قذائف مدفعية من نوع أرض- أرض

لم يرَ اتفاق الهدنة الذي كان مقررًا البدء في تنفيذه عند الساعة التاسعة من ليل الجمعة النور. فقد شهدت جبهات ومحاور التماس بين "فيلق الرحمن" والقوات الحكومية، في أطراف دمشق الشرقية وغوطتها الشرقية، استئناف القصف من قبل القوات الحكومية بعد موعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وحتى صباح اليوم السبت، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قصف القوات الحكومية لمناطق في حي جوبر بخمس قذائف مدفعية، وقصفاً من قبل تلك القوات بـ 15 صاروخًا يعتقد أنها من نوع أرض أرض، على أماكن في المنطقة الواصلة ما بين جوبر وعين ترما، ترافقت مع اشتباكات متقطعة بين فيلق الرحمن من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محور المناشر، في حي جوبر، بينما قصفت القوات مناطق في مدينة كفربطنا، ما تسبب باندلاع نيران في منازل، ووقوع جريحين.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن مساء الجمعة أن الغوطة الشرقية تترقب بدء تنفيذ اتفاق هدنة جديد فيها جرى توقيعه بين الروس وممثلين عن "فيلق الرحمن"، عند الساعة التاسعة من مساء الجمعة، حيث أكدت مصادر خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن فيلق الرحمن تعهد بفك ارتباطه وتحالفاته مع "هيئة تحرير الشام" في غوطة دمشق الشرقية وشرق العاصمة، فيما يقوم الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار ومن ثم إدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن الغوطة الشرقية من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، بعد التزام كامل الأطراف باتفاق الهدنة الذي جرى توقيعه بين ممثلين عن روسيا وممثلين آخرين عن فيلق الرحمن، على أن يجري منح ممر لمقاتلي هيئة تحرير الشام وعوائلهم للخروج نحو إدلب.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طفلاً استشهد جراء إصابته إثر إطلاق نار من قبل القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة على أماكن في منطقة حزة الواقعة في غوطة دمشق الشرقية. وعلى صعيد آخر علم المرصد أن مظاهرة خرجت في منطقة عربين، مؤلفة من أكثر من 150 متظاهر، طالب فيها المتظاهرون بخروج  هيئة تحرير الشام من المنطقة ومن غوطة دمشق الشرقية، وكان المرصد ذكر أن نحو 1500 شخص خرجوا في مظاهرة بمنطقة عربين الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، طالب خلالها المتظاهرون، بخروج هيئة تحرير الشام من منطقة عربين، وبخروجها بشكل كامل من غوطة دمشق الشرقية. ورصد نشطاء المرصد السوري قيام عناصر من هيئة تحرير الشام برمي المتظاهرين بالحجارة، متسببة بإصابة عدة أشخاص. وكانت مظاهرة تضم نحو 800 شخصاً خرجت في منطقة عربين لليوم الثاني على التوالي، طالبت هيئة تحرير الشام بالخروج من منطقة عربين ومن كامل الغوطة الشرقية، ورصد نشطاء المرصد السوري قيام عناصر هيئة تحرير الشام بفتح نيران أسلحتهم النارية على المتظاهرين، بهدف تفريق المظاهرة، لتوقع طلقات هيئة تحرير الشام 5 جرحى من المتظاهرين.

وتواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها نتيجة الضربة الجوية التي نفذتها طائرات حربية قبل أقل من 24 ساعة من الآن، والتي استهدفت مبنى المحكمة التابعة لـ"جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم “داعش” في بلدة الشجرة بمنطقة حوض اليرموك في الريف الغربي لدرعا، حيث ارتفع إلى 28 على الأقل عدد من قضى وقتل، ووثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، جراء الضربات التي نفذتها طائرات لا يعلم ما إذا كانت إسرائيلية أم تابعة للتحالف الدولي، إذ قتل 16 على الأقل من عناصر الجيش المبايع للتنظيم، بينهم 7 قياديين عسكريين وأمنيين من ضمنهم قائد جيش خالد بن الوليد، فيما قضى 12 على الأقل من السجناء في مبنى المحكمة، غالبيتهم من من أقارب أبو علي البريدي المعروف بلقب “الخال”، مؤسس لواء شهداء اليرموك الذي تحول إلى "جيش خالد بن الوليد" فيما بعد، حيث كان غالبية السجناء قد اعتقلوا بتهمة “تخزين أسلحة عقب مقتل البريد بتفجير استهدفه مع قادة وعناصر آخرين من اللواء في منتصف تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2015″. كما تسببت الضربات في وقوع جرحى، إذ لا تزال أعداد الخسائر البشرية مرشحة للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود مفقودين لا يعلم مصيرهم إلى الآن، في حين أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش خالد بن الوليد قام بتعيين قائد جديد له، بعد مقتل ثالث قائد بالضربات الجوية خلال نحو 10 أسابيع.

وكانت مصادر موثوقة للمرصد السوري أكدت أمس الجمعة، أن مبنى المحكمة في بلدة الشجرة، يشهد اجتماعات متكررة لقيادات جيش خالد بن الوليد، كما يشهد بشكل متكرر تواجد أمنيين في الجيش وقيادات من الصف الأول والثاني فيه، فيما شهدت بلدة الشجرة أمس حظراً للتجول، بالتزامن مع طوق أمني فرض في محيط مبنى المحكمة الذي استهدفته الضربات الجوية، وفي محيط بلدة الشجرة، إذ يمنع دخول وخروج أي شخص من وإلى بلدة الشجرة، إلى إشعار آخر، أيضاً كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في أواخر حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، أن طائرة حربية لا تزال مجهولة ولم يعلم فيما إذا كانت تتبع لدولة عربية أو أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت اجتماعاً لقيادات الصف الأول لجيش “خالد بن الوليد” الذي يشكل لواء شهداء اليرموك عماده الرئيسي بالإضافة الى "حركة المثنى" الإسلامية وذلك في بلدة جلين في الريف الغربي لمدينة درعا، حيث أبلغت المصادر الموثوقة المرصد السوري أن القائد العام لجيش خالد بن الوليد قضى بالاستهداف برفقة 3 شرعيين وقائد عسكري بارز وقيادي آخر بالإضاف لـ 4 عناصر على الأقل، كذلك أسفر الاستهداف عن عدد من الجرحى بينهم قياديين وشرعيين.

 جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 7 من شهر حزيران / يونيو الفائت أن الضربات التي نفذتها طائرات مجهولة لا يعلم ما إذا كانت تابعة للتحالف الدولي، على منطقة جملة المحاذية للحدود مع الجولان السوري المحتل، وأماكن أخرى في حوض اليرموك بالريف الغربي لدرعا، تسببت في مقتل وإصابة العشرات من قياديي وأفراد جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الطائرات استهدفت قبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، مواقع لجيش خالد بن الوليد في منطقة جملة ومناطق قريبة منها في حوض اليرموك، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والمصابين، تأكد منهم مقتل 12 على الأقل من قياديي وعناصر الجيش المبايع للتنظيم.

وفي محافظة دير الزور، هزت انفجارات بادية دير الزور الغربية، قالت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنها ناجمة عن ضربات جوية نفذتها طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية، على بادية الخريطة بريف دير الزور الغربي، حيث علم المرصد السوري أن الضربات المكثفة والتي تجاوزت 10 ضربات، استهدفت رتلاً من آليات تحمل عناصر لتنظيم “داعش”، خلال مرورها في بادية الخريطة، ما تسبب في مقتل وإصابة عشرات العناصر من التنظيم، وتسببت الضربات كذلك بتدمير آليات وإعطاب أخرى، وأكدت المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الآليات كانت متجهة نحو أقصى ريف دير الزور الغربي، وباتجاه منطقة معدان وضفاف الفرات الجنوبية في الريف الشرقي للرقة، وذلك لمؤازرة عناصر التنظيم الذين يقاتلون القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في هذه الجبهة.