رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر

أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن "عاصفة الحزم التي أطلقتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم قبل حوالي عام ونصف، منعت كارثة أمنية إقليمية كانت ستصيب العرب جميعًا". ودعا في كلمة له الأربعاء خلال احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 54 لثورة 26 سبتمبر، أقيمت في مدينة عدن جنوب اليمن، "الانقلابيين إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بدءًا بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق والمدن التي احتلوها واستعادة السلطة الشرعية لمكانتها، تمهيدا للانتقال للحلول السياسية، استنادا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني".

وأوضح بن دغر أن "ثورة 26 سبتمبر عام 1962 غيرت مجرى التاريخ في اليمن وصححت المسار الوطني، ووضعت البلاد على طريق الحرية والمساواة والتقدم، وأنهت عصوراً من التخلف والتمييز والخرافة الحاكمة".

وأعلن اللواء السعودي أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف العربي ، أن التحالف لن يقبل بأي اتفاق سلام في البلاد، إلا إذا اشترط قيام حركة الحوثيين بحل جناحها المسلح. وفي مؤتمر صحفي نظمته السفارة السعودية في برلين، الأربعاء، رفض المتحدث باسم قوات التحالف، ، ضمنيا، عرض هدنة تقدم به الحوثيون قبل ثلاثة أيام.

وأبلغ عسيري الصحفيين أنه، رغم الحاجة لحل سياسي للصراع في اليمن، إلا أن المملكة لن تؤيد اتفاقا يسمح للحوثيين بالإبقاء على المسلحين. وقال عسيري إن المملكة لن تقبل بوجود مسلحين في فنائها الخلفي دون إشارة مباشرة إلى عرض الهدنة.

وتمكنت وحدات أمنية متخصصة بمكافحة الإرهاب في محافظة عدن، مساء الأربعاء، من مداهمة منزل القائد العسكري لتنظيم "داعش" في اليمن، المدعو رضوان قنان، وضبطت متفجرات وأسلحة، فيما لا يزال القائد المتطرف هارباً. وقال المتحدث باسم شرطة عدن، عبدالرحمن النقيب، إن عملية المداهمة التي شنتها قوات مكافحة الإرهاب تحت إشراف مدير أمن عدن، اللواء شلال علي شائع، وقوات التحالف العربي، تمت في مدينة كريتر، وعثرت خلالها القوات على مخزن متفجرات متنوعة من بينها مادة (TNT)، وأحزمة ناسفة وأجهزة تفجير عن بعد، وأسلحة متوسطة وكميات كبيرة من القذائف والصواعق بمختلف أنواعها.

وكشف النقيب أنه لم يتم القاء القبض على قنان، وأن المعلومات لديهم تؤكد هربه منذ شهور. وأشار إلى أن هذه العملية تأتي ضمن عمليات نوعية نفذتها وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن، على معاقل الجماعات المتشددة التي كانت تستخدمها كمخازن للأسلحة وصناعة الأحزمة والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، لتنفيذ أعمالهم التخريبية.

وكشفت مصادر إعلامية إيرانية عن تلقي طهران طلباً من الانقلابيين في صنعاء للحصول على دعمها في مواجهة التحالف العربي. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تلقى رسالة من يحي الراعي رئيس برلمان الانقلابيين " المختطف من قبل الحوثيين والفاقد للشرعية ".

وبحسب الرسالة فقد أكد الراعي أن " الشعب اليمني يتطلع إلى الذين وقفوا إلى جانبه دوماً"، وهو اعتراف ضمني بحصول الانقلابيين على دعم ومساندة من قبل طهران منذ فترة ليست بالقصيرة.

ويصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الخميس، إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار جهود أممية تسعى لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام. وقالت مصادر سياسية يمنية إن المبعوث الأممي سيعرض على وفد جماعة "الحوثي" وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، "تصورًا لحل النزاع" اليمني، يشمل الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة.
ووفقا لذات لمصادر، فإن الأمم المتحدة والدول الخمس الكبرى تضغط من أجل استئناف وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل/نيسان الماضي، وتعرض للانهيار مع رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس/آب الماضي، بعد فشلها في التوصل إلى سلام بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 90 يوما.

ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية لحل النزاع كشف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أواخر أغسطس/آب، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحابهم من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يتم الافصاح عنه.
وخلافا للجولات الماضية، لن تتجاوز الجولة المرتقبة عدة أيام، حيث لن تشهد مفاوضات بين طرفي الصراع، بل توقيع اتفاق سلام تم الإعداد له بكثافة منذ رفع مشاورات الكويت، والاتفاق على ملامحه النهائية، وفقا للمصادر.

وتشترط الأمم المتحدة أن يسبق ذلك اعلان رسمي من الجانبين بالتزامهم بالهدنة لمدة72 ساعة، مع أنباء عن"موافقة مبدئية" من الحكومة اليمنية، بعد لقاءات جمعت الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي.

وشهدت الأيام الماضية، حركة بلوماسية رفيعة المستوى من أجل حل الأزمة اليمنية؛ إذ التقى المبعوث الأممي في نيويورك الرئيس هادي، ووزير خارجيته، عبد الملك المخلافي، وناقش معهما مقترح لحل الأزمة يتضمن هدنة لمدة 72 ساعة، فيما قام اللواء محمد سليمان فرغ، المستشار العسكري لولد الشيخ، بزيارة للعاصمة الرياض من أجل الاتفاق على الهدنة.

وقالت مصادر أممية إن إحدى المستشارات السياسيات لولد الشيخ قامت يزيارة غير معلن عنها إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، والتقت قيادات من الحوثيين وحزب صالح. وأشارت إلى أن مستشارة ولد الشيخ وصلت إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية، مع استمرار حظر الرحلات التجارية للمسافرين من قبل التحالف العربي منذ التاسع من أغسطس/آب الماضي.

ورجحت مصادر أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء خلال الأيام المقبلة، والسماح لوفد الحوثيين وصالح بالعودة للتشاور مع قياداتهم حول الصيغة النهائية للحل. ومع السماح لوفد الحوثيين بالعودة والتحركات السياسية، يتوقع مراقبون أن الحل السياسي للأزمة اليمنية قد نضج أكثر من أي وقت مضى.

وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تلقى اقتراحاً ببدء تنفيذ هدنة مدتها 72 ساعة، ووافق عليها وأبلغ ذلك المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وأوضح المخلافي في حديثة لوسائل اعلام أنه تمّ الاتفاق في نيويورك على تصور سيقدمه المبعوث الأممي إلى أطراف النزاع الأخرى في اليمن، وعبر عن أمله أن يتعامل الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع هذا التصور.  وأشار إلى أن هدنة 72 ساعة تأتي ضمن هذا التصور، وقال الحرب ليست خياراً لنا، وعندما طُرحت على الرئيس هدنة لم يكن لديه مانع، ويجب أن تكون هدنة إنسانية، وتدخل المساعدات تعز، ويتم إيصالها إلى كل مكان.

وتحدث الوزير اليمني عن حرص الحكومة على أوضاع حقوق الإنسان في الداخل اليمني واستجابتها لنداءات المجتمع الدولي بشأن المشاورات مع الحوثيين وصالح، وعدم ممانعتها العودة للمشاورات "شريطة ألا تكون بهدف إهدار الوقت دون التوصل لنتائج".