ميشال بارنييه كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى

أكد ميشال بارنييه كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "البريكست" أنه سيكون من الأرجح أن تحصل بريطانيا على اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي إذا دفعت مبلغ 39 مليار جنيه استرليني من مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في تنازل من بروكسل من شأنه أن يعزز جهود رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، للحصول على الصفقة من خلال البرلمان.

بروكسل تظهر علامات مرونة نادرة
لطالما أصرت المفوضية الأوروبية على أن التسوية المالية، جزء أساسي من اتفاقية الانسحاب، لا يمكن أن تكون مشروطة باتفاق تجاري، وجادلت بأن السداد سيحسم الديون القائمة وأن الاتفاقية المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يجب أن تبقى منفصلة.

ودفع دومينيك راب سكرتير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجديد، إلى إيجاد صلة بين صفقة خروج بريطانيا وإعلانها السياسي، والتي ستكون وثيقة غير ملزمة تستخدم كأساس للمفاوضات التجارية خلال الفترة الانتقالية التالية للموعد النهائي في 29 مارس/ آذار 2019.

وظهرت علامة نادرة على المرونة من بروكسل مع نشر نسخة من اجتماع السيد بارنييه مع لجنة اختيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم في مقر اللجنة في بروكسل يوم الاثنين، وخلال الاجتماع، استعان الرجل الفرنسي بخطاب مارغريت تاتشر الذي ألقته تاتشر، وهو عنوان مبدع للمغادرين الأوروبيين، للدفاع عن السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتي تعهدت بريطانيا بمغادرتها.

استبعاد إجراء مفاوضات أخرى
وحذر جاكوب ريس موغ السيد بارنييه من أن البرلمان سيجد صعوبة في إبرام اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي لم تربط مشروع القانون باتفاقية تجارية مستقبلية.

قال السيد بارنييه للوزيرالذي كان يقابله للمرة الأولى "قد نعمل على صلة محتملة. لا أعرف الشكل القانوني الذي سيستغرقه ولكن قد يكون هناك رابط، من الواضح أنه سيتعين علينا النظر في الشكل القانوني لتلك الصلة. قد تكون هناك صلة بين اتفاق الانسحاب والإعلان السياسي."

لكن رئيس مفاوض الاتحاد الأوروبي استبعد صراحة إجراء أي مفاوضات أخرى بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من إمكانية حدوث تأخير كبير في الموانئ والمطارات وتعطل قطاعات مثل الطب والخدمات المالية، وقال إن ما سيحدث للمواطنين البريطانيين في الاتحاد الأوروبي والمغتربين في الاتحاد الأوروبي في بريطانيا سيكون على عاتق الحكومات المعنية أن تقرر من جانب واحد.

وقال "الآن إذا لم يكن هناك اتفاق فلا مزيد من النقاش. لم يعد هناك المزيد من المفاوضات. انتهى الأمر وسيتخذ كل جانب تدابير طوارئ أحادية من جانبه، وسنتخذها في مجالات مثل الطيران، ولكن هذا لا يعني وجود صفقات مصغرة في حالة عدم وجود صفقة ".

الحدود الأيرلندية لا تزال مشكلة
ومن شأن ذلك أن يشكل ضربة للصفقات البريطانية التي لم يتم فيها التفاوض، والتي تعتمد عليها الأوراق الحكومية التي تم الكشف عنها، والتي تعتمد على تعاون الاتحاد الأوروبي.

وأضاف بارنييه قبل أن يقول إن الوقت الحالي ليس مناسبا لتمديد الموعد النهائي في 29 مارس آذار 2018، ولكن بدلا من ذلك، فإن بريطانيا تتخذ قراراتها "أعرف جيدا، أسوأ سيناريو هو سيناريو عدم التسوية".

وسيثبت النص بأنه بمثابة حادثة مشوهة من جانب ستيفن كينوك من حزب العمال الذي ادعى أن بارنييه قال إن لعبة الداما ماتت، وكشفت أن هيلاري بين سألت ما إذا كانت "لعبة الداما قد ماتت في الماء".

ورد بارنييه بأن هناك بعض الجوانب الإيجابية للورقة البيضاء ولكن هناك أيضا نقاط غير مقبولة للاتحاد الأوروبي، مثل إنشاء كتاب قواعد مشترك ومسؤولين بريطانيين يجمعون التعريفات الجمركية الأوروبية، موضحا "أنا لم أرفض الورقة البيضاء".

القلق يسيطر على بارنييه
وقال بارنييه "إنه "قلق للغاية" بشأن الحدود الإيرلندية، التي لا تزال تمثل نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات وقد تتسبب في عدم التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وكرر مطالبه بأن تتقدم بريطانيا ببندول احتياطي لمنع الحدود الصعبة ورفضت أن تخلق خطة الاتحاد الأوروبي حدودا جديدة بين أيرلندا الشمالية والبر الرئيسي لبريطانيا.

وكشفت صحيفة "تيليغراف" حصريا هذا الأسبوع أن بارنييه خسر رغبته عندما اقترح "راب" أن بريطانيا لن تضع ضوابط حدودية على الحدود الإيرلندية إذا لم يكن هناك اتفاق خروج من الاتحداد الأوروبي، عندما تم تقديم السيناريو ذاته للسيد بارنييه يوم الأثنين، قام بتسليمه إلى نائبه سابين واياند.

وادعت أن عدم فرض قيود على الحدود الإيرلندية سيجعل من المستحيل على بريطانيا إجراء سياسة تجارية مستقلة لأنها ستفقد الرقابة على السلع التي تدخل سوقها، واقترحت أن مثل هذه الخطوة ستجعل من حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تتهافت على استعادة السيطرة على حدود بريطانيا، كما استشهدت بخطاب السيدة ماي الذي قالت فيه إنه ليس من الجيد أن تقول إن بريطانيا لن تدخل حدودا صعبة.