عدن - عبدالغني يحيى
قُتل 8 عناصر "حوثية" وجُرح العشرات منهم في مواجهات جرت أمس الثلاثاء في تعز، كما شهدت الجبهة الشرقية للمدينة اشتباكات عنيفة في وقت ما زالت الميليشيات تواصل قصفها على الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية على مناطق جديدة في منطقة الأقروض في تعز.
كما شهدت جبهة نهم بمحافظة صنعاء معارك عنيفة تركزت أغلبها في منطقة بني بارق، وشاركت مقاتلات التحالف في قصف مواقع الميليشيات في هذه الجبهة. وفي محيط العاصمة صنعاء، شنت المقاتلات عدة غارات جوية استهدفت مواقع الميليشيات في جبل النبي شعيب، في بني مطر غربي صنعاء، كما قصفت مواقع في محافظة حجة.
وقال الناطق الرسمي باسم "لواء الصحراء" المشارك في معارك تحرير محافظة صعدة محمد عبدالرحمن العدني أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت مساء أمس الثلاثاء لجبهات القتال في محافظة صعدة. و أعلن الجيش الوطني، مقتل العشرات من مسلحي الحوثي والمخلوع، في غارات جوية، نفذها طيران التحالف العربي في محافظة حجة.
وأضاف العدني في تصريح صحفي أن هذه التعزيزات توزعت على محاور القتال في صعدة وبمقدمتها مديرية البقع المحاذية لمديرية كتاف.
وأكد أن وصول هذه التعزيزات يأتي ضمن العمليات العسكرية الرامية لتحرير محافظة صعدة بالكامل ودحر الميليشيا الإنقلابية منها.
وقالت المنطقة العسكرية الخامسة أن طيران التحالف، شنت غارات على تعزيزات عسكرية مكونه من 5 اطقم تقل العشرات من المسلحين، في منطقة الوداي شمال مستبأ. وأضافت في منشورات على صفحتها في "فيسبوك"، إن العشرات من الحوثيين والجنود الذين كانوا على متن تلك الأطقم سقطوا قتلى وجرحى جراء القصف الجوي. وذكرت المنطقة الخامسة، بان مدفعية الجيش والتحالف قصفت بعنف، مواقع الحوثيين وقوات صالح في مزارع الخضراء الواقعة بالقرب بين حرض وميدي، موضحه بان القصف أدى إلى تدمير عربة كاتيوشا.
وجددت قيادة "الحوثي" هجومها ضد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واتهمته بأنه منحاز وغيرُ حيادي. وقال الناطق باسم ميليشيات الحوثي محمد عبدالسلام إن "ولد الشيخ أحمد تحوَّل إلى مؤجج للحرب يمارس الشحن الطائفي والمذهبي، ويعتمد المغالطات والافتراءات، لاسيما عندما تحدث عن استهداف الحوثيين لمكة المكرمة، وقال عبدالسلام إن ذلك كذب وزور وافتراء".
وأشار عبدالسلام إلى أن "ولد الشيخ أحمد افتقد إلى الحياد وتجاوز دوره كوسيط أممي، وقام بالتضليل الإعلامي، وأوضح أن الأمم المتحدة لابد لها أن ترمم ما هدمه مبعوثها الذي انزلق نحو منحدر خطير بتحوله إلى أسوأ بوق أممي لدول التحالف".
وتزامن هذا الهجوم تزامن مع تصريحات لما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين الذي أوضح أن إحاطة ولد الشيخ أحمد في مجلس الأمن "اتسمت بالمغالطات والتحريض وعدم الحيادية".
وكان المبعوث الأممي قد تحدث في إحاطته التي ألقاها في مجلس الأمن عن القصف الذي تعرضت له صالة العزاء في صنعاء، معبراً عن أسفه للضحايا الذين سقطوا في الحادثة، غير أن قيادات ميليشيات الحوثي وصفت في تصريحات لها المبعوث الأممي بأنه كاذب ومضلل.
وأكدت مصادر محلية وحقوقية أن ميليشيات "الحوثي وصالح" أقدمت على إجبار ما يزيد على 150 أسرة على ترك منازلهم في عدد من القرى والمناطق الريفية بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن. وأوضحت مصادر محلية خاصة أن الميليشيات الانقلابية أجبرت أكثر من 50 أسرة ريفية من أهالي قريتي الديح والروض في الأطراف الشمالية لمنطقة الربيعي غرب مدينة تعز على ترك منازلها، بعد أن قامت يوم الاثنين بتهديد الأهالي بالأسلحة وإنذارهم بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة.
وبحسب تلك المصادر فإن معظم هذه العائلات الريفية هي من الأسر الأشد فقراً والتي لم يكن ينقصها الدخول في مرحلة نزوح تضاعف من مأساتها، في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه مختلف مناطق وأرياف تعز، نتيجة الحرب التي تقوم بها الميليشيات على كافة الصعد.
وأكدت مصادر حقوقية نزوح أكثر من 100 أسرة من سكان قرية الصعيد بمديرية الصلو شرقي محافظة تعز، وذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة في القرية منذ أمس الاثنين بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وتحدث الناشط الحقوقي عبدالله الصلوي عن هذا الأمر، مؤكداً أن العائلات تنزح بشكل مستمر منذ مساء الاثنين إلى جهات مختلفة في الجبال والمناطق البعيدة عن قرية الصعيد، بلا مأوى ولا غذاء. ولفت إلى أن السكان يهربون من جحيم المواجهات في ظل تهديدات الحوثيين وإجبارهم على المغادرة، ويتركون أمتعتهم ومواشيهم في المنازل.
وناشد الصلوي منظمة "يونيسيف" والمنظمات الإغاثية الدولية والإقليمية بتقديم العون العاجل للأسر النازحة والمهجرة قسرياً، والتي تفتقد للغذاء وحاجتها أيضاً ماسة للخيام والبطانيات خصوصاً مع اشتداد البرد.