطرف الإسلامي، وقال إن إشاراته إلى "وقت العمل" تتعلق بالعمل المجتمعي وجمع الأموال، وأضاف "المجاهد هو أي شخص يعاني أو يكافح في سورية، النساء والأطفال، أولئك الذين يعانون من الجوع، نتمنى لهم الانتصار ضد النظام الوحشي، لماذا يعتقد الناس بأنه يعني المقاتلين؟ أنا أحب بريطانيا، وأحترم قوانين هذا البلد ".
ونفى غراف أن عبيدي كان في المسجد في يوم العظة، قائلا "لقد نظرت إلى الوراء، لقد تحققنا من CCTV، لقد تحدثت مع الآخرين، لم يكن هناك".
وتعليقا على المسيرة التي حضرها عبيدي، قال غراف "لم أكن هناك عندما تم التقاط هذه الصورة في لندن، وعلى الرغم من أنني قمت بتأسيس المجموعة، فإنهم أحيانا يفعلون أشياء بدوني".
وفي بيان قال أمناء المسجد إن "المسجد يدين دون قيد أو شرط السلوك الإجرامي البشع لسلمان عبيدي، على أنه مسيء لكل الأعراف المتحضرة وروح الإسلام ونصه، لا يشجع مسجد ديدسبوري أي شخص على الذهاب والقتال في أي صراع عسكري، نحن ننفي بقوة أي إشارة إلى وجود صلة أو ارتباط بين خطبة الإمام مصطفى غراف، والإجراءات الجنائية لسلمان عبيدي أو تطرفه".
بريطانيا تريد استلام شقيق عبيدي
وتسعى السلطات البريطانية حاليا إلى أن يكون شقيق عبيدي هاشم، 21 عاما، تم تسليمه من ليبيا إلى المملكة المتحدة لمواجهة اتهامات بأنه ساعد أخيه في التخطيط لهجوم مانشستر.
وتم اعتقال هاشم خارج العاصمة الليبية بعد يوم واحد من قيام شقيقه بتفجير القنبلة، وتلتزم عائلة عبيدي، مثل العديد من حاضري مسجد ديدسبري، بالفرع السلفي المحافظ من الإسلام السني، والذي يتبعه أيضا تنظيم القاعدة وداعش.