النائبة والمُشرعة ألكسندريا أوكاسيو كورتز

كشفت النائبة والمُشرعة ألكسندريا أوكاسيو كورتز التي أصبحت حاملة لواء الجناح التقدمي المضطرب للحزب التقدمي الديمقراطي، أن "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) تطاردها وإلهان ورشيدة"، وجاء في البيان أن "ناشط أيباك" يهدد المستقبل السياسي لأوكاسيو كورتز وزملائها الديمقراطيين النواب رشيدة طليب من ميتشغان وإلهان عمر من مينيسوتا، وفي مقال نُشر في "نيويورك تايمز" ظهر الاقتباس أن "ثلاثة أشخاص لن يكونوا بالجوار خلال سنوات عدة"، في إشارة إلى النفوذ السياسي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك).

وأكد النائب ستيفن فيسك من فلوريدا أنه لم تربطه أي علاقات مع اللوبي الموالي لإسرائيل لسنوات عدة، مشيرا إلى أن التعامل مع الذين ابتعدوا عن العقيدة الوسطية الموالية لإسرائيل ليس من أسلوب اللوبي الذي لا يشجع على استعداء أصحاب المناصب الأمنه، وكان دور فيسك كرئيس للجنة العمل السياسية المؤيدة لإسرائيل، غير المنتسبة إلى أيباك، محور مقالة في جريدة "التايمز"، ويبدو أنه يؤكد ما يصفه منتقدو "أيباك" بمن فيهم عُمر، وكانت عُمر في قلب العاصفة حول إسرائيل ومعاداة السامية، واشتعلت العاصفة مع تغريدة أخيرة مفادها أن الإنفاق الكبير من قبل "أبياك" أسهم في شراء دعم الكونغرس لإسرائيل.

وتناولت مقالة "التايمز" بقدر كبير من الصواب طريقة عمل "أبياك"، حيث لا يقوم اللوبي بنفسه بتمويل الحملات، لكنه يتوقع من أعضائه إعطاء الدعم والمساعدة للحملات في مقابل الحصول على امتيازات مثل دعوات لحضور جلسات إحاطة حصرية، ووضع أكثر تميزات في المؤتمرات، ويُتوقع من الأعضاء أيضا توثيق العلاقات مع المُشرّعين والتطوع من أجلهم وكذلك الضغط عليهم.

