القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية

تتواصل معارك القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية في مدينة سرت ضد بقايا تنظيم "داعش". وأكد المتحدث باسم "عملية البنيان المرصوص" التابعة للحكومة سيطرتها على مواقع جديدة في الجيزة داخل آخر معقل لداعش بالمدينة.

وقال محمد الغصري، المتحدث باسم البنيان المرصوص في تصريح صحفي: إن قوات حكومة الوفاق سيطرت على أكثر من نصف حي الجيزة البحرية آخر منطقة يتواجد بها داعش في المدينة. وأضاف الغصري "الحصار محكم جداً على ما تبقى من مقاتلي التنظيم والعمليات العسكرية تجري بشكل منتظم بالتنسيق بين سلاح الجو والمقاتلين على الأرض"، مشيراً إلى أن القتال يجري بشكل فيه حذر شديد بسبب إمكانية وجود مدنيين في قبضة داعش.

وبين الغصري أن المدنيين الناجين من قبضة داعش أكدوا أكثر من مرة وجود آخرين غيرهم، بعضهم أسرى والآخرون أطفال ونساء من أسر مقاتلي داعش. وتابع "لقد دفعنا ثمناً باهظاً، فلدينا أكثر من 600 قتيل من قواتنا، وما يتجاوز 3 آلاف جريح، فلا يمكننا المجازفة أكثر بقتل مدنيين أبرياء سنحرر المدينة ولو بالشبر حتى وإن استمر تخلي المجتمع الدولي عنا".

وأضاف "نحن نقاتل دواعش شرسين جداً يعرفون أنهم سيموتون، ولذا لن يستسلموا وما لا يعرفه العالم أننا نفقد كل يوم جنوداً، بسبب مزارع الألغام الكثيفة التي زرعها الدواعش قبل انسحابهم في كل أحياء المدينة". وذكر الغصري أن "الدواعش فخخوا أطفالهم ونساءهم لتفجيرهم عن بعد، إذا ما وصلنا لإنقاذهم ولكم أن تتصورا حجم معاناتنا ونحن ننقل أشلاء أطفال أبرياء".

لكنه أكد أن قوات حكومة الوفاق "أفشلت خطط الدواعش ولا تزال بقصف مواقعهم المتنقلة ومخازن الذخيرة جواً، كما استهدف الطيران عشرات القناصة الذين شكلوا عائقا كبيراً أمام تقدمنا"، لافتاً إلى أن المعارك تجري في الوقت الحالي بتحرير آخر المنازل في حي الجيزة كل منزل على حدة، في عمليات يغلب عليها طابع التريث وطول النفس.

وفي بنغازي، دعا القيادي في "مجلس شورى ثوار بنغازي"، محمد الدرسي الشهير بـ"النص"، من سمّاهم "المجاهدين" في 10 دول عربية وأجنبية إلى الالتحاق بقوات المجلس في بنغازي لقتال الجيش الليبي، مشيرًا إلى أن المعركة في بنغازي هي معركة الأمة الإسلامية عامة.

وقال الدرسي في حوار مع جريدة "المسرى" التي يصدرها تنظيم "القاعدة" في اليمن ونشرته الجمعة: "أدعو كل المجاهدين في الجزائر وفلسطين وسورية والعراق واليمن وأفغانستان وبورما والشيشان والصومال ومالي وأفريقيا الوسطى إلى الالتحاق بقواتهم في بنغازي، فهي معركة الأمة الإسلامية عامة".

واعتبر القيادي في مجلس شورى ثوار بنغازي أن أسباب الهزيمة الكبيرة لقوات المجلس وخسائرهم المتكررة في بنغازي يعود إلى غياب القادة وفقدانهم في معارك بنينا التي قتل فيها أبرز قياداتهم والتي وصف الانجرار للقتال فيها بـ"الفخ الكبير". وأضاف الدرسي أن المجلس يسيطر على 10 % من المدينة وتقتصر على مناطق بوصنيب وقنفودة وسوق الحوت، مضيفًا لقد باركنا إنشاء مجالس أخرى في درنة وأجدابيا، إلا إن علاقتنا بها تقتصر على الدعم بالأسلحة والمقاتلين". وأشار الدرسي إلى أن مجلس الشورى دعم سرايا الدفاع عن بنغازي بالمقاتلين والسرايا تشكلت من عدد من الكيانات، وهدفها الأساسي قتال الجيش الليبي.

وفي طرابلس، أكد مصدر في الحكومة الموقتة اختفاء رئيس ديوانها في مقرها بمدينة البيضاء، الأمين الحويل، منذ يومين، مشيرًا إلى أن الهاتف الشخصي لرئيس الديوان مغلق وانقطع الاتصال به منذ ليلة أول أمس الثلاثاء، مضيفًا أنه لا يعلم سبب اختفائه والجهة التي تقف وراء ذلك.

وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة الموقتة أرجأت اجتماعها العادي الذي كان من المفترض أن ينعقد أمس الأربعاء، وحاولت "بوابة الوسط" الاتصال بمسؤول الإعلام في الحكومة سالم الحصادي وعدد من المسؤولين الأمنيين والحكوميين لكن هواتفهم جميعًا مغلقة.

واعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، الخميس، أن جلسات حوار مالطا التي جرت قبل أيام كانت ناجحة، مشيرًا إلى أن أحد مطالب أعضاء الحوار السياسي هو إجراء التعديل الدستوري، والآن الكرة في ملعب مجلس النواب. وأضاف كوبلر في كلمة للصحفيين في العاصمة طرابلس: إن ليبيا بحاجة ضرورية إلى حكومة وفاق وطني يعترف بها مجلس النواب، معللاً ذلك أن الشعب الليبي يريد تقدمًا على مستوى حياتهم اليومية ليس على الورق فقط (..) وهذا يعني تحقيق الأمن والتمكن من إرسال الأطفال إلى المدارس وإمكانية دخول المرضى إلى المستشفيات.

وفي معرض حديثه قال كوبلر: إن الجمود السياسي في البلاد ليس من مصلحة أحد، لذلك يجب أن نحرز تقدمًا ويجب أن نعمل على تنفيذ الاتفاق السياسي الذي ينبغي أن يبقى هو الإطار العام للعمل على حل الأزمة.  وذكر المبعوث الأممي أن المجتمع الدولي يجتمع بالمجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي لتحسين الوضع الاقتصادي في ليبيا، مشددًا على أهمية تحسين المستوى المعيشي لجميع أفراد المجتمع الليبي بمَن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن في الشرق والغرب والجنوب.

قال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر إنه ناقش سبل المضي قدما في تنفيذ الإتفاق السياسي، وذلك في اجتماع بالعاصمة طرابلس حضره أعضاء الحوار فتحي باشاغا ومحمد صوان وسليمان الفقيه. وأضاف في تغريدة عبر حسابه الشخصي في موقع "تويتر"، الخميس، أنه التقى رئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي وبحث معه دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحسين الأوضاع المعيشية في ليبيا.