طهران - مهدي موسوي
اتسمت احتفالات إيران بذكرى الثورة الإسلامية الـ 38، بمسيرات كبيرة مع القليل من النقد اللاذع المعتاد للولايات المتحدة، وبدت خطوة محسوبة لتجنب مزيدًا من التحريض ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما توقع العديد من المراقبين، أن يركز القادة الإيرانيون، الهجوم على ترامب خلال مسيرات الاحتفال.
وتجنبت الملصقات التي تقوم دائمًا بحملها مؤسسات تابعة للدولة ذكر ترامب، وكانت معظم الشعارات المناهضة للولايات المتحدة مطبوعة باللغة الفارسية، على الرغم من أنها كانت في الماضي تطبع باللغة الإنكليزية لكي تراها وسائل الإعلام الدولية، وخلت الاحتفالات من صور الصواريخ التي كانت تعرض على الشاشة، كما كان متعارف عليه في الأعوام السابقة، لإظهار القدرات العسكرية الإيرانية.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مواطني إيران وست دول أخرى ذات الأغلبية المسلمة من دخول الولايات المتحدة، ووصف إيران بأنها الراعي رقم 1 للإرهاب. ووضع مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، مايكل فلين، إيران تحت المراقبة، بعد أن أجرت تجربة صاروخية أواخر الشهر الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك بعض الأمثلة على المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وتم استخدام العلم الأميركي في المسيرة الرئيسة مع العلم الإسرائيلي، وقام المحتشدون بالسير عليه بالأقدام. ووزع أحد الأشخاص ملصقات لترامب يتعرض للضرب في وجهه، من قبل ذراع يحمل العلم الإيراني ومكتوب عليه، "فلتسقط الولايات المتحدة الأميركية". ونظرًا لحجم الحشود في طهران، كانت الدعاية المعادية للولايات المتحدة أقل وضوحًا مما كانت عليه في الأعوام السابقة.
وأضاف فرشاد غوربانبور، المحلل المقرب من حكومة الرئيس حسن روحاني، قائلًا "مسيرة اليوم تدل على أن الحكومة الإيرانية لا تريد أية مواجهة مع الولايات المتحدة، ولا ينبغي أن نندهش، ليس لدينا أي مصلحة مع التوترات". وعلى مدار الأسبوع، طلب الإيرانيون على وسائل الإعلام الاجتماعية من الناس عدم حرق الأعلام، وبدلًا من ذلك تقديم الشكر للمتظاهرين الأميركيين، لوقوفهم ضد حظر السفر والدفاع عن اللاجئين والطلبة والسياح وغيرهم من المتضررين من الأمر التنفيذي.
ووضع العديد من الأشخاص في المسيرات، علامات سوداء وبيضاء مع نص باللغة الإنكليزية، داعيًا الأميركيين لزيارة إيران. وجاء في إحدى الملصقات "الشعب الأميركي موضع ترحيب وندعوه لزيارة إيران". وجاء في أخرى "شكرًا للشعب الأميركي لدعم المسلمين"، وجاءت عبارة "يسقط النظام الأميركي، عاش الشعب الأميركي".
ويحتفل الشعب الإيراني بالذكرى السنوية للثورة الإسلامية كحدث سياسي، عندما أطاح الإيرانيون بالشاه عام 1979، وكان واحدًا من مطالبهم الاستقلال عن القوى المهيمنة في ذلك الوقت، التي كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.