كابول - أعظم خان
كشف مسؤولون عسكريون، أن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، فتحت تحقيقًا أوليًا في مزاعم قتل 20 مدنيًا في الغارات الجوية الأميركية الأخيرة، في إقليم هلمند الجنوبي، في كابول، أفغانستان. وأوضح شيوخ منطقة سانجين التي كانت مسرحًا للقتال العنيف في الأسابيع الأخيرة، حيث تمكنت طالبان من تفجير مواقع للجيش الأفغاني، أن هناك العديد من الغارات الجوية الأميركية، التي وقعت في وقت مبكر صباح الجمعة، وأوقعت 22 مدنيًا على الأقل، بينهم عدد من النساء والأطفال.
وأصر الجنرال تشارلز كليفلاند، المتحدث باسم البعثة التي تقودها الولايات المتحدة والناتو، أن القيادة العسكرية لم تجد أي دليل قاطع على أن المدنيين قتلوا في الغارات الجوية، لكنه قال إن هناك "تحقيقًا رسميًا لتحديد مصداقية هذه المزاعم". وأضاف أن من يقوم بالتحقيق فريق من ضباط حلف شمال الأطلسي، خارج القيادة الأميركية، لضمان الحياد في نتائج التحقيق.
وأضاف الجنرال كليفلاند، "نقوم بتحقيق قوي في هذا الأمر، ونأخذ في مزاعم مقتل المدنيين على محمل الجد، على الرغم من أنه حتى تلك اللحظة ليس لدينا أي إشارة على قتل مدنيين". فيما كانت إفادات أقارب الضحايا مختلفة تمامًا، وقال حميد غول، 18 عامًا، يبيع المشروبات الغازية في "شقر جاه"، عاصمة المقاطعة أن تسعة من أفراد أسرته في قرية لاكاري في منطقة سانجين قتلتهم الغارات الجوية.
وأكد أنه وأحد أخوته، فقط هم الناجين من أسرته، كما أن والدهما، الملا باشا، قتل في انفجار منذ أعوام. وقال السيد غول إن القتال حول قريته اضطر عائلته إلى الانتقال إلى لاشكار جاه، في حين عادت والدته وأشقائه إلى سانجين قبل نحو ثلاثة أشهر، بسبب العنف الذي اشتد في منطقة لشكر جاه.
وبيّن الحاج محمد داود، وهو شيخ من منطقة سانجين الذين فروا إلى لاشكار جاه، أن هجوم آخر وقع في بيت ماليم فايدا محمد، أدى إلى مقتله و 12 من أفراد الأسرة زوجتيه، واثنين من بناته وثمانية من أولاده. وأضاف السيد داود أن الغارات الجوية دمرت المنازل بالقرب من المسجد، حيث كان يقيم مقاتلو طالبان.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعراب بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، عن قلقها إزاء الزيادة الكبيرة في عدد الضحايا المدنيين الناجمة عن العمليات الجوية. وقال تقرير صادر عن البعثة، الأسبوع الماضي، إنه في عام 2016، تسببت الغارات الجوية الدولية والأفغانية في سقوط590 من المدنيين "250 وفاة و340 إصابات"، وهو أعلى معدل منذ عام 2009 وتضاعف تقريبًا بالنسبة لعام 2015. ورفض مسؤولو الحكومة الأفغانية في هلمند يوم السبت، المزاعم بأن مدنيين قتلوا في سانجين.
وتعتبر هلمند أكبر محافظة في أفغانستان من حيث المساحة، وتستخدم في زراعة الخشخاش. وانتزع طالبان معظمها من سيطرة الحكومة، وتأتي مهمة حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة، في إعادتها من يد طالبان. وهناك حوالي 13300 من القوات الدولية في أفغانستان، 8400 منهم من أميركا.