برشلونة ـ لينا العاصي
خرج مئات الألاف من المتظاهرين إلى شوارع برشلونة أمس الأحد، احتجاجًا على خطة الحكومة الكاتالونية للإعلان عن انفصالٍ وشيكٍ عن إسبانيا. وقبل يومين من إعلان قادة كاتالونيا عن الاستقلال، كان دور الشعب الذي وصفه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بأنه وقت "الأغلبية الصامتة" لرفع صوتهم ضد حملة الانفصال.
وقال أليكس راموس من المجتمع المدني الكتالوني المناهض للانفصاليين، الذي نظم الاحتجاج: "إن كاتالونيا تنتمي إلينا جميعا، وليس فقط للقوميين".
ومن موقع على مرمى حجر من برلمان كاتالونيا، حيث سيلقى الرئيس كارليس بويدمونت خطابا حاسما يوم غد الثلاثاء، قال راموس: "سوف يسمع صوتنا.
ليس لديهم بديل لأننا لن نسكت ثانية ".
وكان راموس يتحدث من نفس المنصة التي تخشى مدريد منها أن يقوم كارليس بويغديمونت، الرئيس الكاتالوني، بإعلان الاستقلال من جانب واحد يوم غد الثلاثاء.
وجاءت المظاهرة الضخمة عندما هدد راخوي مرة أخرى باتخاذ تدابير "جذرية" للحفاظ على سلامة إسبانيا، بما في ذلك استخدام المادة 155 من الدستور الإسباني الذي يسمح للحكومة المركزية بالسيطرة على الحكم في المنطقة. وقال راجوي لصحيفة "البايس": "الوضع المثالي هو أنني لست مضطرا إلى إيجاد حلول جذرية، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن يكون هناك بعض التصحيحات (من قبل القادة الكاتالونيين).
وادّعى المنظمون إن حوالي مليون شخص قد انضموا إلى المسيرة، وهو رقم مراجعته من قبل شرطة برشلونة إلى 350 الفا. ورفع العديد من المتظاهرين أعلامًا إسبانية وكاتالونية لإظهار هويتهم المزدوجة، بينما هتف البعض بمطالب اعتقال بويغديمونت بسبب المضي قدما في استفتاء الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حول الاستقلال بعد أن أوقفت المحاكم الإسبانية شرعية الاقتراع.
وتقول الحكومة الكاتالونية إنَّ 90 فى المائة من الأصوات التي بلغت 2.3 مليون صوت كانت لصالح الاستقلال، على الرغم من أن 43 فى المائة فقط من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.3 مليون ناخب كانوا من الذين لا يؤيدون الاستقلال. وشهد هذا الحدث مداهمات الشرطة لمراكز الاقتراع التي أدينت في جميع أنحاء أوروبا وأثارت بشكل كبير التوتر بين برشلونة ومدريد.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي قبل الاستفتاء أن 60 إلى 40 فى المائة من الكتالونيين يؤيدون البقاء فى إسبانيا. وقال مصدر مقرب من السيد بويغديمونت لصحيفة "تلغراف" إن الزعيم الكاتالوني لم يحدد بعد على ما سيقوله بالضبط يوم الثلاثاء وسط تكهنات بأنه قد يستخدم صيغة لتأجيل إعلان الاستقلال الفعلي.
وقد أدى وقف عمل مصرفين كبيرين فى كاتالونيا، هما "ساباديل" و"كايكسابنك"، الى نزوح شركات كبرى من المنطقة فى الأيام الأخيرة، مما زاد الضغط على الزعماء الكتالونيين الانفصاليين سعيا للتوصل إلى تسوية تفاوضية.
وقال جوزيب بوريل الاشتراكي الكاتالوني والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي: "اذا كان هناك إعلان انفرادي عن الاستقلال، فسيكون ذلك.
فلن يكون للدولة الإسبانية أي بديل سوى التدخل بكل ما لديها. كاتالونيا ليست مستعمرة. إنها ليست تحت الاحتلال. إنها ليست دولة مثل كوسوفو".