طرابلس-اليمن اليوم
لم يمر أول يوم في عيد الفطر المبارك بسلام داخل الأراضي الليبية؛ إذتجاهل التنظيم المتطرف "داعش" تلك المناسبة العظيمة، ليستيقظ الليبيونعلى وقع إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف موقعين عسكريين للجيش في مدينة درنة، واتحدت السيول مع التنظيم فيما يبدو لإفساد فرحةالعيد لتُغرِق المنازل والأحياء السكنية كاملة في مدينة غات تاركة وراءها خسائر بشرية ومادية اضطرت الأسر بسببها النزوح لمدن مجاورة.
أعلن تنظيم داعش الإرهابي في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف موقعين عسكريين للجيش في مدينة درنة مساء يوم 2يونيو/حزيران الجاري ضمن ما أسماها التنظيم ” غزوة الاستنزاف ” التي ضربمن خلالها عدة دول بينها أفغانستان ومالي والكونغو.
وقال سكان محليون بمدينة درنة لمصادر إعلامية “سمعنا دوي انفجار بالقربمن مركز شرطة الساحل الشرقي بمدينة درنة”، مرجحين أن يكون الانفجار“بواسطة عبوة ناسفة وضعت داخل السور ولا يوجد أضرار بشرية”.
اقرا ايضا:
تحرير الأراضي العراقية كافة من تنظيم داعش الإرهابي
وعبر إيجاز أصدره من خلال ” وكالة ناشر ” أحد الأذرعه الإعلامية في شمال أفريقيا، فقد تبنى تنظيم داعش الهجوم الذي قال بأنه إستهدف من وصفهم بـ ”مليشيا حفتر المرتدة “.
وزعم التنظيم في إيجازه بأن العملية أسفرت عن إصابة ومقتل 19 عنصراً في التفجير المزدوج بواسطة عربتين مفخختين إستهدفتا مراكز عسكرية في وسط درنة وذلك في إطار إستراتيجيته الإعلامية في تضخيم أعداد القتلىوالمصابين في عملياته .
كما أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن هجوم فاشل حاول من خلاله إستهداف بوابة الـ 400 فجر الإثنين والواقعة على الطريق الرابط بين الجنوب والجفرة، زاعماً أيضاً إصابة ومقتل العديدين لكن مصادر في المنطقةالعسكرية الجنوبية بالقيادة العامة أكدت إشتباك قوة البوابة معهم دون خسائر وقد لاذو بالفرار نحو الصحراء لتفطن العناصر العسكرية لهم .
يشار إلى أن الهجوم قد أدى لإصابة 11 عنصراً فقط بجراح متفاوتة، إصابةغالبيتهم ما بين متوسطة وطفيفة وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة .
وتأتي هذه العمليات الإرهابية الإنتقامية بعد تمكن وحدات القوات المسلحةمساء 19 مايو من القضاء على أكثر من 20 إرهابياً ينتمون إلى تنظيم داعش،وذلك خلال اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة الواقعة بين بلدتي زلة والفقهاء في منطقة الجفرة وسط البلاد.
وأعلنت قوات الجيش أنه بعد الهجوم الإرهابي على منطقة زلة فجر اليومالسابق؛ انطلقت وحدات الجيش لتعقب عناصر تنظيم داعش الفارين بالقرب من وادي المدود الواقع بين زلة والفقهاء .
وأضافت بأنها خاضت إشتباكات عنيفة مع التنظيم إمتدت لساعات وأسفرت عنمقتل 25 إرهابياً في آخر حصيلة والقبض على آخرين بالإضافة إلى مصادرة عددمن الآليات المسلحة. هذا كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد أفراد الجيشمن مدينة زلة وهو ” محمد الأوجلي عبد الخير ” وإصابة آخر بجروح متوسطةنُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم .
وقامت المجموعة بمهاجمة بوابة قريبة من حقل تابع لشركة الزويتينة غرب زلةوأقدمت على ذبح إثنين من الحراس وخطفت 4 تم تحريرهم في مطاردة أعقبالهجوم فوراً وإستمرت لاحقاً حتى القضاء على هذه المجموعة .
ولم تتضح بعد هويات كل ” القتلى الدواعش ” الذين سقطوا في هذه المطاردةلكن مصادر عسكرية وأمنية تستدل حول الموضوع أشارت إلى معطيات أولية عنكونهم من جنسيات مختلفة منها تونس ومصر وماليوالجزائر إضافة إلى ليبي واحد فقط على الأقل مشيرة إلى أن التقارير المبدئية تشير إلى أن هذهالمجموعة واحدة من أهم وأخطر وأشرس مجموعات داعش في جنوب ليبيا وتقف خلف التخطيط والمشاركة بعدة هجمات ضد الجيش والسكان منها هجمات بلدات الفقهاءوغدوة .
من جهة أخرى، أغرقَت السيول والفيضانات أحياءً سكنية بمدينة غات، وتسببتفي العديد من الخسائر البشرية والمادية، وسببت نزوحا للعديد من المواطنينإلى أماكن آمنة بعيدا عن الخطر.
المجلس البلدي غات وجّه نداء استغاثة لكل الليبيين والمنظمات المحليةوالدولية لتقديم المساعدة العاجلة لأهل غات، باعتبارها “مدينة منكوبة”حيث غطت السيول نحو 70 في المائة من مناطق غات والبركت والفويت.
كما تسببت هذه السيول في تدمير وانهيار العديد من المنازل وأغلقت الطرقاتالواصلة بين المناطق، وهي في حاجة إلى تدخل عاجل من الجهات الرسمية وحتىالجهات التطوعية، حيث تسببت في هذه السيول في انقطاع الاتصالات والكهرباءعن معظم مناطق البلدية.
ونشرت البلدية أن على جميع المواطنين التوجه إلى مقر منظمة الهلال الأحمرالليبي، أو التواصل مع إحدى دوريات مديرية الأمن في غات، لتقديمالمساعدات الممكنة وإيصالهم إلى مأوى –غالبا سيكون داخل مدراس المنطقة.
تزامنت هذه الفيضانات والسيول الجارفة مع أول أيام عيد الفطر المبارك،دون أن تذكر أي جهة رسمية من مختلف الحكومات والهيئات أي خطوة من شأنهاالتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في غات.
قد يهمك ايضا: