نيويورك ـ مادلين سعاده
طلبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي من مجلس الأمن الدولي "التحرك في الحال" لتمديد التحقيق حول الهجمات التي استخدمت فيها أسلحة كيميائية في سورية، وذلك على الرغم من إمكانية استخدام موسكو "الفيتو" لمنع هذا التمديد. وقالت هايلي في رسالة إلى مجلس الأمن مساءأمس الجمعة : "علينا أن نتحرك في الحال وأن ندعم تمديد عمل آلية التحقيق المشتركة حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية".
ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن في تشرين الثاني/نوفمبر مسألة تمديد مهمة خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن سوريا لمدة سنة، إلا أن روسيا تريد ربط هذا التجديد بما سيتضمنه التقرير المقبل للخبراء، بخلاف واشنطن وحلفائها الأوروبيين الذين يريدون التجديد من دون شروط. ولكن هايلي شددت في رسالتها على أن "لا علاقة لهذا الأمر البتّة بالسياسة أو بخلاصات التقرير المقبل، إنه يتعلق بالتأكد من مسؤولية أولئك الذين يستخدمون هذه الأسلحة المروعة، سواء أكانوا دولا أعضاء في الأمم المتحدة أو فاعلين غير حكوميين".
ومن المقرر أن يصدر الخبراء في 26 تشرين الأول/أكتوبر تقريرهم حول الهجوم الذي استهدف بغاز السارين في 4 نيسان/ابريل مدينة خان شيخون الصغيرة الواقعة في شمال سورية. ويمكن أن يتضمن التقرير اتهاما للحكومة السورية بالتورط في هذا الهجوم الذي أوقع 83 قتيلا بحسب الأمم المتحدة. وقالت موسكو التي تعتبر داعما رئيسيا لدمشق، إنها سترى بعد صدور التقرير ما إذا كان "مبررا تمديد" مهمة الخبراء.
في هذا الوقت، قُتل طفل وأصيب 14 مدنيا، مساء الجمعة، في قصف لقوات النظام السوري بالصواريخ استهدف بلدة كفر بطنا، في منطقة الغوطة الشرقية المشمولة ضمن مناطق "خفض التوتر" بالعاصمة دمشق. وقال محمود أدهم، أحد مسؤولي منظمة الدفاع المدني "الخوذ البيض" بالمنطقة ، إن "القوات التابعة للنظام السوري هاجمت بعشرة صواريخ، بلدة كفر بطنا، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة 14 مدنيا آخرين".
وأضاف أنه تم نقل الجرحى إلى مشاف ميدانية في المنطقة، مشيرا أن بعض المنازل تهدمت والعديد منها تضررت نتيجة سقوط الصواريخ في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين. وكان قضى مقاتل من الفصائل الإسلامية جراء إصابته برصاص قناص على جبهة إدارة المركبات عند أطراف غوطة دمشق الشرقية، كذلك شهدت مناطق في الريف الجنوبي الغربي لدمشق عمليات قصف متجددة طالت مناطق فيها، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مروحيات سورية ألقت براميل متفجرة على مناطق في مزرعة بيت جن، متسببة في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
وفي محافظة دمشق ، يشهد القسم الجنوبي من العاصمة دمشق استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين تنظيم “داعش” من جانب، ومقاتلي فصائل إسلامية من جانب آخر. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات في مخيم اليرموك عند القسم الواقع من جهة ريف دمشق الجنوبي، إذ تترافق الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الحين والآخر، على محاور التماس والقتال بينهما، وتسببت الاشتباكات التي اندلعت نتيجة هجوم عنيف من مقاتلي تنظيم “داعش”، تسببت في سقوط خسائر بشرية، حيث قضى قائد لواء تابع لجيش الإسلام المشارك في القتال بالإضافة لسقوط جرحى بعضهم إصاباتهم بليغة، ومعلومات أولية عن آخرين قضوا في الاشتباكات ذاتها، كما قتل عدد من عناصر التنظيم في القتال ذاته، فيما كان نشر المرصد السوري اليوم، أن تنظيم “داعش” تمكن من تحقيق تقدم في المنطقة، على حساب الفصائل وسيطر على مدرسة ومستوصف في مخيم اليرموك بالجزء المحاذي لمنطقة يلدا الواقعة في الريف الجنوبي لدمشق.
وبالتزامن مع القتال الدائر في مخيم اليرموك من جهة ريف دمشق الجنوبي، اندلع قتال بين المسلحين الموالين للقوات السورية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، عند أطراف مخيم اليرموك، وسط قصف من قبل قوات النظام استهدف محاور القتال ومناطق أخرى في المخيم، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
وفي محافظة درعا، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد في مدينة درعا، كما تجددت الاشتباكات في محور سحم الجولان بريف درعا الغربي، بين جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “داعش” من جهة، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى
أما في محافظة حلب، فقد نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في جبل الحص في الريف الجنوبي لمدينة حلب، ما تسبب بأضرار مادية، حيث تعد هذه ثاني جولة غارات خلال الـ 24 ساعة الفائتة استهدفت مناطق في جبل الحص جنوب حلب. وفي محافظة إدلب، هزت انفجارات مناطق في الريف الشرقي لإدلب. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجارات ناجمة عن قصف من قبل طائرات حربية لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة لدمشق، استهدفت أماكن في المنطقة الواقعة بين سرمين والنيرب، موقعة خسائر مادية، دون معلومات عن سقوط خسائر بشرية، في حين قضى قيادي في فيلق مقاتل متأثراً بإصابته بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته التي كان يستقلها في منطقة كفر تخاريم الواقعة في الريف الشمالي الغربي لإدلب.
أما في محافظة دير الزور، فتواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها في المجزرة التي نفذتها الطائرات الحربية على المعبر النهري الواصل بين مدينة البوكمال وقرية الباغوز في أقصى الريف الشرقي لدير الزور، قرب الحدود السورية العراقية ليل أمس، حيث ارتفع إلى 19 على الأقل بينهم 7 أطفال دون سن الثامنة عشر و5 مواطنات فوق سن الـ 18، عدد الشهداء الذين قضوا في هذه المجزرة التي نفذتها طائرات حربية باستهدافها لهذا المعبر المائي الواصل بين المنطقتين آنفتي الذكر، ليل أمس الخميس الـ 19 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2017، فيما لا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود معلومات عن مفقودين
على صعيد متصل يشهد الريف الشرقي لدير الزور غارات متجددة من الطائرات الحربية طالت مناطق فيها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي ضربات استهدفت بادية الشعفة، وطال القصف بئراً نفطياً ما تسبب باندلاع النيران فيه، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في ريف مدينة البوكمال، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كذلك قصفت القوات الحكومية مناطق في قرية الدحلة الواقعة في الضفة الشرقية لنهر الفرات قبالة منطقة ا