اقرأ أيضَا : "أيباك" ترفض اتفاق نتنياهو مع "القوة اليهودية " لخوض الانتخابات


وكرسّت "التايمز" لانطباع سيء عندما وضعت صورة فيسك بوصفه رجل أيباك، وعندما حصلت عُمر على مقعد في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أوضحت "التايمز" أن فيسك بدأ يدعو المُشرعين إلى الشكوى وأنه "يأمل أن يعاقب نشطاء إيباك عمر بتحد رئيسي في عام 2020، ولم تعلق أيباك على القصة، إلا أن المطلعين أوضحوا أن فيسك لا علاقة له باللوبي منذ 5 أعوام.
وقال فيسك في مقابلة تليفونية "لا أعطي لحملة التبرعات العامة، لكني أرعى شباب من جامعة فلوريدا للذهاب إلى المؤتمر السنوي"، وأوضح فيسك المؤيد للرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا أنه قرر أن يقضي وقته وينفق أمواله بشكل فعال في لجنة العمل السياسي التابعة له، مضيفا "أجريت معي مقابلة بشأن ما يمكن أن يفعله النشطاء للجنة الكونغرس في فلوريدا"، وأشار فيسك إلى أن لجنة العمل الخاصة به PAC أنفقت 320 ألف دولار الدورة الماضية على عشرات المرشحين في الكونغرس ومعظمهم من الجمهوريين.
واستهدفت "أيباك" بعض المعينين في مناصب مثل النائبة "سينثيا ماكيني" و"دي-جا" والسيناتور "لينكولن شافي" في عام 2006، وإذا سمحت أيباك لنشطائها بالضغط على النواب طليب وعمر وأوكاسيو حتى الفوز عليهم فإنها ستضر بسمعة اللوبي، ويؤكد رفض أيباك التعليق على هذه المقالة المفارقة في هذه الأزمة وأن اللوبي يستمتع بدوره كمُحطم للسمعة.
ورصد المقال حالتين أخريين للمشرعين النائب السابق بريان بيرد والنائبة بيتي ماكولوم، وكان كلاهما يعاني من انقطاع علاقته مع أيباك، وتوقف نشطاء أيباك عن تقديم الأموال لهم، بدلا من القيام بحملات متصاعدة للإطاحة بهم.
وكشف فيسك أن معايير تقديمه للأموال تتمثل في أن المرشح لم يقبل المال من جماعة "جي ستريت" الليبرالية الموالية لإسرائيل، ومعارضته للصفقة النووية الإيرانية، بينما هدد مصدر مقرب من أيباك عام 2015 بتوجيه المتبرعين ضد الديمقراطيين الذين صوتوا لصالح الصفقة، ولا تطلب أيباك التفرد من السياسيين الذين تدعمهم، ولكن غالبا ما يحضر أولئك الذين ينضمون إلى مجموعة "جي ستريت" مؤتمر السياسات الخاص بأيباك بالإضافة إلى أي أحداث تبرع أخرى، أما السيناتو جاكي روزين فأخذ الأموال من أيباك لكنه استقبل أيضا الممولين الذين فضّلوا توجيه تبرعاتهم عبر جي ستريت.
وتوترت في عام 2007 علاقة شيلدون أديلسون المول الرئيسي لأيباك باللوبي نتيجة تمويله الزائد للسلطة الفلسطينية، وأدى انشقاق أديلسون الذي أشارت إليه التايمز إلى خلق مساحة للأحزاب اليمينية لملاحقة المُشرعين الذين لم تشجع أيباك على استهدافهم، وبعد مرور عام أنشئت جماعة "جي ستريت" التي دعمت المشرّعين الذين يدعمون حل إقامة الدولتين ويعارضون حكومة نتنياهو ويدعمون الصفقة الإيرانية ويؤمنون بضغط الولايات المتحدة لإعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات، وعلى الرغم من كون الجماعة أصغر من "أيباك" فإن نشطاءها تعهدوا بتخصيص تمويل لصانعي القوانين الذين يبتعدون أن أرثوذكسية أيباك، ناهيك بأن النفوذ المتنامي للمجموعات المسيحية الموالية لإسرائيل خلق جناحا يساريا وآخر يمينيا في تجاهل كيفية عمل أيباك.
وجاء في رسالة جمع التبرعات الخاصة بأوكاسيو كورتز "لقد تجرأت رشيدة وغلهان وألكسندريا في بعض الأحيان على التشكيك في سياستنا الخارجية وتناول تأثير المال على نظامنا السياسي، والآن تعمل جماعات الضغط على معاقبتهم جراء ذلك"، ويبدو أن التقدميين وغيرهم ممن ينتقدون سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل بتفقون على ذلك، حيث غرّد يوسف منير مدير الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين الثلاثاء على تويتر " قال أحد ناشطي أيباك لنيويورك تايمز أن اللوبي يطارد نساء الكونغرس ألكسندريا ورشيدة وإلهان"، وتم إعادة تغريد تغريدته بما يصل إلى 3600 مرة، وأشار مقال "التايمز" إلى صورة فيسك المرفقة بالمقال في لحظة صلاة، واعتقد البعض أن الهدف من الصورة جعل فيسك يبدو بمظهر متدين، فيما اعتبرها أخرون سخرية من دينه، من جانبه أوضح فيسك أن المصور التقط نحو مائة صورة له، وفي مرحلة ما توقف فيسك للصلاة، وحينها سأله المصور بأن يسمح له بتصويره ووافق فيسك.

قد يهمك أيضَا :

مواقف إلهان عمر تظهر تراجع تأييد الديمقراطيين لإسرائيل

إلهام عمر تؤكد أن عدم ولائها لإسرائيل لا يعني معاداتها للسامية